مصر

الإسكندرية تغرق في مياه الأمطار … ونائب يتفقد الشوارع بواسطة مركب

 عربي تريند_ لم تختلف الأوضاع في الإسكندرية، شمال مصر، عن الأعوام السابقة، رغم حديث المسؤولين عن استعدادهم هذا العام لموسم الشتاء، فمع أول موجة أمطار غرقت المدينة الساحلية، وتحولت شوارعها إلى أشبه بالمستنقعات.
وقد بدا كاشفا للأوضاع الكارثية، انتشار فيديو لأحد نواب المحافظة، وهو يستقل مركبا لتفقد أحوال دائرته، إذ ظهر في الفيديو محمد جبريل، عضو مجلس النواب وأمين الشؤون البرلمانية لحزب “مستقبل وطن” (يمثل الغالبية في البرلمان)، وهو يستقل مركبا ويتفقد بها شوارع حي القباري، ويتابع عملية تصريف الأمطار.
وبيّن جبريل أن المركب كان وسيلة الانتقال الوحيدة المتاحة له لمعرفة ماذا يجري داخل منازل الحي.

غرق 3 مدارس

جولة النائب كشفت عن غرق مدخل مستشفى الجمهورية، واضطرار عمال شركة الصرف الصحي إلى خلع أحذيتهم للمرور إلى داخل المستشفى، والإسهام في تصريف مياه الأمطار الغزيرة. كما تسببت الأمطار في غرق المنطقة أمام كوبري كرموز والشوارع الجانبية، ما تسبب في إحداث ارتباك وشلل مروري.
وأيضا غرقت 3 مدارس، هي الأنفوشي والأمير لؤلؤ والقباري الإعدادية، بعدما حاصرتها مياه الأمطار، وارتفعت في فناء المدارس الثلاث، ومنعت التلاميذ من المغادرة.
جبريل تقدم ببيان عاجل إلى مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وهشام آمنة وزير التنمية المحلية، بشأن تعرض الإسكندرية للغرق في أول أيام شتاء حقيقي على المحافظة وعدم جاهزية كافة الأجهزة التنفيذية للتعامل مع الحدث.

شلل تام

ولفت إلى أن “غرق الشوارع يدل على عدم الاستعداد بشكل حقيقي لمواجهة موسم الشتاء للمحافظة وغرق مداخل العديد من المستشفيات والشوارع والمحاور الرئيسية، بالإضافة إلى غرق مناطق عديدة ومتفرقة في المحافظة وخاصة نجع العرب وكرموز وغيط العنب ومحرم بك وغربال وتلف العديد من السيارات والبضائع بالمحال والمخازن وعدم قدرة المواطنين على الدخول والخروج من منازلهم، بالإضافة إلى وجود شلل تام في التعامل والدخول والخروج داخل المستشفيات العامة وتعريض حياة المواطنين للخطر”.
كذلك طالب النائب محمود قاسم، في بيان عاجل بإقالة محافظ الإسكندرية، اللواء محمد الشريف، وبسرعة التدخل وتكليف الوزراء المختصين لإنقاذ محافظة الإسكندرية من الغرق وحالة الشلل التام التي أصابتها بسبب هطول السيول والأمطار.
وقال “سبق وحذرت الحكومة من تعرض محافظة الإسكندرية للغرق بسبب الأمطار ولكن لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة”، مشيراً إلى أنه “قام بالتقاط العديد من الصور التي تؤكد إصابة الإسكندرية بجميع مرافقها بالشلل التام وتوقف الحركة والتنقل للمواطنين على مستوى المحافظة، بسبب تراكم الأمطار داخل الشوارع التي أصبحت وكأنها مصارف لا يمكن للمواطنين والسيارات التحرك بها”.
وأكد أن “مياه السيول والأمطار كشفت خيبة الجهاز التنفيذي على مستوى محافظة الإسكندرية، وأنه لم ينجح في اتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة السيول والأمطار”، مشيراً إلى أن “جميع بالوعات الصرف الصحي لا تعمل، وأكبر دليل على ذلك تراكم الأمطار داخل مختلف الشوارع والميادين على مستوى الإسكندرية”. وطالب بـ”إجراء حركة تغييرات موسعة لجميع التنفيذيين في محافظة الإسكندرية، وعلى رأسهم محافظ الإسكندرية بعد فشلهم في إنقاذ المحافظة من مياه السيول والأمطار”.
وأكد أن جميع التصريحات التي أطلقها محافظ الإسكندرية عن استعدادات المحافظة “اتضح أنها للشّو الإعلامي”، مؤكداً أن “هناك حالة من الغضب والسخط الشديدين من مواطني الإسكندرية بسبب غرق المدينة وتوقف جميع مصالحهم وعدم قدرة محافظ الإسكندرية على إنقاذها”. وتساءل: “من يحاسب محافظ الإسكندرية على هذا الإهمال الشديد؟ وأين هو الآن والإسكندرية تتعرض للغرق بسبب استمرار هطول الأمطار والسيول؟ فشوارع وميادين الإسكندرية ظهرت خاوية على عروشها في ظل غياب كافة المسؤولين وعدم تعاملهم مع أزمة غرق شوارعها وميادينها”.
وختم: “الأمر يتطلب إقالة الجهاز التنفيذي في المحافظة بعد فشله في إنقاذ الإسكندرية من الغرق”.
وفي محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، خرج اللواء محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحي في الإسكندرية، ليبرر ما تعرضت له المدينة الساحلية، إذ قال إن المحافظة تعرضت لأمطار غزيرة جداً استمرت لساعات طويلة على مختلف مناطق الإسكندرية، نتجت عنها تجمعات لمياه الأمطار في عدة مناطق، وإن استمرار هطول الأمطار بغزارة على عدة مناطق فاقت الطاقة الاستيعابية للصرف الصحي.
وأوضح أنه تم الانتهاء من 3 مشروعات ضمن ما يعرف بالاستراتيجية المتكاملة لصرف وإدارة مياه الأمطار في الإسكندرية بغرض فصل مياه الأمطار عن شبكة الصرف الصحي، مؤكداً أنه لم تظهر أي تجمعات لمياه الأمطار أثناء النوة الأخيرة في المواقع التي تمت فيها هذه المشروعات، لافتا إلى أن أعمال التطهير للشنايش والشبكة والمحطات لا تتوقف على مدار اليوم طبقاً لخطة التطهير الدورية، بالإضافة إلى تكثيف أعمال التطهير أثناء الأمطار وبعد النوات للتخلص من المخلفات التي تحملها مياه الأمطار داخل الشبكة عن طريق الشنايش.

جهد مضاعف

وأكد أن شبكة الصرف الصحي تواجه عبئا في المناطق غير المرصوفة التي تتطلب جهدا مضاعفا لتطهير المطابق.
وتابع: الشركة تستعد قبل بدء النوة بـ24 ساعة وفور ورود إنذار هيئة الأرصاد الجوية بنشر 102 سيارة شفط و22 بدالة من شركة الصرف الصحي و20 سيارة من الأحياء و8 بدالات من شركة مياه الشرب على مدار اليوم حتى استقرار الطقس.
وحسب هيئة الأرصاد الجوية المصرية، بدأ فصل الشتاء في مصر، يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ويستمر 88 يوماً، وينتهي يوم 20 مـارس/ آذار المقبل.
وتعد موجة الأمطار التي ضربت الإسكندرية هذا العام هي الأولى وتحمل اسم “نوة الفيضة الصغرى”، وتزداد مخاوف الأهالي من تكرار سيناريو الغرق، في موجات الأمطار المقبلة.
وتضرب المدن الساحلية ما تعرف بـ”نوات الشتاء”، التي تبدأ بـ”نوة الفيضة الصغرى”، ثم نوة عيد الميلاد، ونوة رأس السنة وتبدأ في الثاني من يناير/ كانون الثاني وتستمر 6 أيام، تعقبها نوة الفيضة الكبرى، يوم 12 يناير/ كانون الثاني وتستمر 6 أيام، ثم نوة الغطاس يوم 19 يناير/ كانون الثاني وتستمر 3 أيام، وبعد ذلك نوة الكرم وتهب يوم 28 يناير/ كانون الثاني وتستمر 6 أيام.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى