موريتانيا.. إنقاذ طفل حاصرته السيول أكثر من 20 ساعة وسط تعاطف وقلق كبير

عربي تريند_  أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الأحد، نجاح عملية إنقاذ طفل حاصرته السيول أكثر من 20 ساعة في سد بمدينة بو امديد (وسط البلاد).

وأشاد الرئيس الموريتاني في تغريدة عبر حسابه على “تويتر” بفرق الإنقاذ على جهودهم التي أدت إلى نجاح عملية الإنقاذ”.

وتمت عملية الإنقاذ صباح الأحد، عبر طائرة عسكرية، بعد أكثر من 20 ساعة من وجود الطفل بين السيول أعلى السد في بو امديد بولاية لعصابه وسط البلاد.

وشغلت قضية الطفل أحمد ولد هدي (11 عاما) الرأي العام في البلاد، وحظيت بتعاطف واسع، وتابع الكثيرون عمليات إنقاذ الطفل التي استمرت لساعات.

وعندما حل الظلام مساء السبت استخدم والد الطفل جهازا مكبرا الصوتٍ ليواصل نداءاته: “شبُّو لا تنم، نحن قريبون منك”.

وتعود الطفل السباحة مع أصحابه في مياه سد بومديد، حين يكون مستواها منخفضًا، فيصعدون على أساطين كسر السيول، ويقفزون في المياه المتجمعة داخل السد، لكن السيل القادم من المرتفعات المجاورة، والتي شهدت هذا المسوم أمطارا غير مسبوقة فاجأتهم حيث علق الطفل وصعد على إحدى اساطين السد.

وأكدت مصادر عائلية أن الطفل كان يتجاوب مع الأهالي بالإشارات لكنه تخلى عن ذلك وهو ما أثار قلق الجميع.

وتابع المدونون الموريتانيون حصار الطفل المدعو “شبو”، وتداولوا مقاطع فيديو قصيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحولت محنة الطفل لقضية وطنية.

المدونون سيسوا قضيته ووالده يناديه “لا تنم نحن قادمون إليك”

وكتب المدون الشهير إسماعيل يعقوب “عزيزي شبو، سأخلد قهرا إلى النوم فلتسامحني على ضعف قوتي وقلة حيلتي”.

وأضاف” كان علي أن أوفر لك مروحية وفرقة غطاسين مهرة في كل عاصمة مقاطعة على الأقل في فصل الخريف، سامحني فأنت إحدى عوراتي، وأنا الوطن الستيني الذي يهتم حتى الآن بقوة عمومية على حساب أخرى”.

وزاد “أرجوك تماسك فلم أعد أقدر على تحمل صور الظلام وتصور كيف تغالب قوة السيل من الخارج والجوع والجهد من الداخل، عزيزي شبو، أدعو من كل قلبي منجي يونس وموسى ونوح من اليم وظلمات القاع وخضم الطوفان أن يتولاك؛ أما أنا فغريق في دموعي وعرقي.. أرجوك سامحني”.

وانتهز خصوم النظام من المدونين هذه الحادثة ليوجهوا انتقادات للحكومة ولاتهامها بالتقصير والتراخي في الموضوع.

وأدى ذلك لإصدار وزارة الداخلية بيانا أكدت وزارة الداخلية “أن اجتماعا رفيع المستوى يضم قيادات الجيش الجوي والبحرية الوطنية والمندوبية العامة لتسيير الأزمات، منعقد منذ زوال السبت؛ من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة لإنقاذ الطفل العالق عند سد بومديد بسبب السيول”.

وذكرت الداخلية “أن طلائع فرق الإنقاذ وصلت في المكان، وأن الخطوات متقدمة ومتسارعة بهدف وصول باقي الفرق المتخصصة إلى السد”.

وأضافت أن الاجتماع مستمر لحين “اتخاذ أسرع وأنجع الإجراءات إلى غاية رد الولد إلى ذويه سالما معافى بحول الله”.