لوموند: أوكرانيا.. الدبلوماسية في طريق مسدود
قالت صحيفة “لوموند” في افتتاحيتها، إن إعلان الأخير لروسيا عن طرد عشرات الدبلوماسيين الإسبان والفرنسيين يؤكد أننا في وقت الحرب وليس الدبلوماسية في الصراع الذي أشعلته موسكو في أوكرانيا.
تم تقديم هذه الإجراءات الانتقامية كرد على عمليات طرد الموظفين الروس المتهمين بالانخراط في أنشطة تجسس من قبل هذه الدول الأوروبية نفسها منذ الساعات الأولى للهجوم الذي شنته روسيا على أوكرانيا. وهي تنتمي إلى ترسانة رمزية من التوترات. وكانت كييف قد أعلنت في اليوم السابق أن المفاوضات التي بدأها البلدان قد تم تعليقها إلى أجل غير مسمى بسبب الافتقار إلى آفاق مهمة.
وأضافت “لوموند” أننا في وقت الحرب؛ لأن الوضع على الجبهات الأوكرانية المختلفة لا يمكن إلا أن يعزز كلاً من المهاجم والمعتدي في رغبتهما في تحقيق توازن قوى أكثر ملاءمة لهما. لم يحبط القتال الأوكراني الهجوم الروسي الرئيسي على كييف فحسب، بل أتاح أيضا في الأيام الأخيرة تخفيف الخناق على مدينة خاركيف على الحدود مع روسيا.
فإعادة تنظيم القوات الروسية بعد الانسحاب من ضواحي العاصمة الأوكرانية لم يعقبه حتى الآن هجوم واسع مرعب على مناطق دونباس. في نهاية الحصار الرهيب، يمكن لروسيا، من ناحية أخرى، أن تدعي النصر على أنقاض ماريوبول وكذلك الحفاظ على مشروع توسيع هجومها على طول شواطئ البحر الأسود، وربما حتى ترانسنيستريا الانفصالية في مولدوفا.
وتابعت “لوموند” القول إن إعادة التوازن في القوات تستوجب على أي شخص يصرح بدعمه لأوكرانيا أن يعترف بأن الدفاع عن مصالحه سيكون أفضل بكثير إذا كان بإمكانه القتال بالوسائل الضرورية. فحتى الآن، أظهر حلفاء أوكرانيا وحدة لا تتزعزع تقريبا. ومن المسلّم به أن الفروق الدقيقة في الخطاب المستخدم على جانبي المحيط الأطلسي قد أثارت التكهنات حول الانقسامات المحتملة، لا سيما حول أهداف الحرب المقدر لها للأسف أن تستمر. ومع ذلك، قام وزراء خارجية مجموعة السبع بإجلائها في 14 مايو مع خريطة طريق واضحة.
من خلال تعهدهم “المطلق” بالاعتراف “بالحدود التي حاولت روسيا تغييرها من خلال العدوان العسكري” وتكرار “التزامهم بدعم سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم”، رسموا خطاً لا لبس فيه. ولن يتم النظر في أي شيء يتعلق بالبلد المهاجم بدونه. ويعكس ذكر شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا من جانب واحد في عام 2014 أيضا المسار الذي سلكته الحرب، على الرغم من أنها ربما ليست هدفا عسكريا كما هي.
واختتمت “لوموند” افتتاحيتها بالقول: “في نهاية ما يقرب من ثلاثة أشهر من الصراع الذي وصلت آثاره المدمرة في جميع أنحاء العالم، لا يوجد بديل، يجب أن نستمر في دعم أوكرانيا، وقبل كل شيء عسكريا، حتى تجد نفسها في أفضل وضع عندما يعود وقت الدبلوماسية في النهاية”.