العالم تريند

مرصد أوروبي يفضح الحملة الغربية ضد قطر قبيل المونديال

عربي تريند_كشفت مصادر غربية تفاصيل عن الحملة التي تتعرض لها قطر وهي أول دولة عربية وإسلامية تستضيف بطولة كأس العالم في التاريخ. واعتبرت المصادر أن الحملة التي تقودها جهات في أوروبا وعدد من الدول، تنطلق من حسابات خاصة، وتعتبر هجوماً غير مبرر ضد قطر. وانتقد المسؤولون القطريون ما اعتبروه حملة ممنهجة من قبل جهات غربية على الدولة الخليجية التي تتجه الأنظار لها قبيل انطلاق صافرة الحدث الرياضي العالمي.

ورصد المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، تصاعد حدة الانتقادات الموجهة ضد قطر وانخرطت فيها صحف بريطانية وفرنسية تحرض على بطولة كأس العالم المقررة في قطر هذا الشهر.

واعتبرت أوساط إعلامية وحقوقية بحسب بيان المرصد “أن ما يجري نشره من تقارير في صحف بريطانية وفرنسية عشية انطلاق كأس العالم، يندرج في إطار التحريض المكشوف من دون تقديم أدلة أو إثباتات”.

وأشارت تلك الأوساط في البيان الذي اطلعت عليه “القدس العربي”، إلى أن هذه التقارير يتم نشرها من دون أيّ إضاءة على تعامل قطر مع الاتهامات الموجهة إليها أو التحسينات التي أدخلتها على قوانين العمل، أو الحريات.

وأشار المرصد الذي يعرف نفسه أنه مؤسسة أوروبية تعنى برصد تفاعلات قضايا الشرق الأوسط في أوروبا، أنه مع بدء العد العكسي لصافرة البداية، تكثفت الحملة على قطر، تحديداً في الإعلام الغربي.

واستدل المرصد أنه  منذ 20 سبتمبر/أيلول حتى الآن، نشرت صحيفة ذا غارديان البريطانية وحدها 27 تقريراً (بمعدل نحو تقرير واحد كلّ يوم) تهاجم فيها قطر مباشرةً، وهو ما فعلته كذلك مؤسسات إعلامية أخرى.

وفي تحليل للمحتوى المنشور عن كأس العالم 2022 في الصحافة البريطانية، قدّم الكاتب والباحث والأستاذ المحاضر في جامعة حمد، مارك أوين جونز، أرقاما مثيرة للاهتمام.

وحلل جونز المضمون المرتبط بمونديال قطر في 9 مؤسسات إعلامية منذ عام 2010، وشمل 1735 عنواناً رئيسياً في الصحف البريطانية تذكر قطر، 685 منها عن كأس العالم حصراً، بينما تطرقت باقي العناوين إلى قضايا اقتصادية وسياسية.

ومن بين العناوين الـ685 التي تناولت مونديال 2022، 66 في المائة من التقارير كانت سلبية، و29 في المائة محايدة، و5 في المائة إيجابية.

ومن ضمن المقالات السلبية، 36 في المائة تطرقت إلى قضايا حقوق الإنسان، و25 في المائة كانت عن الفساد والرشوة، و9 في المائة عن تجريد قطر من كأس العالم، و4 في المائة عن حقوق مجتمع الميم.

وفي سياق التحليل نفسه، تبين أن صحيفة ذا غارديان نشرت النسبة الأكبر من المحتوى المرتبط بكأس العالم (265 تقريراً)، ثم صحيفة ذي إندبندنت (181)، ثم “ذا ديلي تيليغراف” (62).

وفي إطار ترجمة هذه الأرقام في سياق سياسي وإعلامي، يقول جونز إن سبب هذه التغطية السلبية لكأس العالم في قطر، يعود لعوامل كثيرة، بينها اهتمام الصحافة البريطانية عموماً بكرة القدم، وحقوق الإنسان. لكن أيضاً بسبب جنوح هذه الصحافة إلى تغطية الأحداث في الدول الصغيرة بشكل سلبي، كما أظهرت دراسة نشرتها مجلة SAGE للأبحاث.

وأشار جونز كذلك إلى الدور الكبير الذي لعبته شركات علاقات عامة في بريطانيا لشيطنة قطر خلال الأزمة الخليجية (2017).

في هذه الأثناء تعرضت الصحيفة الأسبوعية الفرنسية الساخرة، لو كانار أنشينيه، لانتقادات شديدة بعد أن نشرت رسماً كاريكاتيرياً يفترض أن يمثل اللاعبين في منتخب قطر لكرة القدم.

وعمدت الصحيفة إلى تصوير اللاعبين وهم يرخون لحاهم ويرتدون عمامات أو أقنعة وجه، ويستلون سيوفاً وخناجر ومسدسات، وعلى وجوههم علامات الوحشية والغضب.

وأثار الرسم غضباً على مواقع التواصل، فاتهم مغردون الصحيفة بالعنصرية والفوقية والإسلاموفوبيا، علماً أن الكاريكاتير نشر في عدد “لو كانار أنشينيه” الخاص بشهر أكتوبر/تشرين الأول 2022، وعنوانه “قطر… ما وراء الكواليس”.

ومع انتشار الرسم، وصفه المغردون بالعنصري والفوقي الذي يروّج لصورة نمطية عن المسلمين عامة، والخليجيين منهم خاصة.

يأتي ذلك فيما أكد رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، الإيطالي جياني ميرلو، أن الإعلاميين الذين سيشاركون في تغطية نهائيات كأس العالم لن يواجهوا صعوبات أثناء القيام بمهامهم خلال المونديال الذي سينطلق بعد أيام في قطر، بفضل المجهودات التي قامت بها قطر لكسب التحدي.

وأشار ميرلو في تصريحات له، إلى أن “الحملات التي تشنها بعض الأطراف على قطر، أصبحت متواترة وتحصل قبل كل بطولة كبيرة مثل مونديال البرازيل في 2014 أو روسيا 2018، وأن ما أثير عن مشاكل العمال في قطر ساهم في تحسين وضعيتهم”.

وشدد على أن “كل البلدان في العالم تعاني من مشاكل مشابهة وقد يُساعد الحديث عن هذه الصعوبات، بقية الدول الأخرى على حل مشاكلها مستقبلاً”.

حملات موجهة ضد قطر

انتقدت مصادر مختلفة في العاصمة القطرية ما اعتبرتها حملة مستهدفة تتعرض لها أول دولة عربية وفي الشرق الأوسط تنظم بطولة كأس العالم، وأرجعت السبب لحقد دفين على الدولة الخليجية، مع تجاهل كامل للإصلاحات التي تشهدها الدوحة.

وأكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، أن بلاده تتعرض لحملة تشويه غير مسبوقة منذ إعلان تنظيمها كأس العالم، مشدداً أن قطر لن تتراجع عن دورها الإيجابي، ورحب بالجميع خلال بطولة كأس العالم التي تنظم لأول مرة في دولة عربية وفي الشرق الأوسط.

وجاء تصريح أمير قطر، خلال افتتاحه دورة الانعقاد العادي الـ51 لمجلس الشورى المنتخب.

وأشار في هذا السياق، إلى أن افتتاح دورة مجلس الشورى هذه المرة، تعقد “في ظل انشغال الدولة والشعب في التحضير لاستضافة حدثٍ تاريخي يشكل أحد أهم مشاريعنا الوطنية وهو كأس العالم”.

وأكد أمير قطر أن بلاده منذ نيلها شرف استضافة كأس العالم، تعرضت إلى حملة غير مسبوقة، لم يتعرض لها أي بلد مضيف، وتعاملت مع الأمر بدايةً بحسن نية، بل واعتبرت أن بعض النقد إيجابي ومفيد.

واستطرد الشيخ تميم بن حمد قائلاً: “تبيّن لنا أن الحملة تتواصل وتتوسع وتتضمن إساءات وافتراءات وازدواجية معايير، حتى بلغت من الضراوة مبلغاً جعل العديدين يتساءلون عن الأسباب والدوافع من هذه الحملات”، مشدداً أن تنظيم قطر كأس العالم هو امتحان للدولة. وأضاف الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: “تجمع استضافة كأس العالم بين عناصر عدة من مكونات المصداقية والقدرة على التأثير الإيجابي، وذلك بقبول التحدي وإدماجه ضمن مشاريعنا الوطنية وخطط التنمية”. وأضاف: “إنها باختصار مناسبة نظهر فيها مَن نحن ليس فقط لناحية قوة اقتصادنا ومؤسساتنا، بل أيضا على مستوى هويتنا الحضارية”. وأكد أن قطر حاليا أشبه بورشة عمل من التحضير والتجهيز للمناسبة ينخرط فيها القطريون والمقيمون جميعاً.

واتهم وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ألمانيا “بازدواجية المعايير” بسبب انتقاداتها لسجل حقوق الإنسان للبلد المضيف لنهائيات كأس العالم لكرة القدم ودافع في مقابلة صحفية نشرت يوم الإثنين عن استدعاء الدوحة للسفير الألماني للاحتجاج.

واستدعت وزارة الخارجية القطرية الشهر الماضي السفير الألماني بسبب تصريحات لوزيرة الداخلية نانسي فيزر، قالت فيها إن سجل حقوق الإنسان في أي بلد يجب أن يؤخذ في الاعتبار لتقرير ما إذا كان سيتم اختيارها لاستضافة كأس العالم.

وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقابلة مع صحيفة “فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ” الألمانية: “من ناحية، يتم تضليل الشعب الألماني من قبل السياسيين الحكوميين. ومن الناحية الأخرى، ليست لدى الحكومة (الألمانية) مشكلة معنا عندما يتعلق الأمر بشراكات أو استثمارات في مجال الطاقة”.

وأضاف: “نحن مستاؤون من ازدواجية المعايير”، مشيراً إلى أن قطر واجهت حملة ممنهجة ضدها على مدى 12 عاما منذ اختيارها لاستضافة كأس العالم، وهي حملة لم تواجهها أي دولة أخرى حظيت بحق استضافة هذه البطولة.

وقال للصحيفة: “من المفارقات أن يتم اللعب على هذا الوتر في دول أوروبية تسمي نفسها ديمقراطيات ليبرالية. وبصراحة، ينم هذا التصرف عن غطرسة وعنصرية”.

وعجت الصحف المحلية بمقالات وأخبار عما وصفته بـ”تهجم” غربي على الدولة الخليجية التي تستعد بعد أيام قليلة لانطلاق بطولة كأس العالم.

وبحسب المصادر الرسمية، ظلت قطر “سداً منيعاً أمام كل تلك الحملات عندما اتخذت من العمل الجاد والمضني طيلة 12 عاماً، منهجاً للرد على المشككين، حتى بات يشار إلى ملاعبها ومنشآتها وبناها التحتية بالبنان، باعتبارها مقومات تثبت أن النسخة المقبلة من المونديال ستكون استثنائية بحق”.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى