العالم تريند

ميديابارت: “الدرع الأوروبي” يكشف مدى الخلافات بين باريس وبرلين حول قضايا الدفاع

عربي تريند_ بين فرنسا وألمانيا سوء تفاهم كبير حول الدفاع؛ توقف موقع “ميديابارت” الاستقصائي عند مشروع “الدرع الأوروبي المضاد للطائرات“ الذي أطلقته ألمانيا وأعلنت 13 دولة أنها ستنضم إليه – بلجيكا وبلغاريا وجمهورية التشيك وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا والمجر وهولندا والنرويج وسلوفاكيا وسلوفينيا ورومانيا والمملكة المتحدة. ورفضت فرنسا المشاركة فيه.

وقال الموقع إن الأخبار مزعجة، ولكن ليس بالضرورة للأسباب التي قد يتخيلها المرء. ففرنسا لا تحتاج إلى مثل هذا الجهاز لعدة أسباب. الأول أنه على عكس الدول الأخرى المشاركة في مشروع “الدرع”، فمن غير المرجح أن تكون مستهدفة، كونها تمتلك أسلحة نووية والحماية المرتبطة بها نظريًا بحكم مبدأ الردع. وأيضًا، وقبل كل شيء، بعيدة جغرافيًا عن الدولة التي تعتبر التهديد الرئيسي من قبل الدول الأعضاء في الناتو اليوم، وهي روسيا.

ونقل “ميديابارت” عن Gaspard Schnitzler، الباحث في قضايا الدفاع، بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (Iris)، قوله: “إذا نجح صاروخ أو طائرة في دخول المجال الجوي الأوروبي من الشرق، قبل وصوله إلى فرنسا، فسيكون قد عبر عددًا معينًا من الأجواء والدول. إذا قامت هذه الدول الأخرى بعملها بشكل صحيح، فلن يتمكن من الوصول إلينا. يجب من حيث المبدأ اعتراضه وتدميره من قبل دفاعات جيراننا وحلفائنا”.

حتى لو تمكن صاروخ من الوصول إلى سماء فرنسا، فإن لدى فرنسا بالفعل نظام اعتراض: نظام SAMP / T (أرض-جو / أرضي متوسط المدى)، المعروف باسم “مامبا”.. يتعلق الأمر بشاحنات مثبتة عليها صواريخ Aster 30 الثابتة المضادة للطائرات، والتي يبلغ مداها مائة كيلومتر، متصلة بنظام رادار. 8 منها في الخدمة حاليًا، ويُفترض أن تضاف إليها أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى Crotale NG.

وبالتالي، فإن عدم مشاركة فرنسا في مشروع الدرع المضاد للصواريخ لا يعني أن فرنسا تجد نفسها على الفور عارية في مواجهة التهديدات المحتملة من السماء. لكن يمكن اعتباره مقلقًا لأسباب أخرى، سياسية واستراتيجية.

واعتبر “ميديابارت” أن المبادرة الألمانية تكشف مدى سوء التفاهم والخلافات بين باريس وبرلين حول قضايا الدفاع.

وتُذكر بأن الحرب في أوكرانيا قد تدفن طموحات الدفاع الأوروبية على المدى المتوسط. كما أن هذا المشروع يوضح أيضًا أن ألمانيا وجدت نفسها “مشوشة” بسبب الحرب في أوكرانيا، وأنها لا تعرف كيف تتصرف، فهي تتخذ قرارات من المحتمل أن تهدد توازن الاتحاد الأوروبي ذاته، وفقاً لبعض المحللين.

وتابع الموقع الفرنسي التوضيح أنه رغم محاولة فرنسا حفظ ماء الوجه من خلال التأكيد، عبر الصحافة، على أن هذا الدرع يعد “مبادرة جيدة للغاية”، لكن الإعلان عن المشروع جعل مسؤولين فرنسيين يتذمرون وراء الكواليس – لدرجة أنه ساهم في تأجيل مجلس الوزراء الفرنسي- الألماني الذي كان مقرراً عقده في 26 أكتوبر.

والسبب الأكثر وضوحًا لعدم الرضا الفرنسي: المشروع الذي نفذته ألمانيا يقوم، حسب علمنا في الوقت الحالي، على معدات إسرائيلية – Arrow 3 – ربما تكون مدعومة بمعدات أمريكية. وكانت باريس تفضل “صنع في فرنسا”؛ إذ يتم حاليا تطوير نظام فرنسي إيطالي مواز. ومن المفترض أن يكون جاهزا في عام 2025.

وكانت ألمانيا قد تعرضت لانتقادات لكونها تفضل الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز F-35 على الطائرة القتالية الأوروبية (المستقبلية)؛ لكنها ردت بحدة في سبتمبر بالقول إنها “تريد مواد تطير وتتدحرج ومتوفرة في السوق”. لا يوجد تطوير للحلول الأوروبية التي، في نهاية المطاف، لا تعمل. وقد أطلقت ألمانيا في يونيو صندوقًا خاصًا بقيمة 100 مليار يورو لتحديث الجيش الألماني.

وأشار “ميديابارت” إلى أن قضية الدرع تأتي على رأس سلسلة من القرارات: شراء برلين لطائرات أمريكية من طراز F-35، واختيار عدم المشاركة في مشروع تحديث طائرات الهليكوبتر Tiger جنبًا إلى جنب مع فرنسا وإسبانيا، والمماطلة في معركة MGCS المستقبلية (مشروع دبابة) أو حتى شراء طائرات بوينج P-8 Poseidon الأمريكية للدوريات البحرية في عام 2021، والتي يبدو أنها دفنت مشروع طائرات الدوريات الفرنسي الألماني المعروف باسم Maws (نظام الحرب البحرية المحمولة جواً).

واعتبر “ميديابارت” أن خيار ألمانيا وضع نفسها بشكل أكثر حزماً إلى جانب الناتو، الذي عجلته الحرب في أوكرانيا، يقلل من فرص رؤية دفاع أوروبي افتراضي يحدث. ولكن، على نطاق أوسع، يثير تساؤلات حول الاستراتيجية الألمانية ومستقبل علاقتها مع باريس ومع الاتحاد الأوروبي.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى