الجزائر تحضر لأكبر استعراض بمناسبة ستينية الاستقلال
عربي تريند_ حالة استنفار كبرى تشهدها العاصمة الجزائرية وشوارعها الكبرى، استعدادا لاحتفالات ضخمة ستقام بمناسبة ستينية الاستقلال عن المستعمر الفرنسي. وتريد السلطات الجزائرية من هذه الذكرى، وفق تصريحات المسؤولين، أن تكون مختلفة ومتميزة عن السابق، لإظهار الوفاء لشهداء الثورة.
لن تعيش العاصمة الجزائرية من اليوم إلى غاية 5 تموز/جويلية، نفس أجوائها العادية، فكل المصالح ستكون مسخرة للحدث الأكبر والأبرز لهذه السنة “ستينية الاستقلال”. وسيكون الجزائريون مدعوين لحضور احتفالات ضخمة، ستحتضنها كبرى الملاعب والمنشآت الثقافية بالعاصمة، كما سيستمتعون بعرض كبير للألعاب النارية والاستعراضات العسكرية.
ولإفساح المكان للحدث الأكبر، ستتوقف الحركة في أهم أوصال العاصمة، مع تنبيه المواطنين إلى مسالك أخرى ثانوية استثناء. وأعلنت مصالح الأمن، قائمة الطرقات التي ستغلق من منتصف ليل الفاتح جويلية إلى منتصف ليل السادس من جويلية، بما يرسم مخططا واضحا عن مكان الاحتفالات الرئيسي الذي يتوقع أن يكون بقرب المسجد الأعظم الذي يعد من أكبر إنجازات العاصمة المدشن حديثا.
في خضم اجواء عيد الاستقلال، ألهبت كلمة عميد النواب الفرنسيين جوزي غونزاليس خلال جلسة افتتاح البرلمان الفرنسي، والتي تحدث فيها عن حنينه لفترة الاستعمار، مشاعر الوطنية الجزائرية
وبالفعل، وضعت قرب المسجد مدرجات ينتظر أن تستوعب كبار المسؤولين والمدعوين من ضيوف الشرف الدوليين، لمشاهدة الاستعراض العسكري الذي سيقام على نهج جيش التحرير الوطني، وهو الطريق المحاذي للمسجد الأعظم والمقابل للبحر، في واحدة من أجمل مناطق العاصمة الجزائرية التي تم تهيئتها حديثا بحدائق ومنشآت للراحة والترفيه، يربطها جسر يعبر الطريق إلى المسجد ومئذنته الأطول في العالم.
وسيكون من أبرز ضيوف الجزائر، الرئيس الفلسطيني محمود عباس حسب ما صرح به سفير فلسطين لدى الجزائر فايز أبو عيطة لوكالة الأنباء الفلسطينية، حيث قال إنّ “مشاركة عباس للأشقاء في الجزائر بهذه الذكرى العظيمة، يؤكد عمق العلاقة التاريخية التي تربط البلدين”. وعادة ما يسقط الجزائريون كفاح بلادهم للتحرر من الاستعمار، على الوضع الفلسطيني الحالي. وكان الرجل الثاني في الجزائر صالح قوجيل، قد دعا الفصائل الفلسطينية للوحدة والاستلهام من التجربة الجزائرية في طرد الاحتلال.
وفي أجواء الاستعداد، لم يتوقف على مدار الأيام الأخيرة، أزيز الطائرات في سماء العاصمة. وفهم سكان مدينة الجزائر، أن الأمر يتعلق بتدريبات الطيران الحربي الجزائري استعدادا للاستعراض. وشوهدت في السماء أسراب من الطائرات العسكرية وهي تحلق على ارتفاعات منخفضة وتأخذ مسارات متماوجة، مقدمة للمشاهدين لحظات إثارة قبل الأوان للحفل المرتقب. وحتى سماء العاصمة، ستكون مفرغة للاستعراض، إذ صدر قرار بحظر الطيران المدني في مناطق معينة وتعديل جدول الرحلات، وفق ما نقله موقع النهار.
سيكون من أبرز ضيوف الجزائر، الرئيس الفلسطيني محمود عباس حسب ما صرح به سفير فلسطين لدى الجزائر
وعلى الطريق السيار شرق غرب الذي يمر بالعاصمة، وثّق رواد مواقع التواصل، لحظات مرور مواكب من عدة كيلومترات للعتاد العسكري الذي جيء به من مختلف النواحي العسكرية في البلاد للمشاركة في الاحتفالات، من شاحنات ودبابات وغير ذلك. وتمتلك وزارة الدفاع، فرقا خاصة بالاستعراض، دأبت على تقديم عروضها خلال احتفالات تخرج الضباط ومختلف المناسبات الوطنية الكبرى.
ولن يكون الاستعراض عسكريا فقط، فالجانب الفني الملحمي سيكون حاضرا بقوة، وفق المسؤولين. ووعد وزير المجاهدين (قدامى المحاربين الجزائريين) العيد ربيقة في تصريحات للإذاعة، بأن تكون ملحمة الاحتفال بستينية الاستقلال التي ستعرض ليلة الخامس جويلية بأوبرا الجزائر بمستوى علمي وأكاديمي وفني عالمي عالي وبتقنيات حديثة وتكنولوجيا الإبهار البصري مثل الهولوغرام، وستتناول كل المراحل التاريخية للجزائر من مرحلة ما قبل التاريخ مرورا بفجر التاريخ ومختلف الحقب الاخرى وصولا إلى الاستقلال، كما يتضمن السيناريو انجازات الجزائر المستقلة وتصور الجزائريين للمستقبل.
كما أعلن أيضا عن تنظيم حفل فني للعائلات والشباب، يوم الجمعة 1 جويلية بملعب 05 جويلية الأولمبي الأكبر في البلاد، تنشطه عديد الفرق الفنية، وسيكون منقولا على التلفزيون الجزائري. وفي ساحات الجزائر الكبرى، وضعت الشارة الرسمية للاحتفال التي تحمل شعار “تاريخ مجيد وعهد جديد”، والتي صمت بشكل إطار دائري من 60 نجمة يرمز إلى الاتحاد والوحدة الوطنية وسنوات الاستقلال، توجد بداخله صفحات كتاب ترمز إلى سجل الذاكرة الوطنية، وفق شرح وزير المجاهدين.
ليست لحظات ذكرى الاستقلال مناسبة احتفال فقط، فالمشهد السياسي شهد تحركات مكثفة في الفترة الأخيرة على وقع مبادرة لم الشمل التي أطلقها الرئيس الجزائري
وليست لحظات ذكرى الاستقلال مناسبة احتفال فقط، فالمشهد السياسي شهد تحركات مكثفة في الفترة الأخيرة على وقع مبادرة لم الشمل التي أطلقها الرئيس الجزائري. وجددت تشكيلات سياسية مثل حزب العمال في بيانه الأخير استغلال المناسبة لإطلاق سجناء الرأي. ويرتقب وفق سياسيين التقوا الرئيس أن يفرج عن المعتقلين لأسباب تتعلق بآرائهم أو منشوراتهم على فيسبوك، ما جعل عائلات السجناء تتمسك بأمل قوي في إنهاء معاناة أبنائهم.
وفي خضم اجواء عيد الاستقلال، ألهبت كلمة عميد النواب الفرنسيين جوزي غونزاليس خلال جلسة افتتاح البرلمان الفرنسي، والتي تحدث فيها عن حنينه لفترة الاستعمار، مشاعر الوطنية الجزائرية، واستنكر نشطاء وسياسيون كلامه الذي يعبر عن عدم تخلص قطاع من النخبة الفرنسية من أوهام الاستعمار.
ودعا عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم التي تمثل المعارضة في البرلمان، في السياق، إلى الاعتبار من هذه التصريحات، لمواصلة “معركة الجزائر”، حتى يتحقق، حسبه، الاستقلال التام عن فرنسا ثقافيا واقتصاديا وفي كل المجالات.