العالم تريند

بعد ضغط أمريكي.. طرفا الصراع في السودان يوافقان على هدنة 24 ساعة.. نحو 200 قتيل حصيلة 4 أيام من المعارك

 عربي تريند_ قال الجيش السوداني إن قائدي طرفي الصراع في السودان اتفقا على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة اعتبارا من مساء اليوم الثلاثاء، وذلك في أعقاب نداءات وجهها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إليهما بشأن المعارك المحتدمة في الخرطوم والتي شهدت حادثة إطلاق نار على موكب دبلوماسي أمريكي.

وصرح الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، وهو عضو في مجلس السيادة الحاكم، لقناة العربية بأن وقف إطلاق النار سيبدأ في السادسة مساء بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت غرينتش) ولن يتجاوز مدة الأربع والعشرين ساعة المتفق عليها.

وفي وقت سابق اليوم، أفادت قوات “الدعم السريع” بأنها وافقت على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة “لفتح مسارات آمنة لعبور المدنيين وإخلاء الجرحى” جراء الاشتباكات المندلعة مع الجيش السوداني منذ 4 أيام.
وذكرت “الدعم السريع” في بيان أنها “وافقت على هدنة مقترحة لمدة 24 ساعة” دون مزيد تفاصيل.
وأوضح البيان أن الموافقة على الهدنة جاءت “بناء على الاتصال المباشر مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وجهود الدول الشقيقة والصديقة التي أجرت اتصالات مماثلة دعتنا خلالها إلى وقف مؤقت لإطلاق النار من أجل فتح مسارات آمنة لعبور المدنيين وإخلاء الجرحى”.
وأضاف: “نؤكد التزام قواتنا بالتوجيهات التي صدرت في هذا الصدد اعتبارا من فجر أمس (الإثنين)”.

المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدعو لوقف القتال بالسودان

جنيف: دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الثلاثاء، إلى “وقف فوري للأعمال العدائية” في السودان و”العودة إلى طاولة المفاوضات”.
وقال تورك في بيان، إن “السودان عاش بالفعل الكثير من الآلام والمعاناة”، مضيفا أن “القتال نشأ بسبب صراع القوة والمصالح الشخصية الذي لا يؤدي إلا إلى تقويض التطلعات الديمقراطية للمواطنين”.
ودعا تورك “الطرفين إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات”.
وشدد على أن “الكثير من أعمال العنف وقعت في مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة الخرطوم”، مشيرا أن “الضربات الجوية والقصف المدفعي عرضت المدنيين للخطر”.

منظمة: تقديم الخدمات الإنسانية في الخرطوم يكاد يكون مستحيلا

جنيف: قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر اليوم الثلاثاء إنه يكاد يكون من المستحيل تقديم الخدمات الإنسانية في العاصمة السودانية الخرطوم ومحيطها وحذر من أن النظام الصحي في البلاد معرض لخطر الانهيار.

وقال فريد أيور رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان للصحافيين عبر رابط فيديو من نيروبي “الحقيقة هي أنه في الوقت الحالي يكاد يكون من المستحيل تقديم أي خدمات إنسانية في الخرطوم وما حولها”.

وأضاف “خرجت نداءات من منظمات مختلفة وهناك من تقطعت بهم السبل ويطلبون إجلاءهم”.

وحذر أيور من أنه إذا استمرت الاضطرابات في النظام الصحي السوداني “فسوف ينهار تقريبا”.

وأدى القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى مقتل ما لا يقل عن 185 شخصا وإصابة أكثر من 1800 آخرين. ودعا المجتمع الدولي لوقف القتال.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان “يجب تغليب المنطق ويتعين على جميع الأطراف العمل على تهدئة التوترات”.

ولم تعلق المتحدثة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي على مسألة إجلاء الموظفين من البلاد بسبب مخاوف أمنية لكنها قالت إن الأمم المتحدة تعتزم البقاء في السودان.

وقالت “نعتزم البقاء وتنفيذ مهمتنا الإنسانية بالكامل”.

وأضافت أن الأمم المتحدة لديها أربعة آلاف موظف في السودان يعملون بالأساس في العمليات الإنسانية ودعم البعثات السياسية. وأوقف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عملياته مؤقتا بعد مقتل ثلاثة من موظفيه.

وفي تصريحات منفصلة، قالت منظمة الصحة العالمية إنها وثقت حتى الآن ثلاث هجمات على منشآت للرعاية الصحية مما أودى بحياة ثلاثة على الأقل.

وصرحت المتحدثة باسم منظمة الصحة مارجريت هاريس “الهجمات على (منشآت) الرعاية الصحية انتهاك صارخ للقانون الإنساني والحق في الرعاية الصحية، ويجب أن تتوقف الآن”.

وأوضحت هاريس أن المستشفيات في الخرطوم تفتقر بشدة إلى الإمدادات المنقذة للحياة وأن انقطاع التيار الكهربائي يجعل من الصعب تقديم الخدمات الأساسية.

وأضافت “انتقال أي شخص إلى أي مكان أمر خطير للغاية، وهو ما يجعل من الصعب جدا على الأطقم الطبية الوصول إلى المستشفيات”.

معارك مستمرة

لليوم الرابع على التوالي، دارت معارك في مختلف أنحاء السودان وسط مخاوف من إمكانية اتساع رقعة القتال في المنطقة. وتخلل النزاع عمليات قصف جوي ومدفعي وتبادل كثيف لإطلاق النار.

ويقضي سكان الخرطوم الذين يعيشون حالة ذعر، آخر أيام رمضان وهم يشاهدون من نوافذهم الدبابات تجوب الشوارع بينما تهتز المباني ويتصاعد الدخان نتيجة الحرائق التي تسببت بها المعارك.

ويجد الأشخاص المضطرون لمغادرة منازلهم أنفسهم وسط طوابير طويلة للحصول على الخبز والوقود في المتاجر والمحطات التي ما زالت تفتح أبوابها، في ظل انقطاع للكهرباء.

وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتيس في مداخلة أمام مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة مغلقة الإثنين بشأن الوضع في السودان، إن 185 شخصا على الأقل قتلوا في المعارك حتى الآن، فيما أصيب 1800 بجروح.

وقال بيرتيس للصحافيين بعد الاجتماع: “إنه وضع متقلّب للغاية لذا يصعب بشكل كبير تحديد الجهة التي سترجح الكفة لصالحها”.

وتحدّثت لجنة أطباء السودان المركزية المستقلّة والمؤيدة للديموقراطية في وقت سابق عن سقوط حوالى مئة مدني و”عشرات” المسلّحين من الجانبين، لكن رُجّح بأن يكون عدد الضحايا أعلى بكثير نظرا لعدم تمكن العديد من المصابين من الوصول إلى المستشفيات.

وحذّرت نقابة الأطباء الرسمية من أن المعارك أحدثت أضرارا بالغة في عدة مستشفيات في الخرطوم ومدن أخرى فيما خرج بعضها عن الخدمة بالكامل.

وأفادت منظمة الصحة العالمية، أن عددا من مستشفيات الخرطوم “تعاني من نفاد وحدات الدم ومعدات نقل الدم وسوائل الحقن الوريدي وغيرها من الإمدادات الحيوية”.

وفي منطقة دارفور غربا، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود وصول 136 مصابا إلى المستشفى الوحيد الذي ما زال في الخدمة في ولاية شمال دارفور.

وقال سايرس باي، من منظمة أطباء بلا حدود إن “غالبية الجرحى هم مدنيون علقوا وسط تبادل إطلاق النار وبينهم العديد من الأطفال”.

وأضاف أن الإمكانيات المحدودة لإجراء عمليات جراحية أسفرت عن “وفاة 11 شخصا نتيجة إصاباتهم في الساعات الـ48 الأولى من النزاع”.

وسبق للجنة أن أشارت إلى أن حصيلة القتلى في صفوف المقاتلين تعدّ بـ”العشرات”، لكنّ أيا من الطرفين لم يعلن عن خسائره البشرية.

وتنتشر رائحة البارود منذ السبت في العاصمة وترتفع أعمدة دخان أسود كثيف في سمائها. ولازم السكان منازلهم، وسط انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن عدد كبير من المنازل.

كما يشاهد الجميع من نوافذهم عربات مدرعة ومسلّحين يمرّون في مركبات مدنية أزيلت لوحات أرقامها، آملين ألا تصيب بناياتهم طلقات طائشة أو شظايا.

البيت الأبيض يدعو لوقف إطلاق النار فورا في السودان

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض “نأسف لتصاعد العنف من الخرطوم وأماكن أخرى في السودان. ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار دون شروط بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع”. وأضاف المتحدث أن المسؤولين الأمريكيين على اتصال مباشر مع قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وكذلك قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.

وتابع قائلا إن الرسالة الموجهة إليهما هي “حثهما على إنهاء الأعمال القتالية على الفور دون شروط مسبقة. ونجري مشاورات عن كثب مع الشركاء في المنطقة وغيرهم بشأن الوضع في السودان”.

وأضاف “هذا التصعيد الخطير يهدد التقدم المحرز حتى الآن في المفاوضات الرامية لاستعادة الانتقال الديمقراطي في السودان ويقوض تطلعات الشعب السوداني”.

قوات الدعم السريع تعلن اقتحام منزل البرهان في القيادة العامة

من جهتها، أعلنت قوات “الدعم السريع” في السودان، يوم الإثنين، تسجيلها “انتصارات كاسحة” بمعارك ضد الجيش، وأنها بسطت “سيطرة كاملة” على القصر الجمهوري بالعاصمة الخرطوم ومحيطه.

وذكرت “الدعم السريع” في بيان، أنها “تخوض معركة مصيرية لوضع حد نهائي للمجموعة الانقلابية التي تقود الجيش”، على حد تعبيرها.

وأفاد البيان بأن “قوات الدعم السريع سجلت انتصارات كاسحة واستولت على عدد من مقار القوات المسلحة”.

وقال إن بين هذه الانتصارات “السيطرة على مقر القوات البرية والاستيلاء على برج وزارة الدفاع وبسط السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري (الرئاسي) ومحيطه، والاستيلاء على أكثر من 200 دبابة”.

الجيش السوداني: سيطرنا على مطار مروي وقطاعات مهمة

وكان الجيش السوداني، أعلن مساء الأحد، السيطرة على مطار مروي (شمال) وقيادة قطاع كردفان (جنوب) ومعسكر الري المصري بضاحية الشجرة، جنوبي العاصمة الخرطوم.

وذكر الجيش في بيان أن “الموقف العام مستقر جدا وجرت اشتباكات محدودة مع المليشيا المتمردة (الدعم السريع) حول محيط القيادة العامة واستهداف بعض المباني التابعة للقيادة في محاولة لتشتيت الجهود وتغطية الهزائم المتلاحقة”.

وأضاف: “العدو لجأ إلى أسلوب استهداف الأفراد بالقناصة من أعلى بعض البنايات جاري رصدها والتعامل معها”.

وتابع: “قواتكم مستمرة في إدارة الموقف بثبات واتزان ومهنية عالية حيث تمكنت من استعادة السيطرة على مطار مروي، والسيطرة على قيادة قطاع كردفان، ومعسكر الري المصري بالشجرة.”

وزاد: “غنمت القوات المسلحة عددا كبيرا من الأسلحة والمعدات والمؤن من قطاعات مختلفة.”

ومضى قائلا: “نطمئن جماهير شعبنا أن قواته المسلحة متماسكة وفي أحسن حالاتها وتؤدي واجباتها بروح معنوية عالية وستحسم الموقف قريبا جدا بإذن الله.”

حمدوك: أدعو لوقف الحرب بالسودان “فورا” والوضع “كارثي”

ودعا حمدوك، الأحد، إلى الوقف الفوري للحرب ببلاده، لمرورها “بظرف عصيب ووضع كارثي”.
وخلال مؤتمر صحافي في أبو ظبي، قال حمدوك: “ندعو إلى الوقف الفوري للحرب في السودان، والسلام هو الخيار الوحيد المتاح للشعب السوداني لتفادي الانزلاق إلى الحرب الأهلية”.
وأوضح أن “السودان يمر بظرف عصيب ووضع كارثي جراء الحرب الراهنة التي تقضي على الأخضر واليابس”.
وأشار حمدوك إلى “الوضع الإنساني الكارثي في البلاد ومعاناة السودان المستمرة جراء الاقتصاد المتدني ونقص الغذاء والدواء وانقطاع الكهرباء والمياه مما يزيد من المعاناة الإنسانية للشعب السوداني”.
ودعا قيادة الجيش وقوات الدعم السريع إلى “الوقف الفوري لحرب المنتصر فيها خاسر”، كما دعا “الشعب إلى التماسك والمجتمع الدولي إلى مساعدة السودان والوقوف إلى جانبه في هذه المحنة العصيبة”.
وأردف: “أدعو جميع الأطراف السودانية إلى وقف هذه الحرب اليوم قبل الغد لإتاحة الفرصة للشعب السوداني والعودة إلى مسار الانتقال المتفق عليه والذي بدأ قبل 3 سنوات ليظل السلام هو الخيار الوحيد المتاح للشعب السوداني لتفادي الانزلاق للحرب الأهلية وتفادي مآلات هذه الحرب والوضع الكارثي”.
وأضاف: “لا يوجد بديل إلا الحوار بين السودانيين من خلال تفاوض يفضي إلى اتفاق بمشاركة جميع القوى”.
وطالب حمدوك بوقف أي تدخل أجنبي في الشأن السوداني، ودعا المجتمع الدولي لممارسة دور إيجابي، والدول العربية والإفريقية لمساندة الشعب السوداني “في هذه المحنة العصيبة:

 ضربات جوية

قال شهود وسكان، إن الجيش شن ضربات جوية على ثكنات وقواعد تابعة لقوات الدعم السريع، بعضها في مدينة أم درمان، وتمكن من تدمير معظم منشآتها.

وأضافوا أن الجيش استعاد السيطرة على جزء كبير من القصر الرئاسي بالخرطوم من قوات الدعم السريع بعد أن أعلن كل جانب السيطرة عليه إلى جانب منشآت مهمة أخرى في المدينة التي ما زالت تشهد اشتباكات بالمدفعية الثقيلة والأسلحة النارية حتى اليوم الاثنين.

وقال شهود إن أفرادا من قوات الدعم السريع ما زالوا داخل مطار الخرطوم الدولي الذي يحاصره الجيش ويحجم عن توجيه ضربات تجنبا لوقوع أضرار جسيمة.

وقال الجيش في بيان الأحد “اقتربت ساعة النصر”.

وأضاف البيان “نترحم على الأرواح البريئة التي أزهقتها هذه المغامرة المتهورة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع المتمردة ودعواتنا للمصابين، ونبشر شعبنا الصابر الأبي بأخبار سارة قريبا بإذن الله”.

وقال شهود وسكان إن هناك مشكلة عويصة تتمثل في وجود الآلاف من عناصر قوات الدعم السريع المدججين بالسلاح داخل أحياء الخرطوم ومدن أخرى، مع عدم وجود سلطة قادرة على السيطرة عليهم.

وقالت هدى وهي من سكان حي في جنوب الخرطوم لرويترز “نحن خائفون ولم نذق طعم النوم منذ 24 ساعة بسبب الأصوات المدوية واهتزاز المنازل. نحن قلقون من نفاد الماء والغذاء والأدوية من أجل أبي فهو مريض بالسكري”.

وأضافت “هناك الكثير من المعلومات المضللة والجميع يكذبون. لا نعلم متى ينتهي ذلك وكيف سينتهي”.

ومن شأن حدوث مواجهة طويلة الأمد بين الجانبين أن يؤدي إلى انزلاق السودان إلى صراع واسع النطاق في وقت يعاني فيه بالفعل من انهيار الاقتصاد واشتعال العنف القبلي ويمكن أيضا أن يعرقل الجهود المبذولة للمضي نحو إجراء انتخابات.

وبذلت السعودية والإمارات جهودا لتشكيل مسار الأحداث في السودان إذ تريان أن الانتقال للديمقراطية بعيدا عن حكم البشير سيؤدي للقضاء على نفوذ الإسلاميين وتحسين الاستقرار في المنطقة.

وضخ كلا البلدين استثمارات في قطاعات مثل الزراعة إذ يتمتع السودان بإمكانيات هائلة، إلى جانب قطاع الموانئ على ساحل البحر الأحمر.

الصحة العالمية: على كل أطراف الصراع بالسودان إتاحة الوصول للمرافق الطبية

دعا مدير منظمة الصحة العالمية طرفي الصراع في السودان اليوم الثلاثاء لإتاحة إمكانية الوصول إلى المرافق الطبية لجميع من يحتاجون إلى الرعاية.

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس “أريد أن أكون واضحا: يجب على جميع الأطراف التأكد من إتاحة القدرة على الوصول غير المقيد والآمن إلى المنشآت الصحية لجميع المصابين والذين يحتاجون لرعاية طبية”.

 وضع صعب في المستشفيات 

وفيما لا يرتسم في الأفق أيّ وقف لإطلاق النار، دقّ الأطباء والعاملون في المجال الإنساني ناقوس الخطر. فبعض الأحياء في الخرطوم محرومة من التيار الكهربائي والمياه منذ السبت.

وحذّرت متاجر البقالة القليلة التي لا تزال مفتوحة من أنّها لن تصمد أكثر من أيام قليلة إذا لم تدخل شاحنات المؤن إلى العاصمة.

وأكّد أطباء انقطاع التيار عن أقسام الجراحة، فيما أفادت منظمة الصحة العالمية أنّ “عدداً من مستشفيات الخرطوم التسعة التي تستقبل المدنيين المصابين، تعاني من نفاد وحدات الدم ومعدات نقل الدم وسوائل الحقن الوريدي وغيرها من الإمدادات الحيوية”.

وقالت نقابة أطباء السودان إنّ المرضى وبينهم أطفال وأقاربهم لا يحصلون على المياه أو الأغذية، مشيرة إلى أنّه لا يمكن إخراج الجرحى الذين عولجوا من المستشفى بسبب الوضع الأمني، ما يؤدّي إلى اكتظاظ يعيق تقديم العناية للجميع.

وأصيب يونانيان في الخرطوم فيما يوجد قرابة 15 آخرين داخل الكنيسة الارثوذكسية في الكديمة ولا يستطيعون الخروج منها بسبب المعارك.

وعجزت “الممرّات الإنسانية” التي أعلنها الطرفان المتحاربان لمدة ثلاث ساعات بعد ظهر الأحد عن تغيير الوضع، فاستمرّ سماع إطلاق النار ودويّ انفجارات في الخرطوم.

ومن جانبه، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأحد وقفا مؤقتا لجميع عملياته في المناطق التي يضربها الجوع في السودان بعد مقتل ثلاثة من موظفيه السودانيين في اشتباكات بشمال دارفور وتعرض إحدى طائراته “لأضرار بالغة” في مطار الخرطوم خلال تبادل لإطلاق النار.

وقال فولكر بيرتس في بيان “أشعر بالانزعاج الشديد من التقارير التي تفيد بأن مقذوفات أصابت منشآت الأمم المتحدة ومباني إنسانية أخرى بالإضافة إلى تقارير عن نهب مباني الأمم المتحدة وغيرها من المباني الإنسانية في عدة مواقع في دارفور”.

وقالت وسائل إعلام سعودية رسمية الأحد إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أجرى اتصالين مع البرهان وحميدتي ودعا إلى إنهاء التصعيد العسكري. وأكد الوزير دعوة الرياض للتهدئة.

وقال السودان في خطاب أمام الجامعة العربية الأحد إنه يتعين السماح للسودانيين بالتوصل لتسوية داخلية دون تدخل من المجتمع الدولي.

وقالت القوات المسلحة على صفحتها على فيسبوك “لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت ميليشيا حميدتي المتمردة” وطلب الجيش من الجنود المنتدبين لدى قوات الدعم السريع أن يحضروا لوحدات الجيش القريبة، مما قد يؤدي إلى استنزاف صفوف قوات الدعم السريع إذا امتثلوا للأمر.

ووصف حميدتي البرهان بأنه “مجرم وكاذب”.

وقال مسؤولان في شركة اتصالات (إم تي إن) في السودان لرويترز إن الشركة أوقفت خدمات الإنترنت في البلاد بناء على توجيهات من هيئة الاتصالات الحكومية.

وانقطع بث التلفزيون السوداني الرسمي بعد ظهر الأحد، في خطوة قال موظفون إنها تهدف إلى منع بث أي مواد دعائية لقوات الدعم السريع بعد أن دخل أفرادها المبنى الرئيسي لإذاعة وتلفزيون السودان في أم درمان واستخدموا شبكات الإذاعة لبث مواد مؤيدة للقوات شبه العسكرية.

وزيرا خارجية مصر والسعودية يتفقان على بذل كافة الجهود للحفاظ على استقرار السودان

 أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، اتصالا هاتفيا، اليوم الإثنين، مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، حول مستجدات الأزمة في السودان. وقال أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن الاتصال جاء للتشاور وتبادل التقديرات بشأن تطورات الأزمة، حيث اتفق الجانبان على ضرورة بذل كافة الجهود للحفاظ على استقرار وسلامة دولة السودان الشقيقة وشعبها. وقد أكد شكري خلال الاتصال، على أن الرسائل المصرية للطرفين السودانيين، تشدد على أهمية تغليب الحكمة والاستماع لصوت العقل بشكل يؤدى إلى وقف فوري لإطلاق النار، و يسهم في حقن دماء الشعب السوداني والحفاظ على مقدراته. وقد اتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق خلال الأيام القادمة لمتابعة تطورات الأزمة وجهود احتوائها.

واشنطن ولندن تدعوان إلى “وقف فوري” للعنف

وفي السياق، دعا وزيرا الخارجية الأمريكي والبريطاني بعد اجتماع على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان الاثنين إلى “وقف فوري” للعنف في السودان حيث خلفت اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع 97 قتيلا.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بعد اجتماع مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي إن هناك اتفاقا على الحاجة إلى “وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المحادثات”.

وأضاف “ثمة قلق عميق مشترك بشأن القتال… والتهديد الذي يشكله على المدنيين وعلى السودان والذي قد يشكّله على المنطقة”.

ولفت إلى أنه تمت مناقشة الوضع في السودان مع حلفاء في الشرق الأوسط وإفريقيا وهناك اتفاق مشترك “حول ضرورة أن يعمل العسكريون… على ضمان حماية المدنيين وغير المقاتلين وكذلك مواطنين من دول أخرى”.

وتابع على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كارويزاوا اليابانية أنه تم التوصل إلى الاتفاق على “الحاجة لوقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المحادثات”.

وقال كليفرلي إن ما سيحصل “في المستقبل القريب يكمن في أيدي الجنرالات المشاركين في هذا القتال”، مضيفا “ندعوهم إلى وضع السلام أولا وإنهاء القتال والعودة الى المفاوضات. هذا ما يريده شعب السودان وهذا ما يستحقه شعب السودان”.

إيغاد توفد رؤساء للخرطوم

وكثفت دول مجاورة ومنظمات إقليمية جهودها، الأحد، لإنهاء العنف. وشمل ذلك عرضا من مصر للوساطة بين طرفي الصراع وفقا لبيان صادر عن الرئاسة المصرية.

وقال مكتب الرئيس الكيني وليام روتو على تويتر إن الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا (إيغاد) تعتزم إرسال رؤساء كينيا وجنوب السودان وجيبوتي إلى السودان في أسرع وقت ممكن لإجراء مصالحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتأتي الاشتباكات في أعقاب تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن دمج تلك القوات شبه العسكرية في الجيش. وأدى الخلاف إلى تأجيل توقيع اتفاق تدعمه أطراف دولية مع القوى السياسية بشأن الانتقال إلى الديمقراطية بعد الانقلاب العسكري في عام 2021.

 “محاسبة المسؤولين” 

طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد بـ”محاسبة المسؤولين” عن مقتل العاملين في برنامج الأغذية العالمي. وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان إن الأمين العام “يدين بشدة” مقتل مدنيين من بينهم الموظفون الأمميون الثلاثة، وأعرب عن أسفه “لتضرر مباني الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى بمقذوفات وتعرضها للنهب في عدة أماكن في دارفور”.

وذكر برنامج الأغذية العالمي من جهته تضرر إحدى الطائرات المستخدمة في عملياته السبت في مطار الخرطوم الدولي.

وأكدت مديرة البرنامج سيندي ماكين أن “برنامج الأغذية العالمي ملتزم بمساعدة الشعب السوداني الذي يواجه انعداما حادا في الأمن الغذائي لكننا لن نستطيع القيام بعملنا الذي ينقذ الأرواح إذا لم يتم ضمان سلامة طواقمنا وشركائنا”.

بحسب الأمم المتحدة، يحتاج ثلث سكان السودان لمساعدات إنسانية.

 “مد يد العون” 

عقدت جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا في القاهرة بناء على طلب مصر والسعودية.

ووصف رئيس الوزراء السوداني الأسبق عبد الله حمدوك في مؤتمر صحافي في أبوظبي، الوضع الإنساني بأنه “كارثي”، ودعا طرفي القتال إلى هدنة والمجتمع الدولي وخاصة الدول العربية إلى “مد يد العون” للسودان. 

وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الفرنسية الأحد أن باريس “تجدّد دعوتها لبذل كل ما هو ممكن لوضع حد للقتال ومنع أي تصعيد”، داعية إلى “حماية العاملين في المجال الإنساني”.

وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس إن مجلس الأمن الدولي سيتطرق إلى الوضع في السودان خلال جلسة مغلقة الاثنين.

أعلن الاتحاد الإفريقي الأحد أن رئيس مفوضيته موسى فكي محمد سيتوجه “فورا” إلى السودان “للتحدث مع الطرفين بشأن وقف إطلاق النار”.

(وكالات)

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى