العالم تريند

نيويورك تايمز: لماذا تواصل إسرائيل استهداف برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية

عربي تريند_ نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً أعدّته كورا إنغلبريخت قالت فيه إن الهجوم بالمسيرات على منشأة عسكرية وسط إيران، والذي قيل إن المخابرات الإسرائيلية هي من يقف وراءه، ركّز الانتباه من جديد على التطورات في قدرات إيران الصاروخية، والتي تثير مخاوف منافسيها في المنطقة.
وأضافت أن الغارة التي أدّت لانفجار، يوم السبت، بمدينة أصفهان كانت من عمل “الموساد” الإسرائيلي، وذلك حسب مسؤولين بارزين على معرفة بالحوار بين إسرائيل والولايات المتحدة في ما يتعلق بالهجوم.

يرى المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن المادة المخصبة المتوفرة للقنبلة لا يعني أن إيران لديها القدرات لتحويلها وإنتاج القنبلة بعد.

ولا يعرف الهدف المباشر من ورائه، ولكن مدينة أصفهان، الواقعة وسط إيران، تعتبر مركز إنتاج وأبحاث وتطوير الصواريخ، بما فيها تجميع صواريخ شهاب الباليستية المتوسطة المدى، والتي يمكنها ضرب إسرائيل، وأبعد من ذلك.

 وتقوم إيران، في السنوات الماضية، بزيادة قدراتها من الصواريخ طويلة المدى، وتخشى إسرائيل من استخدامها يوماً لحمل رؤوس نووية.

وترى إسرائيل في البرنامج النووي والصواريخ الباليستية تهديداً لها، وتخوض منذ سنين حرب ظل مع إيران. إلا أن الغارات الجوية المستمرة، وعمليات التخريب فشلت في وقت يستمر تقدّم إيران بثبات، وفي المجالين. وتساءلت الصحيفة عن سبب استهداف أصفهان، والجواب: لأن فيها موقعين ومنظمتين لهما علاقة بالصواريخ، حسب تقرير لمركز الدراسات الدولية والإستراتيجية.

وفي المدينة أربعة مواقع للبحث النووي، إلا أن المنشأة التي ضربت يوم السبت لا يظهر أنها نووية. وأخبر مدير الموساد السابق، داني ياتوم، إذاعة الجيش الإسرائيلي، يوم الإثنين، أن الهجوم استهدف موقعاً لتطوير صواريخ عابرة للصوت طويلة المدى وقادرة على الانطلاق بسرعة تفوق 15 ضعفاً عن الصوت، وبدقة رهيبة، ويمكن أن تحمل الرؤوس النووية، لو طورت إيران أسلحة فيما بعد. إلا أن وزارة الدفاع الإيرانية وصفت المنشأة المستهدفة بأنها مصنع للذخيرة.  وتعتبر ترسانة الصواريخ الإيرانية الأضخم في الشرق الأوسط، وهي متنوعة.

ووصف الجنرال كينث أف ماكينزي، الذي تقاعد عن ترؤس القيادة المركزية في الشرق الأوسط، وأشرف على إستراتيجية التعامل مع إيران، في شهادة، العام الماضي، أمام لجنة القوات المسلحة، ما وصلت إليه إيران من تقدم في المجال الصاروخي: ” لديهم أكثر من 3.000 صاروخ باليستي بأنواع متعددة، وبعضها قادر على الوصول إلى تل أبيب”. وأضاف أنهم استثمروا خلال الخمس والسبع سنوات الماضية بشكل كبير في الصواريخ الباليستية، و”لدى الصواريخ مدى مهم ودقة معززة”.

ويقول مارك فيتزباتريك، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، والمسؤول عن انتشار السلاح النووي، والمسؤول حالياً بالمعهد الدولي للدراسات الدولية والإستراتيجية، إن الصواريخ الباليستية تعتبر نظاماً ناقلاً ممكناً للرؤوس النووية.

ولم يظهر العلماء الإيرانيون بعد قدرة على إطلاق صواريخ باليستية تستطيع تحفيز الرؤوس النووية لو أنتجتها إيران في المستقبل. إلا أن إيران لديها صواريخ باليستية جاهزة للقيام بالمهمة حالة توفر السلاح النووي، كما يقول فيتزباتريك. وتؤكد إيران على أنها تقوم بالمشاريع النووية للأغراض المدنية. وفي الوقت نفسه تؤكد المخابرات الأمريكية أن لديها القدرات لإنتاج القنبلة النووية، لكنها لم تجمع بعد التكنولوجيا لإنتاجها.

 وترى الصحيفة أن وقف إيران عن امتلاك السلاح النووي بات من أهم أولويات إسرائيل في السياسة الخارجية. ويقول علي فائز، من مجموعة الأزمات الدولية ببروكسل: “تنظر إسرائيل للأجندة النووية، لإنتاج السلاح النووي والمعدات الناقلة لها، كتهديد”. وتخشى إسرائيل من تدخل إيران في الدول القريبة من حدودها، فقد زودت طهران مجموعة من الصواريخ الباليستية والذخائر الدقيقة لوكلائها في “حزب الله” بلبنان وفي سوريا. ونظر لغارة الأسبوع الحالي على أنها جزء من محاولات إسرائيل ضرب القدرات الإيرانية ومنعها من دعم الجماعات الوكيلة لها في المنطقة. وتساءلت إن كانت الصواريخ الإيرانية تساعد الحرب الروسية في أوكرانيا؟ ففي الوقت الذي حددت فيه الولايات المتحدة إيران كمزود رئيسي للمسيرات ومحاولات روسيا للحصول على الصواريخ الإيرانية لاستخدامها في أوكرانيا، إلا أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن هجوم أصفهان تدفعه اعتبارات أمنية  إسرائيلية خاصة.

وقف إيران عن امتلاك السلاح النووي بات من أهم أولويات إسرائيل في السياسة الخارجية.

 ويبدو أن إيران تعمق علاقاتها مع روسيا في ما تراه إدارة بايدن شراكة دفاعية كاملة. وقال فائز: “لا توجد شهية للتعامل مع إيران في الوقت الحالي”، و”لكن الواقع هو أن هناك قنبلة موقوتة ألا وهي البرنامج النووي، والذي لم يختف بعد”.

 وحققت إيران تقدماً مطرداً في البرنامج النووي منذ عام 2019، بحيث أصبحت المدة الزمنية المتوفرة لها، لو حصلت على المواد الكافية، هي أسابيع، وليس عاماً، لصنع القنبلة النووية.

وقال رفائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران لديها كميات كافية من اليورانيوم المخصب تستطيع من خلالها إنتاج القنبلة لو أرادت. وقال فائز إن إيران باتت قريبة من إنتاج قنبلة نووية عادية، و”مواد مخصبة تكفي لصناعة رؤوس نووية” و”هي لا تحتاج إلا لعدة أيام لتخصيب المواد من أجل إنتاج أول رأس نووي”. ويرى المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن المادة المخصبة المتوفرة للقنبلة لا يعني أن إيران لديها القدرات لتحويلها وإنتاج القنبلة بعد.  إلا أن بعض الخبراء، مثل ديفيد أولبرايت، من معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن يقدر أن إيران تستطيع إنتاج القنبلة في مدى 6 أشهر.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى