العالم تريند

الغارديان: نقاش في إيران حول تزويد روسيا بالمسيرات وموقف الحكومة من أوكرانيا

عربي تريند_ قال المحرر الدبلوماسي لصحيفة “الغارديان” باتريك وينتور، إن شجارا نشب في إيران حول الحرب في أوكرانيا، وأشعله رجل دين محافظ، ومحرر صحيفة حول تزويد الحكومة الإيرانية أسلحة ومسيرات إلى روسيا.

وقال وينتور إن الصدع الداخلي حول تزويد طهران موسكو بمسيرات قتالية وصواريخ باليستية لكي تستخدم في الحرب الأوكرانية خرج للعلن في إيران، حيث قال رجل الدين والصحافي إن روسيا هي المعتدي الواضح في الحرب ويجب وقف الصفقات العسكرية معها.

وألمح سفير إيراني سابق في موسكو، إلى أن وزارة الخارجية ربما تركت في الظلام من الكرملين والجيش الإيراني. ونفت إيران على مدى شهرين، بيعها المسيرات القتالية لروسيا رغم استخدامها لضرب محطات الطاقة الكهربائية والبنى التحتية المدنية. إلا أنها اعترفت في نهاية الأسبوع الماضي أنها زودت روسيا بعدد قليل من الطائرات، ولكن قبل بداية الحرب. وهو توضيح رفضته الولايات المتحدة وأوكرانيا.

وأشار وينتور إلى أن الخلاف بشأن المسيرات يعكس النقاش الأوسع بشأن السياسة الخارجية، ومخاطر بناء علاقات مع موسكو. كما أن قيادة النقاش من قبل رجل دين محافظ ومدير تحرير صحيفة، أمر غير عادي. وفي تعليقات التقطتها صحف إيرانية أخرى، كتب مسيح مهاجري، في صحيفة “الجمهورية الإسلامية” قائلا إنه “كان على الحكومة القيام بثلاثة أمور قبل بيعها المسيرات: أولا، تقديم النصيحة للطرف الذي بدأ الحرب بضرورة الالتزام بقوانين الحرب الدولية التي تمنع التوسع في حدود الدول الأخرى. ثانيا، كان على إيران إخبار موسكو منذ البداية أنها لا تستطيع استخدام المسيرات في أوكرانيا. ثالثا، كان على إيران الحفاظ على علاقات جيدة مع الدولة التي تم الاعتداء عليها”.

وخاطب مهاجري وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان: “لماذا لم تعلن روسيا بعد بداية الحرب في أوكرانيا أنه ليس من حقها استخدام المسيرات الإيرانية في الحرب الأوكرانية؟ وأكثر من هذا، لماذا لم تشجب روسيا لأنها بدأت الحرب؟ ولماذا لم تضاعف من الجهود للتوسط بين الطرفين ووقف هذه الحرب؟”. وقال إن إيران كانت قادرة على لعب هذا الدور بدون الإضرار بعلاقتها مع روسيا.

وأنهى عبد اللهيان أسابيع من المراوغة بشأن المسيّرات، واعترف وهو يقف إلى جانب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، على هامش مؤتمر دولي، أن بلاده زودت موسكو بعدد قليل من المسيرات قبل بداية الحرب. وقال إنه لو أثبتت أوكرانيا أن طائرات إيرانية استُخدمت في الحرب، فلن تقف طهران مكتوفة الأيدي. وتعتقد أوكرانيا أن موسكو حصلت على 2400 طائرة مسيرة من إيران، بما فيها مسيرة شاهد-136 المصممة على شكل مثلث، والتي تنفجر عند إصابتها الهدف.

ووصف مهاجري اعتراف وزير الخارجية الإيراني بأنه “نذير خير” مضيفا: “لا يزال لديك وقت لكي تغير السياسة بشأن أوكرانيا”. وكتب قائلا: “يجب عليك ألا تضع كل  البيض في سلة روسيا. وهذه الطريقة تناقض سياسة لا شرقية ولا غربية، والتي تعتبر جوهر السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية”.

وقال إن إيران كان بإمكانها العمل أولا على التفاوض مع الطرفين وتشكيل لجنة وساطة لدفعهما إلى الموافقة على وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. وكان على طهران من بداية الحرب إخبار موسكو أنه ليس لها حق في استخدام مسيراتها ضد أوكرانيا.

ورفض المبعوث الأمريكي لإيران روبرت مالي اعتراف عبد اللهيان قائلا: “الأدلة واضحة: المسيرات التي بيعت لروسيا تم استخدامها ضد المدنيين الأوكرانيين، وربما اعتقد الساسة الإيرانيون أنهم سيفلتون من تداعيات مساعدة روسيا سرا على عدوانها، لكنهم لم يستطيعوا”. وعلق السفير الإيراني السابق في موسكو، نعمة الله أزادي، أن تنسيقا بين الجناح العسكري والدبلوماسي لم يتم على ما يبدو، مما ترك الخارجية الإيرانية في الظلام.

وأضاف أزادي أن جزءا من الحكومة اعتقد أنه من المربح بيع مسيرات لموسكو لاستخدامها في الحرب أو غير ذلك. ويقول: “يبدو أننا استسلمنا لعملية خداع روسية، والتي حسب رأيي لا تخدم مصالحنا القومية على الإطلاق”. إلا أن مستشارا غير رسمي لفريق المفاوضات بشأن الملف النووي، كشف عن المعارضة لأوكرانيا داخل أجزاء من النظام، فقد انتقد سيد محمد مراندي، الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي على تقدمته التهنئة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويبدو أن الاحتجاجات التي بدأت في أيلول/ سبتمبر، بعد مقتل مهسا أميني، لعدم التزامها بقواعد تغطية الرأس قد هدأت، لكن فريقين إيرانيين في بطولة كرة القدم على الشاطئ والمصارعة، رفضا الاحتفال بانتصارهما. وسخر الكثير من المشجعين في ستاد دبي عندما عزف النشيد الوطني الإيراني أو هتفوا ضد النظام.

ويرى الكاتب أن هناك جدالا حادا يجري داخل النظام حول الطريقة المثلى للرد على المحتجين، حيث يطالب بعض النواب المحافظين بالتشدد، وآخرون يطالبون بالتأمل حول فقدان مبادئ الثورة جاذبيتها للجيل الجديد. فيما عبر آخرون داخل النظام عن استغرابهم وحيرتهم. فقد قال وزير السياحة والثقافة، عزت الله زرغمي، يوم الأحد، إن واحدا من المحققين مع آلاف المعتقلين قد اعترف بعدم فهمه لهم. وقال زرغمي  نقلا عن المحقق قوله: “لقد حققت مع رموز سياسية كبيرة طوال حياتي، وفي الأيام الأخيرة حققت مع مئات الأشخاص”، و”هذا أصعب تحقيق لأنني لم أفهم ما يقولون ولم يفهموا ما أقول، مهما حاولت، لم أستطع”.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى