العالم تريند

قلق أوروبي من تراجع الدعم الأميركي لأوكرانيا بعد الانتخابات النصفية

عربي تريند_ يتخوّف الحلفاء الأوروبيون لواشنطن من تراجع دعمها لأوكرانيا، إذا انتصر الجمهوريون في الانتخابات النصفية الشهر المقبل، وفق ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، اليوم الأربعاء.

ويتزايد قلق حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في أوروبا من أن الجبهة الموحدة التي قدّمها الغرب رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا يمكن أن تتفكك سريعاً، إذا انتصر الجمهوريون في الانتخابات النصفية، متخلين عن أفضلية لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الوقت الذي تحرز فيها أوكرانيا تقدماً في ساحة المعركة.

وأكد زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي، كيفن مكارثي، هذا الشهر، أنّ حزبه لن يوقّع “شيكاً على بياض” لأوكرانيا إذا فاز حزبه بأغلبية مقاعد المجلس في انتخابات منتصف الولاية، كما تتوقع استطلاعات الرأي.

ومنذ صدور هذا التصريح، بدأ مسؤولون في كييف وأوروبا الغربية بالتساؤل حول ما إذا كان بإمكان أوكرانيا أن تستمرّ بالاعتماد على الولايات المتحدة.

ووفق “واشنطن بوست”، ليس واضحاً ما إذا كان الجمهوريون سينفذون تهديدهم بخفض التمويل لأوكرانيا إذا سيطروا على مجلس النواب، إذ إن زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قال من جهته، إن الأغلبية الجمهورية ستركز رقابتها على ضمان تسليم الأسلحة المطلوبة في الوقت المناسب، ومساعدة أكبر من الحلفاء لأوكرانيا.أخبار

وفي هذا السياق، يقول توبياس إلوود، الذي يرأس لجنة الدفاع في البرلمان البريطاني، إنه ببساطة، لم تكن أوكرانيا لتجبر روسيا على التراجع لولا الكمية الهائلة من الأسلحة الأميركية التي تدفقت إلى البلاد منذ فبراير/شباط، معتبراً أن أي تباطؤ في هذا السياق سيحدث تغييراً جذرياً، وقد يقلب مجرى الحرب لصالح روسيا. ويضيف: “إذا تراجعت الولايات المتحدة، قد ينتزع بوتين النصر من بين فكّي الهزيمة”.

ويلفت إلى أنه عندما تأخذ واشنطن خطوة إلى الأمام، تحذو الدول الأخرى حذوها، مشيراً إلى أن حجم الدعم المالي والعسكري الأميركي لا يُقارن بالدول الأخرى، لكن إذا بدأت واشنطن بالتراجع عنه، فقد تقوم الدول الأخرى بذلك أيضاً.رصد

من جهتها، ترى نائبة الرئيس التنفيذي في مؤسسة “برتلسمان”، ومقرها واشنطن، كاثرين كولفر أشبروك، إن خفض المساعدات الأميركية يمكن أن يكون بمثابة جرس إنذار للعديد من الدول في أوروبا، التي لا تزال تتأخر عن الوفاء ببعض الالتزامات الدفاعية والمالية التي تمّ التعهد بها في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وعلى حدّ قولها، فإنّ على ألمانيا، على سبيل المثال، أن تتخذ خطوات لزيادة إنفاقها الدفاعي، تماشياً مع تعهد تاريخي قدّمه المستشار الألماني أولاف شولتز عند بدء الغزو الروسي في فبراير/شباط الماضي. وقد وعد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات مالية بقيمة 11 مليار يورو إلى أوكرانيا، لكنه قدّم حتى الآن 3 مليارات منها فقط تقريباً.

إلى ذلك، تعتبر مديرة معهد الأعمال الدولي في روما ناتالي توتشي، أن ردّ أوروبا من خلال زيادة التزاماتها تجاه أوكرانيا إذا خفضت الولايات المتحدة مساعداتها لها، لا يزال موضع تساؤل، مشيرة إلى أنه في وقت تتفاقم فيه الأزمة الاقتصادية في جميع أنحاء القارة، فقد يدفع هذا الأمر ببعض الحكومات لتخفيف مساعداتها لأوكرانيا.

وترى توتشي إن إدارة بايدن لعبت دوراً فعالاً في حث الأوروبيين وتحشيدهم لتقديم جبهة موحدة، من خلال كونها قدوة في حجم التزاماتها، مشيرة إلى أنه إذا تداعى هذا داخل الولايات المتحدة، فإن الوضع سيبدأ بالانهيار.

وعلى الرغم من أن المسؤولين الأميركيين كانوا قلقين في كثير من الأحيان من أن الوحدة الأوروبية يمكن أن تتدهور في مواجهة أسعار الطاقة المرتفعة، إلا أنها صمدت حتّى الآن بشكل مفاجئ، وفق تأكيد دبلوماسيين. وفي هذا السياق، يقول مسؤول أوروبي كبير، تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، إنه في ما يتعلق بالقضية الأساسية المتمثلة في مواجهة روسيا، فإن تصميم أوروبا لم يتأثر، لافتاً إلى أنه على الرغم من بعض الخلافات على التفاصيل، فإنّ أحداً لا يرفض أو يتباطأ في هذا السياق.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى