قطر

مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد.. إحياء لتراث الأجداد وتعزيز لهواية خليجية ضاربة في الأرض- (صور)

عربي تريند_ يتابع الجمهور القطري وعشاق هواية الصقور في قطر، بشغف مجريات مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد الذي ينظم في نسخته الرابعة عشرة (مرمي 2023) وتنظمه جمعية القناص وتخصص له جوائز مالية معتبرة وقيمة.

ويهدف المهرجان الذي يشهد متابعة واسعة من مواطنين ومقيمين وسياح وزوار لقطر، إلى توثيق وتعزيز تراث “الصقارة” المسجل في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية وفقا لمنظمة اليونسكو منذ عام 2010.

وتحظى هذه الهواية بشعبية واسعة في قطر ودول الخليج بشكل عام، ولها امتداد واسع لدى فئات المجتمع، مع سعي حثيث لنقلها للأجيال الحالية، واعتبارها فرصة لإبعادهم عن عوالم التقنية للمحافظة على تراث الأجداد.

وتعد قطر من أوائل الدول التي تبذل جهودها لتعزيز الحفاظ على هذا التراث العالمي ليس في قطر فحسب، بل في العديد من الدول العربية والأجنبية، مساهمة بذلك في الحفاظ على هذا الموروث العالمي.

ويعتبر مهرجان “مرمي” الذي ينظم جنوب العاصمة الدوحة، أحد أكبر المهرجانات المتخصصة في مجال الصقور والصيد في المنطقة والعالم، وهو ما يعكس اهتمام الدولة بهذا الموروث.

وينظم المهرجان الذي تابعت “القدس العربي” مجرياته في “البر” القطري، أي المناطق البعيدة عن المدن، سنوياً ويشهد توسعاً في المسابقات والأنواع وأعداد المشاركين.

وصرح علي بن حاتم المحشادي، رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان مرمي الدولي، ورئيس مجلس إدارة جمعية القناص القطرية، أن “المهرجان يقام تحت رعاية الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني شقيق أمير قطر، وأصبح علامة بارزة في جهود جمعية القناص للحفاظ على التراث القطري والخليجي”.

ويسجل المهرجان بحسب المسؤول القطري، حضوراً واسعاً سواء من جانب المشاركين في بطولاته ومسابقاته المختلفة، أو على مستوى الحضور الجماهيري من القطريين أو المقيمين، حيث يمثل لهم وسيلة مهمة للتعرف على هذا التراث الثري وسط أجواء من المتعة والإثارة والتحدي.

وأكد شاوي الكعبي، نائب رئيس لجنة هدد التحدي، على أهمية مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد في الحفاظ على إرث الصقارة ونقلها من الأجداد إلى الآباء والأبناء جيلا بعد جيل.

ويتضمنُ المهرجان العديد من البطولات والمسابقات، منها “الطلع” ويختص بصيد الصقر للحبارى، و”الدعو” وهو سباق السرعة بين الصقور، ويشمل سبع فئات لأنواع الصقور المختلفة، و”هدد التحدي” وهو تحدٍ بين الصقور والحمام الزاجل، وبطولة “هدد السلوقي”، إلى جانب بطولات الصقار الصغير والصقار الواعد وغيرها من المسابقات.

وفي قطر هناك سوق متخصص في الصقور تأسس منذ مدة طويلة نظرا لوجود حاجة ماسة إلى ذلك، واهتمام كبير من المواطنين المهتمين باقتناء الصقور وتربيتها واستخدامها في الصيد. كما أن هناك مستشفى خاصا أيضا بهذا النوع من الطيور، ومعرضا دوليا للصيد والصقور يقام سنويا في الحي الثقافي بـ”كتارا”.

وكما هو الحال في دول خليجية أخرى، يمثل الصقر في قطر مكانات متعددة، مثل حيوان أليف للعائلة أو رمز للقيمة الاجتماعية أو منافس في السباقات. لكن الصقور تمثل رابطا مهما وقيّما لثقافة المنطقة بصورة تفوق الخيال في بعض الأحيان، حتى قال أحدهم مبالغا، بأن القطريين يعتنون بصقورهم تماما بنفس الطريقة التي يعتنون بها بأطفالهم.

وعرف العرب قديماً في شبه الجزيرة العربية الصيد بالجوارح، وتوارث أهل المنطقة مهنة الصيد بالصقور وغيرها سعيا للرزق منذ قديم الزمان.

وتحركت دولة قطر مع 11 دولة عربية وأجنبية أخرى لوضع هذا الموروث على القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية بمنظمة “اليونسكو” بهدف زيادة الوعي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي بقيمة الصقارة كتراث وفن إنساني عالمي، وتشجيع الدول على تبني استراتيجيات وخطط عمل واضحة ومُحكمة لصون التراث الإنساني، ومنح الصقارة المشروعية وفق مبدأ الصيد المستدام الأمر الذي تحقق في عام 2010.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى