مصر

«رايتس ووتش» تطالب بردع مقاتلين موالين للجيش المصري

 عربي تريند_ قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن الجيش المصري والمسلحين الموالين للجيش، التي تقاتل فرع تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال سيناء في مصر، ارتكبت على ما يبدو خلال مواجهات حديثة إعدامات جديدة غير قانونية وخارج القضاء بحق مسلحين مشتبه بهم.
وأضافت: تُظهر فيديوهات وصور، يتم تداولها بشكل رئيسي في مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالميليشيات التابعة للجيش في يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين، ثلاثة إعدامات غير قانونية بحق رجال مقيدين أو جرحى محتجزين، بما ينتهك القانون الإنساني الدولي ويرقى إلى مصاف جرائم الحرب.
ودعت المنظمة السلطات المصرية لفتح تحقيق شفاف ونزيه في الانتهاكات المزعومة، ومعاقبة المسؤولين عنها بالشكل المناسب، نظرا لغياب المساءلة من طرف الحكومة المصرية على هذه الانتهاكات الجسيمة لسنوات عديدة.
وطالبت شركاء مصر بتعليق مساعداتهم الأمنية والعسكرية إلى أن تنتهي مثل هذه الانتهاكات ويُحاسَب الجناة.
وحللت المنظمة ثلاثة فيديوهات تتعلق بحادثتَي قتل نُشرت على صفحات «فيسبوك» و«تيك توك» تابعة لميليشيات موالية للجيش وأعضائها، بالإضافة إلى فيديو رابع، وثلاث صور مرتبطة بعملية القتل الثالثة قدمتها منظمة «مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان» الحقوقية المحلية.
كما تحققت من صحة الفيديوهات، التي تشير إلى أن عناصر من الميليشيات والجيش مسؤولون عن عمليات القتل.
وحسب التقرير، ظهرت الفيديوهات على الإنترنت لأول مرة بين 1 يوليو/تموز و19 أغسطس/آب الماضيين، وحددت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان ثلاث مناطق في شمال ووسط شمال سيناء ربما وقعت فيها أعمال القتل.

فيديوهات القتل

كما راجعت المنظمة وحللت عشرات الصور والفيديوهات التي نشرتها الجماعات المسلحة نفسها وغيرها من العناصر الذين يدّعون أنهم عناصر في هذه الجماعات على فيسبوك و«إنستغرام» و«تيليغرام» و«تويتر» وتيك توك. ويظهر عديد من الفيديوهات والصور عناصر الميليشيات المسلحين وهم في طريقهم إلى مواقع المعارك أو أثناء القتال.

بعد انتشار فيديوهات لإعدامات في شمال سيناء

وفي عديد من هذه الفيديوهات، «يبدو أن الميليشيات كانت مصحوبة بمركبة أو مروحية عسكرية واحدة أو أكثر وجنود وضباط بالزي الرسمي»، وفق المنظمة.
ونُشر فيديو مدته 18 ثانية لإحدى عمليات القتل في 19 أغسطس/آب على صفحة فيسبوك بعنوان «المريّح نيوز»، تشير على ما يبدو إلى قرية المريّح في بئر العبد وسط شمال سيناء. يقول النص الوحيد «النصر قريبا إن شاء الله». في الفيديو، يركع شاب يرتدي ثوبا تقليديا أبيض وبنطالا داكنا في منطقة صحراوية ويداه مقيدتان خلف ظهره، تبعا للتقرير.
ونشرت الصفحة نفسها على فيسبوك فيديو آخر مدته 32 ثانية في 17 أغسطس/آب بعنوان «تصفية تكفيري»، وهو مصطلح يستخدم لوصف عناصر «الدولة الإسلامية»، كما زودت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش، بالفيديو نفسه، دون الأغنية المضمنة في نسخة فيسبوك، وقالت إن النسخة أرسلت في مجموعة «واتساب» يديرها مقاتلون من الميليشيات في 16 أغسطس/آب.
وزادت: يُظهر الفيديو شابا، قد يكون طفلا مراهقا، ملقى على الأرض في منطقة صخرية في حالة شبه واعية. يبدو ملطخا بالدماء وفاقدا ذراعه اليمنى، على ما يبدو نتيجة قتال حديث. يستجوبه الجلاد الذي لا يظهر وجهه في الفيديو. يقول إن اسمه أنس وإنه من قبيلة التياها. بعد ذلك، أطلق الجلاد دفقة رصاصات من بندقية «كلاشنيكوف» حربية، ما أدى إلى مقتله فورا على ما يبدو.
وحسب التقرير: سُجلت جريمة القتل الثالثة غير القانونية في فيديو وصور فوتوغرافية لحقته، ويظهر في الفيديو رجل أسير يجلس في مركبة عسكرية ويتحدث إلى مجموعة من عناصر الميليشيات وجنود الجيش خارج السيارة، بعضهم يستخدمون هواتفهم لتصويره. وبعد ذلك، يظهر الأسير نفسه ميتا، ملطخا بالدماء الجافة، على الأرض في منطقة صحراوية.

إفلات من المساءلة

آدم كوغل، نائب مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «هيومن رايتس ووتش» قال: «تنشر الميليشيات التابعة للجيش في شمال سيناء المصرية الفيديوهات للتفاخر على ما يبدو بإعدام رجال مقيدين في الأسر. الإفلات المتفشي من المساءلة طوال العقد الماضي عن العمليات العسكرية في شمال سيناء، وهي بمجملها غير قانونية، شجع مثل هذه الفظائع.
وأضاف: على شركاء مصر الدوليين أن يربطوا بيع الأسلحة لمصر بالمساءلة وإنهاء الانتهاكات. عدم حديثهم علنا عن الفظائع المستمرة أو عدم اتخاذهم إجراءات ضدها يشجع بلا شك القوات الحكومية المصرية على ارتكاب جرائم حرب دون اكتراث.
واختتمت المنظمة تقريرها: منذ تموز/يوليو 2013، تصاعدت العمليات العسكرية المصرية في شمال سيناء ضد «ولاية سيناء»، الجماعة التي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية، وأصبحت المنطقة فعليا منطقة عسكرية مغلقة حيث يُحظر العمل على التقارير المستقلة المتعلقة بها. منذ منتصف عام 2020، فقد تنظيم «ولاية سيناء» على ما يبدو جزءا كبيرا من معقله في شمال سيناء، وتصاعدت عمليات الميليشيات التي يشرف عليها ويدعمها الجيش المصري في المناطق الصحراوية والجبلية للقضاء على مسلحي التنظيم المتبقين في مخابئهم.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى