منوعات

باحثة ليبية تبتكر سوارا لمراقبة ضغط الدم وتنافس على لقب نجوم العلوم في قطر

عربي تريند_

قدمت باحثة ليبية ابتكاراً طبياً يساهم في دعم صحة الإنسان، ومن شأنه أن يحقق رواجاً دوليا، وهذا ضمن منافسات نهائي نجوم العلوم، التابع لمؤسسة قطر.

ويعد ابتكار الباحثة الليبية شذى بن نبية، من بين التقنيات الجديدة التي ظهرت في الموسم 14 من برنامج نجوم العلوم، وهو عبارة عن سوار مراقبة ضغط، ويتيح، زيادة دقة التشخيص وفعالية الخطط العلاجية من خلال المراقبة المستمرة لضغط الدم.

ويعتبر “نجوم العلوم” برنامج تلفزيون الواقع التعليمي والترفيهي الرائد في مجال الابتكار في المنطقة العربية، وأطلق بمبادرة من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ويهدف البرنامج إلى دعم وتشجيع رواد الأعمال الطموحين في مجال العلوم والتكنولوجيا في المنطقة.

وتعد الباحثة شذى بن نبية خريجة جامعة قطر، وحاصلة على درجة البكالوريوس في الهندسة الصناعية وهندسة النظم، ودرجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية. جاءتها فكرة تطوير نظام وطريقة مراقبة ضغط التقليدية بعد أن عايشت الصعوبات التي واجهها أفراد عائلتها في مراقبة ارتفاع ضغط الدم.

وتوضح شذى في تصريح صحافي عن الابتكار الذي قدمته: “ينتشر ارتفاع ضغط الدم بين أفراد عائلتي، ولذا ينتابني القلق من احتمالية استمرار زيادة الضغط الإضافي على الأوعية الدموية والقلب، والأعضاء الأخرى، من خطر تعرضهم لحالات صحية خطيرة قد تهدد حياتهم”.

وتضيف: “بدأت في التفكير في التطبيقات العملية لاختصاصي، لا سيما فيما يتعلق بصحة الناس وعافيتهم، ووجدت أن بإمكان قطاع الرعاية الصحية الاستفادة كثيرًا من استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في الرعاية اليومية للمرضى ومراقبتهم، لذلك اخترت الانتقال إلى هذا المجال”.

وتستطرد شذى: “شعرت أن قدري هو استخدام مهاراتي ومعارفي وشغفي لتطوير طريقة جديدة ومبتكرة لمراقبة ضغط الدم باستمرار، والتي بإمكانها توفير معلومات أكثر، مقارنة بالقراءات التقليدية، وذلك من خلال متابعة ضغط الدم نبض بنبض وتوفير أشكال موجية تقدم قراءات أعمق وأدق ويمكن أن تعزز العلاج الفعال لارتفاع ضغط الدم”.

جدير بالذكر أن مراقبة ضغط الدم المستمرة المقبولة طبياً لا تجري حاليًا إلا من خلال الأساليب طفيفة التوغل، وتستخدم غالبًا للحالات المرضية الحرجة في وحدات العناية المركزة. في المقابل، فإن المراقبة المستمرة لضغط الدم الذي يتحرك عبر الأوردة للمرضى الذين لا يعانون من حالة حرجة يمكن أن يمنح الأطباء نظرة أكثر دقة حول صحة القلب والأوعية الدموية. كما يتيح وضع خطط علاج وقائية أكثر فعالية للمساعدة في تجنب مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الخطيرة، مثل السكتات الدماغية.

تقول شذى: “لطالما شبهت جسم الإنسان بآلة متطورة جداً، والشرايين مثل أنابيب ذات خصائص محددة، وهنا أدركت أنه بإمكاني تحديد حالة الشريان عند اندفاع الدم من القلب عبره باستخدام تقنية دقيقة وشديدة الحساسية”.

يستخدم سوار قياس ضغط الدم المستمر الذي ابتكرته شذى مستشعرًا راداريًا، وتعتمد تقنية معالجة الإشارات الحديثة هذه على سلسلة من أصداء الموجات الميكروية التي تقيس وتحلل تأثير تدفق الدم عبر الشرايين. وتوفر الخوارزميات خصائص أدق ونظرة أعمق لقراءات ضغط الدم مقارنة بطرق المراقبة المتقطعة التقليدية.

كما يتصل هذا الجهاز بتطبيق للهواتف الذكية سهل الاستخدام ويعرض قراءة ضغط الدم في الوقت الفعلي حتى يتمكن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم من استخدامه في المنزل لتتبع البيانات ومشاركتها مع أطبائهم، وهذا بدوره سيمكن الطبيب من تكوين فهم أعمق لحالة القلب والأوعية الدموية للمريض وتقديم خطط علاجية فعالة. إضافة لما سبق، يمكن للحالات غير الحرجة في المستشفيات ارتداء السوار أيضًا كطريقة مراقبة مريحة ومن دون أي خطر مضاعفات.

تعلّق شذى: “هذا ابتكار قد يغير حياة الكثير من الناس” وتضيف: “بداخل كل مهندس حلّال مشاكل. حيث يقتضي واجبنا التوصل إلى حلول مبتكرة وتصميم أشياء تفيد البشرية. ويمكنني القول بفخر إن هذا ما فعلته بالضبط بالنسبة لعائلتي، ولملايين غيرهم”.

وحول توقعاتها من مشاركتها في برنامج نجوم العلوم، الذي تنظمه مؤسسة قطر، ترى شذى أن الخبرة التي اكتسبتها من هذا البرنامج هي بحد ذاتها جائزة وفوز حقيقي: “لقد كان تطوير هذا الابتكار في برنامج نجوم العلوم تجربة فريدة من نوعها. فقد قابلت خلالها أشخاصًا متميزين في هذا المجال وعملت معهم وتعلمت منهم. وقد حفّزني البرنامج لأبذل قصارى جهدي، وأن أعمل تحت الضغط لتحقيق نتائج ملموسة في زمن قصير. وتعلمت أن أكون مرنة ومثابرة. كما اختبرتُ طعم الفشل، لكنني تعلمت في المقابل أن كل حل خاطئ ما هو إلا خطوة تقربني من الحل الصحيح”.

وتختم شذى: “في نهاية المطاف، أكسبتني المشاركة في برنامج نجوم العلوم، لمؤسسة قطر، مصداقيةً وتعرفت إلى أشخاص مستعدين لدعم ابتكاراتي حتى بعد انتهاء المنافسة، لذلك أشعر أنني قد فزت بالفعل”.

ستبث الحلقة النهائية من الموسم الرابع عشر في 14 أكتوبر/ تشرين الثاني 2022.

باحثة ليبية طموحة

وتعد شذى بن نبية مبتكرة شغوفة تقضي غالبية وقتها في المختبرات، تبني وتختبر النماذج، وتُقدم على المنح الدراسية كلما سنحت لها الفرصة. المهندسة الليبية الشابة حاصلة على بكالوريوس في الهندسة الصناعية والنظم وماجستير في الهندسة الميكانيكية من جامعة قطر.

ولطالما اهتمت شذى بجسم الإنسان، الذي تعتبره أكثر الأجهزة الطبيعة تعقيدًا. وفي الواقع، كان أحد المشاريع المفضلة لديها في الجامعة مشروعًا ركز على تصميم ذراع اصطناعية كهربائية، تتضمنت أوتارًا صناعية يتم تشغيلها بواسطة محركات مؤازرة. لدى شذى شغف بابتكار تقنيات جديدة يمكن أن تساعد الناس من حولها وتساهم في تحسين حياتهم.

المتبكرة الليبية في المختبر

ويمكن القول بأن حبّ شذى للاختراع ولد معها، فقد نشأت وهي تشاهد برنامج نجوم العلوم من إطلاقه لأول مرة في عام 2009. وألهمها المخترعون العرب الشباب، وعززوا من إصرارها على المشاركة في البرنامج حين تجد الفكرة المناسبة، على أن تكون فكرة تثبت بأن المنطقة قادرة على تقديم تقنيات مذهلة للعالم بأسره.

3 مبتكرين يتنافسون على لقب نجوم العلوم”

ووصل برنامجُ نجوم العلوم محطِّته الأخيرة، ويستعرض أفضل ثلاثة مبتكرين اختراعاتهم في الحلقة النهائية، التي تبث الجمعة، وتحدد مداولات لجنة التحكيم والتصويت عبر مواقع الإنترنت، ترتيب المُتسابقين والحصة النهائية للجائزة الكبرى.

ويتنافس على اللقب ثلاثة مبتكرين، وهم شذى بن نبية الليبية، وسمية السيابية وهي عالمة أحياء بحرية عُمانية، ونور الدين الديري وهو طالب دكتوراه أردني في علم الأحياء لاضطرابات النمو العصبي.

وخاض المخترعون الثلاثة مراحل متواصلة مع اختراعاتهم، وتغطي قضايا مهمة في الاستدامة البيئيَّة والرعاية الصحية.

حانب من برنامج نجوم العلوم

“نجوم العلوم” 

يعد نجوم العلوم، برنامج تلفزيون الواقع التعليمي والترفيهي، وأطلق بمبادرة من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ويعتبر البرنامج الرائد في العالم العربي في مجال الابتكار. ويهدف البرنامج إلى دعم وتشجيع رواد الأعمال الطموحين في مجال العلوم والتكنولوجيا في المنطقة. كما يهدف إلى تمكين المبتكرين العرب من تطوير حلول تكنولوجية لمجتمعاتهم تعود بالنفع على صحة الناس، وأساليب حياتهم، وتساعدهم أيضًا في الحفاظ على البيئة.

ويقوم المتسابقون على مدار 12أسبوعاً ، بعرض الحلول التي توصلوا إليها، ومدى فعالياتها بدعم من فريق مؤلف من الخبراء يضمّ المهندسين ومطوري المنتجات، في سباق مع الوقت.

وتقوم لجنة من الخبراء بتقييم وإقصاء المشاريع في كل أسبوع ضمن عدة جولات من إثبات الفكرة ونمذجة المنتج واختباره ليبقى في نهاية المطاف 4 مرشحين يتأهلون لمرحلة التصفيات النهائية من أجل التنافس على اللقب والجائزة. ويتم تحديد الفائزين بناءً على قرار لجنة التحكيم وتصويت الجمهور عبر الإنترنت.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى