نيويورك تايمز: مصر ثاني أكبر متلق للدعم الأمريكي وتحتفظ بعلاقاتها الدافئة مع بوتين
عربي تريند_ نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا لفيفيان يي، قالت فيه إن مصر، حليفة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، تحتفظ بعلاقات دافئة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت إن منبر سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي الذي عقد يوم الجمعة، شهد خطابا ألقاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الحليف القديم لأمريكا وثاني أكبر مستقبل للمساعدات الأمريكية في العالم.
أوضحت الكاتبة أن مصر كانت شريكا مهما للولايات المتحدة منذ عام 1979، عندما قررت خرق الإجماع العربي ووقّعت اتفاقية سلام مع إسرائيل. وتعاملت الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع مصر كبلد استراتيجي قريب من إسرائيل، ويتحكم بقناة السويس، ومفتاح رئيس في الحفاظ على الاستقرار ومكافحة الإرهاب. وقدمت الولايات المتحدة مليارات الدولارات التي لم تحجبها إلا نادرا، عندما قررت هذا العام تعليق 130 مليون دولار من المساعدة بسبب القلق على حقوق الإنسان في ظل نظام السيسي.
وأقامت مصر علاقات صداقة مع روسيا قبل تحسن علاقاتها مع الولايات المتحدة بفترة طويلة ولا تزال تحتفظ بعلاقات جيدة معها. وقبل قبل الحرب في أوكرانيا، واصلت إلى 30% نسبة السياحة والحبوب التي أرسلتها روسيا إلى مصر. كما تبني موسكو مفاعلات نووية في مصر بكلفة 26 مليار دولار.
وحاول السيسي منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، موازنة علاقته مع البلدين، حيث شجب أفعال روسيا بالقوة التي طلبتها أمريكا. ورغم تصويت مصر في آذار/ مارس دعما لقرار الأمم المتحدة شجب العدوان الروسي على أوكرانيا وبضغط أمريكي، إلا أنها حوّطت خطابها من الحرب. واتصل السيسي مع بوتين مؤكدا التزام بلاده بالتعاون بعد تصويت الأمم المتحدة. وقالت القاهرة منذ شهور، إنها ستحضر مؤتمر سانت بطرسبرغ. وفي خطابه، أشار السيسي إلى الغزو الروسي بـ”الأزمة الروسية- الأوكرانية” وتجنب تحميل روسيا المسؤولية، وأن مصر تفضل “لغة الحوار والحلول الدبلوماسية”.
وتظهر استطلاعات الرأي، أن المصريين يميلون باتجاه روسيا، وعبّر الكثيرون عن سعادتهم لمواجهة روسيا الولايات المتحدة وحلفائها، وبنوا في ذلك على سخطهم لغزو أمريكا العراق، ودعمها المستمر لإسرائيل في نزاعها مع الفلسطينيين. وقالت الصحيفة إن محاولة لعب مصر دور المتفرج والمحايد لم تفت عن ملاحظة الولايات المتحدة التي عبّرت في الماضي عن عدم رضاها من العلاقات المصرية القريبة مع روسيا، وهددت بفرض عقوبات على مصر بسبب صفقاتها لشراء طائرات روسية. ولا يبدو واضحا فيما إن ضغطت واشنطن على السيسي لعدم الظهور في منتدى سانت بطرسبرغ.
فمن منظور مصر، فهي لا تستطيع تهميش أي من البلدين، خاصة في ظرف يواجه فيه اقتصادها أزمات وضغوط التضخم وسحب المستثمرين الاجانب استثماراتهم وتناقص مخزون الحبوب. وترى الولايات المتحدة وحلفاؤها أن الغزو الروسي هو المسؤول عن دمار الاقتصاد المصري. وبحسب سفير مجموعة الدول السبع في مصر: “بعيدا عما ينظر إليه المسؤولون الروس في تعاونهم مع مصر، فهم لا يستطيعون توضيح المعاناة التي سببها العدوان لمصر. لن يحجب هذا التداعيات المالية التي تسبب بها عدوان بوتين بما يهدد الازدهار وحياة المصريين”.