رياضة تريند

فرنسا: اجتماع غير عادي للجنة التنفيذية لاتحاد كرة القدم ومصير رئيسه على المحك

عربي تريند -تعقد اللجنة التنفيذية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم (كوميكس)، الأربعاء (الساعة 11 صباحًا بمقر الاتحاد في باريس)، اجتماعاً طارئاً غير عادي دعا إليه رئيس الاتحاد نويل لوغريت، الذي بات هدفاً لسيل من الانتقادات والدعوات المتزايدة لاستقالته، بسبب قضايا “أخلاقية” تخصه، وتصريحات “غير لائقة” صادرة عنه، بالإضافة إلى علاقته المتوترة بالمديرة العامة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وأيضا وزيرة الرياضة.

الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم (FFF)، سيمنح نويل لوغريت، البالغ من العمر 81 عامًا، الفرصة لتقديم تفسيرات بشأن عدة مواضيع ساخنة: التمديد الأخير لعقد مدرب المنتخب ديدييه ديشان حتى عام 2026، وتصريحاته المثيرة للجدل تجاه زين الدين زيدان (لا يهمني تدريبه للبرازيل من عدمه.. لو أنه هاتفني لم أكن حتى لأرد على المكالمة، الخ).

ورغم اعتذاره تحت الضغوط، إلا أن الانتقادات لم تتوقف، ناهيك عن مهمة التدقيق داخل الاتحاد التي أطلقتها ووزيرة الرياضة، أميلي أوديا كاستيراً، والتي تم الاستماع إليها الثلاثاء في إطارها، وذلك عقب الفضيحة التي كشف عنها مجلة So- Foot بشأن وجود اختلالات، بما في ذلك “استغلال/ محاولة استغلال النفوذ” و”رسائل ذات طابع جنسي” بطلها رئيس الاتحاد نفسه. وقد دحض لوغريت كل ما ورد في تحقيق المجلة.

في هذا الصدد، وتزامناً مع بدء مهمة التدقيق داخل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بطلب من وزيرة الرياضة، خرجت وكيلة أعمال اللاعبات، سونيا سويد، في مقابلة تلفزيونية، لتوجه اتهامات مباشرة للوغريت، متهمة بسلوك جنسي غير لائق، حيث روَت: “أخبرني وجهاً لوجه وبوضوح داخل شقته أنه إذا أرت أن يساعدني فعلي الخضوع لرغباته… يتصل كثيرا ولدي رسائل بريد صوتي وبعض الرسائل النصية له… الشيء الوحيد الذي يثير اهتمامه، وأعتذر عن التحدث بطريقة مبتذلة، هو ثديي ومؤخرتي”.

تعد شهادة سونيا الأولى من نوعها ضد رئيس الاتحاد الفرنسي من سيدة تنشط في مجال كرة القدم المحترفة. وقد هنأتها وزيرة الرياضة، التي تعد من أبرز المطالبين برحيل لوغريت “على شجاعتها وشهادتها”، عبر تغريدة على حسابها على توتير.

في إطار التدقيق، الذي بدأ الثلاثاء، في أداء الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، استقبلت وزيرة الرياضة أميلي أوديا كاستيرا، السّيِد نويل لوغريت؛ فيما كشف راديو “فرانس انتر” أن “العديد من السيدات” استنكرن لمفتشي التدقيق سلوك الأخير ضدهم. في حين، أطلع مسؤول تنفيذي سابق بعثة المفتشين على الرسائل النصية ورسائل الواتساب، وهي بالتأكيد ليست غير قانونية لكنها تثير تساؤلات بالنظر إلى الارتباط الهرمي الذي كان قائما بينهما، وفق الإذاعة الفرنسية.

قبيل اجتماع اليوم الطارئ للجنة التنفيذية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم وأمام الدعوات المتزايدة لاستقالته والانتقادات ضده من كل حدب وصوب علاوة على اتهامات “الأخلاقية”، يبدو أن بعض أعضاء اللجنة التنفيذية ومسؤولي الاتحاد تخلوا أو بدأوا التخلي عن رئيسهم القوي – يتولى رئاسة الاتحاد منذ عام 2011 وتنتهي فترته الرئاسية في عام 2024.

في هذا الصدد، دعا رئيس مجلس الأخلاقيات (CNE) التابع للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، باتريك آنْتونْ، إلى استقالة نويل لوغريت، معتبرا أنه “بات فاقدًا للمصداقية لشغل هذا المنصب”. ناهيك عن أن رئيس الاتحاد في خلاف متصاعد مع مديرته العامة، فلورنس هاردوين، التي انتقد بقوة تصريحاتها ضد زين الدين زيدان. كما أن العلاقة المتأزمة جدا بين الأخيرين تطرح التساؤل بشأن تعايش أضحى مستحيلا بين الرئيس ومديرته.

مع أن نويل لوغريت ما يزال على ما يبدو يعتمد على دعم لجنته التنفيذية، التي ستجتمع صباح اليوم بطلب منه، والتي قام باستطلاع آراء غالبية أعضائها الـ14 في الساعات الأخيرة، وفق صحيفة “ليكيب” الرياضية ذائعة الصيت؛ إلا أن بعضهم يأمل فعلاً في أن يوافق رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم على ترك منصبه، بحيث يرون أن موقفه لم يعد قابلاً للدفاع عنه، على الرغم من النتائج الرياضية والمالية الممتازة المذهلة التي تم تحقيقها في السنوات الأخيرة.

هناك حالة واحدة قد تؤدي إلى عزل رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم وتعيين نائبه محله مؤقتاً: جمعية عامة استثنائية تطلب تصويتًا بحجب الثقة عنه، باللجوء إلى المادة 12 النظام الأساسي للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، والتي تنص على أنه يمكن للجمعية الاتحادية أن تضع حداً لولاية اللجنة التنفيذية قبل نهاية مدتها العادية، عبر التصويت، في الحالات التالية:

أن تكون الجمعية الاتحادية قد انعقدت لهذا الغرض بناءً على طلب ربع أعضائها الذين يمثلون ربع الأصوات على الأقل، ربما بناءً على اقتراح الهيئة العليا لكرة القدم، وذلك خلال مدة أقصاها شهرين. أن يكون ثلثا أعضاء الجمعية الاتحادية حاضرين أو ممثلين. أن يتم التصويت على إقالة اللجنة التنفيذية بالاقتراع السري وبالأغلبية المطلقة للأصوات. أن يترتب على هذه الإقالة استقالة اللجنة التنفيذية واللجوء إلى انتخابات جديدة خلال مدة أقصاها شهرين.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى