رياضة تريند

كافالي: هذه خفايا اللقاء مع بنزيمة ولهذا السبب لم يلعب للجزائر

عربي تريند_ أدى المدير الفني الفرنسي جون ميشال كافالي زيارة عمل إلى تونس مؤخراً، للتفاوض مع مسؤولي بعض الفرق الأفريقية الذين طلبوا مقابلته، تزامناً مع اقتراب نهاية عقده مع منتخب النيجر، خلال شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.

وحلّ صاحب الخبرة الطويلة في الملاعب الأفريقية والعربية والأوروبية، جون ميشال كافالي، ضيفا على “العربي الجديد”، في حوار تحدث فيه عن كواليس تجربته في قيادة منتخب الجزائر بين سنتي 2006 و2007، وقصة النجم الفرنسي كريم بنزيمة، ورأيه في الفريق الحالي لكتيبة “محاربي الصحراء”.

هل كانت تجربتك مع الجزائر فاشلة؟

بالنسبة لي أعتبرها فاشلة، لأنني حضّرت جيدا ذلك الفريق، لقد كنّا في الصدارة طيلة التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أفريقيا 2008، قبل أن نخسر على أرضنا في المباراة الأخيرة ضد منتخب غينيا القوي جدا، قبل اللقاء فقدنا 6 لاعبين أساسيين منهم الحارس غاواوي ولم يكن لدينا بديلا له، لقد عاندني الحظ ولم نتأهل إلى النهائيات رغم احتلالنا المركز الثاني.

ما هي ذكرياتك عن مواجهتي البرازيل والأرجنتين؟

رغم عدم التأهل إلى مسابقة “كان”، تجرأت على مواجهة الأرجنتين والبرازيل وديا، وكان الجميع يخشى مواجهتهما، فقدمنا مستويات قوية جدا ومنذ ذلك الحين اتصل بنا كل المغتربين وأرادوا الانضمام إلينا، لأنهم لاحظوا أن الجزائر تطورت كثيرا، يمكن القول أن تلك الفترة كانت الانطلاقة الحقيقية لتجربة مزدوجي الجنسية في المنتخب الجزائري.

هل ندمت على تدريب الجزائر؟

ربما ندمت، لأنني عندما وصلت إلى منتخب الجزائر لم يكن أحد يرغب في قيادته، لقد نصحني المقربون مني بأن أتريث وأن أخرج بصورة جيدة في تجربتي الأولى مع المنتخبات، لكنني غامرت وقبلت المهمة، قبل ذلك خسرت الجزائر ضد نيجيريا بنتيجة (4-1)، وكان مستوى الفريق متواضعاً، لكن بعد مواجهة البرازيل، قلت لرئيس الاتحاد إن الجزائر جاهزة لكأس العالم، وهذا ما حدث بعد رحيلي ووصلوا إلى المونديال سنة 2010.

 إذن ماذا حدث حتى تترك تدريب الجزائر؟

لم أتعرض للإقالة، لقد تركوا لي الاختيار، لكنهم طلبوا مني أن يشاركني المدرب رابح سعدان قيادة الفريق، لم أقبل تماما اقتسام العمل مع مدرب آخر بعدما وصلت بهم إلى القمة، طلبوا مني أن أعطي الفرصة للاعبين المحليين، رفضت ذلك، لكنهم طبقوا هذه السياسة بعد رحيلي، وفي أول مباراة خسروا ضد السنغال 4-0، ثم عادوا إلى فريقي الذي يضم 20 محترفاً و5 محليين، فتأهلوا لكأس العالم.

هل ساهمت في اكتشاف لاعبين جزائريين؟

اكتشفت عدة لاعبين لم يكن الجزائريون أنفسهم يعرفونهم، مثل شادلي عمري وكريم مطمور ونذير بلحاج، لقد قمت بعمل كبير لضمان تأقلم هؤلاء اللاعبين مع أجواء المنتخب، وبصراحة فالجزائر عرفت بي في ذلك الوقت، وأنا فخور بتلك التجربة بها رغم كل شيء.

 ما هو الفرق بين جيل 2006 والمنتخب الحالي للجزائر؟

الفريق الذي دربته فيه لاعبون جيدون نعم، ولكن الفرق يتمثل في أن الجيل الحالي يضم عديد النجوم الذين يلعبون لأندية أوروبية بارزة مثل محرز وبن ناصر وفيغولي وكذلك مبولحي، إنهم يلعبون في مسابقات كبيرة كدوري الأبطال، لذلك أعتقد أن المنافسة في المستوى العالمي طورت كثيرا اللاعبين الجزائريين.

هل صحيح أنك عرضت على كريم بنزيمة اللعب لمنتخب الجزائر؟

نعم، كنت أول من التقى بكريم، تمكنت من مقابلته، فقد كان يلعب إلى جانب نجلي في الفئات السنية لأولمبيك ليون، لقد تحدثت معه في الموضوع قبل منتخب فرنسا نفسه، وشعرت حينها أنه فتى يعرف جيدا ماذا يفعل، بنزيمة لم يقم باختيار القلب، بل إن قراره كان محترفا بالأساس، وهو ما يفسر انضمامه لفرنسا.

 هل رفض بنزيمة اللعب لمنتخب الجزائر بشكل صريح؟

لم يقبل كريم اللعب للجزائر، ليس من أجل المال أو لأنه لا يحب الجزائر، هذا غير صحيح، عندما تحدثت معه شعرت بأنه يثق في أنه سيصبح بطلا لكأس العالم مع فرنسا وأفضل مهاجم في فرنسا وأوروبا والعالم، وهذا ما يحدث الآن، كريم حدد اختياره منذ الـ(18) من عمره، لقد كان واضحا منذ البداية.

هل يمكن القول إن اختيار فرنسا بدلا من الجزائر كان صائبا لبنزيمة؟

أولا، أريد أن أتوجه له بتحية خاصة، لأنه تعرض لأزمة كبيرة مع منتخب فرنسا كما تعلمون وتم استبعاده عن الفريق، لكنه لم يفقد الأمل، وأغلق على نفسه كل الأبواب واستغل الوقت للتدرب في بيته لتطوير مستواه، وأعتقد أن مجاورته كريستيانو رونالدو في ريال مدريد أفادته كثيرا، وهو ما ساعده على العمل في صمت طيلة فترة غيابه عن منتخب فرنسا، قبل أن يعود من بعيد ويثأر لنفسه، وأعتقد أنه كسب التحدي ونجح في اختياره.

 لماذا فشلت الجزائر حسب رأيك في الوصول إلى بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022؟

مع النيجر، واجهنا الجزائر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، لقد شعرت حينها أنهم دخلوا مرحلة الشك لأنهم فازوا علينا بصعوبة كبيرة على أرضهم، أعتقد أنهم اهتموا بالبحث عن إنجاز رمزي لا غير، وهو تحطيم الرقم القياسي لإيطاليا في عدد المباريات من دون هزيمة، كما أن تتويجهم بكأس أفريقيا سنة 2019 سلط الضغط على الجزائر، وبات الفريق مكبلا ويلعب دائما من أجل حتمية الفوز.

 ما رأيك في المدرب جمال بلماضي؟

طيب، أنا لا أعرفه كثيرا على المستوى المهني لأنه أصغر مني سنا، لكن أرى أنه نجح في مهمته لأنه توج بكأس أفريقيا، لقد استفاد من مجموعة اللاعبين المتميزين، لكن ذلك لم يكن كافياً، باريس سان جيرمان مثلا يضم نجوماً كباراً ولم يقدر على التتويج بدوري الأبطال، لذلك أعتقد أنه مدرب ناجح وتمكن من كتابة التاريخ مع منتخب بلاده.كرة عربية

 أين تصنف منتخب الجزائر حاليا على المستوى الأفريقي؟

أنا لا أعتبر أن الجزائر من بين الأفضل في أفريقيا فحسب، بل إنهم من بين أقوى المنتخبات في العالم، لديهم الفرصة بأن يحدثوا المفاجأة بهذا الفريق وأن يصلوا إلى الدور نصف النهائي في بطولة كأس العالم قريبا، يجب أن يحلموا بذلك، نظرا لنوعية اللاعبين الموجودين في هذا الفريق.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى