العالم تريند

قائد جيش الاحتلال: إسرائيل قادرة ومستعدة لضرب إيران دون الولايات المتحدة

عربي تريند_ قال قائد جيش الاحتلال هرتسي هليفي إن “إسرائيل قادرة ومستعدة لمهاجة إيران لوحدها، ودون مساعدة الولايات المتحدة”. وهذا تصريح مخالف لمواقف إسرائيلية أخرى حتى الآن، كانت تنفي وجود خيار عسكري بدون الولايات المتحدة، ومن أبرزها تصريحات لرئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود براك، ووزير الأمن الأسبق موشيه ياعلون.

 في مقابلة صحفية مع إذاعة جيش الاحتلال، سبقت الاعتداء الثاني على الأقصى، قال هرتسي هليفي إن التحدي الأساس هو الحفاظ على أهلية الجيش بشكل دائم يدافع عن الحدود وموحّد في الداخل.

 شلحت: كثير من الموضوعات المرتبطة بالعلاقات الإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية تلفّها السريّة المطلقة، لذلك من شبه المستحيل أن يُتاح أمام الدارسين والمحللين إمكان تقييم القيمة الحقيقية لهذه العلاقات.

وفي تطرقه للأحوال الأمنية، قال إن “الأحداث” في الحرم القدس الشريف رفعت منسوب التوتّر في غزة والضفة الغربية. وأشار إلى أن أيام رمضان مرّت حتى الآن بهدوء نسبياً حتى تغير الوضع، في أول أمس، وأن قواته ضربت “المنظّمات الإرهابية” محذرّاً من أن إطلاق النار على إسرائيل سيواجه بـ “رد مناسب”.

 في المقابل تطرقَ للأوضاع الداخلية، وألمحَ لتمرد كتائب عسكرية في الاحتياط، وفي الجيش النظامي، احتجاجاً على التشريعات القضائية الانقلابية، بالقول إنه حقاً ما ينزع النوم من عينيه، في الأيام الأخيرة، الربط بين الأمن وبين الوضع الاجتماعي في الدولة.

وعن ظاهرة التمرّد والعصيان في جيش الاحتياط، قال: “نحن نريد أن يحضروا للجيش دون شروط وحدود، وللقيام بكل مهمة توكل لهم. معظم الجيش الذي يتدرب ويستعد للحرب هو جيش الاحتياط، ونحن نحتاج أن يكون هؤلاء مؤهلين وجاهزين ومستعدين. نحن نريد جنود الاحتياط، فهم مفخرة لنا، وهم يؤدون واجباً، هو حق أيضاً”. زاعماً أن إسرائيل مستعدة اليوم لعملية ضد إيران، وألمح للضربات في سوريا بالقول إن “الجيش يعرف كيف يعمل ويتحرّك في المناطق البعيدة والقريبة على حد سواء”. وأضاف: “في السنوات القريبة، سيعزز الجيش قدراته أيضاً مقابل إيران، رغم المسافات البعيدة، والردّ سيكون حاسماً”.

وحول “العلاقات الثنائية الإسرائيلية– الأمريكية المركّبة”، قال هليفي إن “إسرائيل تعرف كيف تعمل وحدها مقابل كل تحدٍ أمنيّ، لكن جيد أن نرى الولايات المتحدة لجانبنا. نحن دولة سيادية تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ قرارات، والتحرك والعمل، ومن المفضّل أن تقف الولايات المتحدة لجانبنا، ولكن هذا ليس ضرورياً”.

 وفي إشارة لتراجع نسب من يؤدون الخدمة العسكرية، واستنكاف اليهود الحريديم عنها، خلصَ قائدُ جيش الاحتلال للقول: “آمل أن نرى المزيد من الخادمين في الجيش ضمن صيرورة متدرّجة، هذه ليست مساواة في حمل الأعباء، لكن عدد الخادمين في الجيش ينبغي أن يرتفع”.

زعزعة العلاقات الخاصة لتل أبيب مع الولايات المتحدة يمكن أن يشكّل خطراً وجودياً لإسرائيل.

هل إسرائيل مستقلة فعلاً عن الولايات المتحدة؟

حول هذا السؤال، وتصريحات هليفي، يستذكر الباحث في الشؤون الإسرائيلية في مركز “مدار” أنطوان شلحت ردّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على انتقادات الرئيس الأمريكي جو بايدن للتشريعات القضائية بقوله إن من يقرّر سياسات إسرائيل، بصفتها دولة مستقلة تماماً، هو حكوماتها المنتخبة من قبل الشعب، وليس الضغوط الخارجية، حتى ولو كانت من أقرب أصدقائها وأرفعهم قيمة، على غرار الولايات المتحدة. ويرى شلحت أن هذا التصريحات المتكرّرة شكلّت مناسبةً أخرى لإعادة النبش في جذور ما يوصف بأنه “علاقات خاصة” بين الدولتين وتقييم صيرورتها الراهنة. ومن أبرز ما تم الوصول إليه من استخلاصات، طبقاً لشلحت، أن زعزعة هذه العلاقات الخاصة على نحوٍ عامدٍ من شأنها أن تشكّل خطراً وجودياً لإسرائيل، مثلما كتب البروفسور يحزقيل درور (هآرتس، 30/3/2023).

أكثر من ذلك، أشار درور إلى أنه “ليس ثمة أي مكان للأوهام في كل ما يخص حقيقة أن إسرائيل دولة ذات سيادة من ناحية رسمية، ولكنها من ناحية وجودية ما زالت تعتمد على المساعدات السياسية والأمنية الأميركية. ولذا لا يوجد أي خيار إلا رؤية أن الردّ المتحدي لرئيس الحكومة الإسرائيلية على الرئيس الأمريكي”.

وخلص درور إلى القول إنه “من غير الواضح ما إذا كان نتنياهو تملّكه الوهم القاتل، أم أنه يكذب على الجمهور ويضلله بشكل متعمّد، أو أن الحديث يدور حول خليط ما من الأمرين. وسأبقي لاختصاصيين نفسيين مستقبليين حل لغز تطوّره النفسيّ، رداً على الضغوط التي يتعرّض لها. ولكن يستحيل، ولا يجوز، إرجاء استخلاص استنتاجات عملية من اليمين ومن اليسار على حدّ سواء، من تصرف رئيس الحكومة هذا الذي يُعرّض وجودنا إلى الخطر”.

في سياق متصل، اعتبر اللواء احتياط تامير هايمن، مدير “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية (“أمان”)، في التقدير الإستراتيجي الأخير الذي قدمه “معهد أبحاث الأمن القومي”، أن “تهديد مستقبل العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة هو الخطر الأكبر لأمن إسرائيل القومي”.

 وأضاف: “لقد شدّدنا (في التقدير) على أن أغلبية المسارات التي تصنع هذا التهديد هي مسارات داخلية أمريكية، وعلى الرغم من ذلك، فإن على حكومة إسرائيل ألا تزيد الأمور سوءاً على سوء؛ بما معناه أن الدفع قدماً بالانقلاب القضائي، وتجاهُل المطالبات والتلميحات، سيسرّعان مسار فقدان الدعم الأمريكي، وهو الدعم الذي يشكل حجر أساس في أمننا جميعاً”.

جون كينيدي: للولايات المتحدة علاقات خاصة مع إسرائيل في الشرق الأوسط، يمكن مقارنتها فقط بالعلاقات التي تربطها مع بريطانيا.

صناعات الهايتك

كما ظهرت عدة تصريحات وتحليلات صحافية تؤكد هذه الاستنتاجات، كان أبرزها تحليل عيران نيتسان، الملحق الاقتصادي الإسرائيلي السابق في واشنطن، الذي قال: “إن صناعات الهايتك الإسرائيلية هي التي تستجلب عائدات الضرائب إلى خزانة الدولة، ومن دون هذه الصناعات لا يوجد اقتصاد إسرائيلي، ومن دون الولايات المتحدة لا توجد صناعات هايتك إسرائيلية. علاوة على ذلك، فإن قدراً كبيراً من صناعات الهايتك الإسرائيلية الأكثر تقدماً ما يسمى بالتكنولوجيا المزدوجة، والتي تمت بعد موافقة السلطات الأمريكية، وفقط عندما تكون العلاقة حميمة وجيدة، يكون من السهل الحصول على موافقات من هذا النوع”. وأضاف نيتسان: “لا أعتقد أننا سنصل إلى وضع لا يعطوننا فيه أسلحة، ولكن من الواجب القول إن هناك الكثير من التهديدات. على سبيل المثال، وكملحق اقتصادي سابق في واشنطن، يمكنني أن أشير إلى أن

هناك مشاريع قوانين في الكونغرس تسعى إلى أن تكون مساعدة الجيش الإسرائيلي مرهونة بالعديد من الشروط الصعبة،

ولكن كل الإدارات الأمريكية ترفض هذه المشاريع، ولا تسمح بتقليص أو اشتراط المساعدات لإسرائيل، والذي في حال حدوثه سينطوي على تداعيات قاسية للغاية” (معاريف، 30/3/2023).

وحسب ترجيحات شلحت، يتعيّن التذكير أنه بالتزامن مع بدء ولاية الرئيس جو بايدن في كانون الثاني 2021، تصاعد الانشغال في إسرائيل بالوجهة العامة التي تعتزم الولايات المتحدة السير نحوها، ولا سيما في ضوء بروز مؤشرات قوية دلّت على أنها على أعتاب تغييرٍ ما في المقاربة المتعلقة بسياستها الخارجية، وما قد يترتب على ذلك من تأثير في سياسة اليمين الإسرائيلي الحاكم. لافتاً إلى أنه داخل هذا الانشغال ارتفعت أصوات كثيرة أعربت عن ثقتها بأن بايدن ومستشاريه سيعرفون كيف يفصلون بين الثانوي والأساس، وأنهم حينما سينظرون إلى خريطة الشرق الأوسط “سيشاهدون أن هناك دولة واحدة مستقرة وحليفة حقيقية لهم في المنطقة هي إسرائيل”، بحسب ما أكد أحد الدبلوماسيين السابقين.

ويضيف شلحت: “بموازاة ذلك، لوحظ أن المقربين من نتنياهو سارعوا إلى إطلاق موسم التلويح

بـ “الخدمات الأمنية” التي تقدمها إسرائيل إلى الولايات المتحدة، وتعتبر برأيهم أفضل ضمان لصيانة “العلاقات الخاصة” بين الدولتين في المدى البعيد.

 ومن الأمور التي أمكننا استذكارها مما كتبه هؤلاء ويكررونه على الدوام، أن العلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل تتسم بطابع خاص لا يقدر عليه أي تبدّل للإدارات الأمريكية. ويُشار بهذا الشأن تحديداً إلى أنه منذ 11 أيلول 2001 تبدو العلاقات الأمنية بين البلدين أوثق من أي وقت مضى، في ظلال الخطر الجديد المتمثل بـ “الإرهاب العالمي”، ولكنها كانت كذلك وثيقة في ما سبق.

مفاعل تموز في العراق

كما يستذكر شلحت أنه، منذ يوم 27 كانون الأول 1962، قال الرئيس الأمريكي جون كينيدي لوزيرة الخارجية الإسرائيلية، في ذلك الوقت غولدا مائير، إن “للولايات المتحدة علاقات خاصة مع إسرائيل في الشرق الأوسط، يمكن مقارنتها فقط بالعلاقات التي تربطها مع بريطانيا في ما يختص بسلسلة طويلة من المسائل الدولية”.

وفي أثناء الحرب الباردة (بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق) كانت هناك مصالح إستراتيجية مشتركة للبلدين في كبح العدوانية التي كانت سمة ملازمة لدول تحت رعاية الاتحاد السوفياتي في منطقة الشرق الأوسط، ولاحت تلك المصالح في أفق العلاقات الثنائية مع تدخل مصر عبد الناصر في الحرب اليمنية. كما يستذكر أنه في العام 1981 أقدمت إسرائيل على تدمير مفاعل تموز النووي في العراق، إبان حكم الرئيس صدام حسين، ما تسبّبَ بمسّ قدراته العسكرية على نحو كبير. وبعد عشرة أعوام، في تشرين الأول1991، وفي إثر تدخل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، شكرَ وزير الدفاع الأمريكي ريتشارد تشيني إسرائيل “على العمل الشجاع والدراماتيكي” الذي قامت به قبل عقد. منبهاً أنه، في سياق الشهادة التي أدلى بها أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، يوم 15 آذار 2007، قال الجنرال بنتس ج. كرادوك، الذي كان قائد منطقة أوروبا في الجيش الأمريكي، إن إسرائيل كانت بمثابة “الحليف الأقرب” للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ودعمت المصالح الأمريكية “بشكل مثابر ومباشر”.

قائد جيش الاحتلال: الدفع قدماً بالانقلاب القضائي، وتجاهُل المطالبات والتلميحات، سيسرّعان مسار فقدان الدعم الأمريكي، وهو الدعم الذي يشكل حجر أساس في أمننا جميعاً.

القيمة الاستخباراتية

 ويعقب شلحت على ذلك بالقول إن هذا تقدير مهني من شأنه أن يسحب البساط من تحت أقدام القائلين إن إسرائيل تشكّل عبئاً إستراتيجياً ولا تعود بأي منافع على المصالح القومية الأمريكية. ويخلص للقول أيضاً إنه

 بسبب أن كثيراً من الموضوعات المرتبطة بالعلاقات الإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية تلفّها السريّة المطلقة أو الغموض الكبير، ولا سيما على مستوى التعاون في المجال الاستخباراتي، فمن شبه المستحيل أن يُتاح أمام الدارسين والمحللين إمكان تقييم القيمة الحقيقية لهذه العلاقات.

 ويتابع: “مع ذلك، ففي العام 1986 قال الجنرال جورج ف. كيغن، الذي خدمَ في استخبارات سلاح الجو الأمريكي، إنه ما كان سينجح في جمع المواد الاستخباراتية التي حصل عليها من إسرائيل، حتى لو كانت تحت تصرفه خمس وكالات سي. أي. إيه (وكالة المخابرات المركزية الأميركية)”. ووردت أقواله هذه في سياق مقابلة صحافية، في الوقت الذي كانت فيه الحرب الباردة في ذروتها، وأضاف خلالها قائلاً: “إن قدرة سلاح الجو الأمريكي خصوصاً، والجيش الأميركي عموماً، على الدفاع عن مكانتهما في حلف شمال الأطلسي (الناتو) مدينة للاستخبارات التي تزودهما إسرائيل بها، أكثر من أي مصدر استخباراتي آخر”.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى