العرب تريند

النظام السوري يتهم «قسد» بحصار مناطق سيطرته في الحسكة

 عربي تريند_ اتهم النظام السوري ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بتشديد حصارها على مركز مدينة الحسكة الذي تسيطر عليه قواته وحرمان المنطقة من المواد الغذائية والأساسية، حيث ذكرت وكالة النظام الرسمية «سانا» أن «قسد» أغلقت «كامل المداخل المؤدية إليه ومنعت دخول المواد الغذائية والطحين والمحروقات ما تسبب بتوقف العمل في المخابز وأزمة خانقة وخاصة مع زيادة الطلب على المواد خلال شهر رمضان المبارك».

حصار متبادل في الشيخ مقصود والقامشلي

ووفقاً لمصادر محلية، فإن ما تنفذه «قسد» هو رد بالمثل، إذ أن قوات النظام السوري تحاصر منذ 12 يوماً، حيي الشيخ مقصود والأشرفية التي تسيطر عليهما قوات سوريا الديمقراطية في مدينة حلب، وتمنع إدخال المواد الغذائية إلى الحيين.
وحول الأسباب التي أدت إلى هذا التصعيد بين الطرفين، ورغبة النظام السوري في إشعال التوتر من جديد، عزا عضو المجلس الوطني الكردي فؤاد عليكو، في حديث خاص بـ «القدس العربي»، الأسباب إلى رغبة النظام في اتخاذ خطوة استباقية تجاه «قسد»، حيث قال «بدأ يشعر بأن قسد تبتعد عنه وعن روسيا تدريجياً وتعزز تفاهماتها مع أمريكا أكثر فأكثر، ولم يعد هناك التواصل المطلوب كما كان في السابق، إضافة الى أن «قسد» احتفلت هذا العام بيوم الثورة السورية، وهذا يعني أن تقارباً بينها وبين المعارضة قد يحصل في المستقبل بناء على التوجهات الأمريكية وقد ينسحب ذلك إلى تفاهمات مع تركيا أيضاً، وبذلك سوف يتحقق للمعارضة ثقل كبير إقليمياً ودولياً وعلى الأرض، وأن حليفتها روسيا في صراع قوي مع أمريكا بسبب تدخلها في أوكرانيا، وهذا يعني بأن أمريكا قد تضغط على روسيا من سوريا أيضاً، لذلك لجأ إلى استباق ما قد يحدث».

قراءة حديثة

ومقابل ضغط النظام السوري على قسد عبر المناطق الرخوة عسكرياً والتي تعتمد على الدعم الروسي والتفاهم مع النظام كحي الشيخ مقصود والأشرفية وتل رفعت وريفها، لجأت قسد وفق عليكو إلى «التعامل بالمثل وذلك بالضغط على النظام في المناطق الرخوة للنظام في جيوب محافظة الحسكة و القامشلي».
وأدان المتحدث استخدام سياسة التجويع للمواطنين الذين لا ذنب لهم في هذه الصراعات السياسية، حيث اعتبر أن هذا العمل «مدان بكل المقاييس، لأن المواطن العادي هو الذي يدفع ثمن ذلك، لذلك يتطلب من النظام فك الحصار عن حيي شيخ مقصود والاشرفية فوراً لأنها البادئة في هذه السياسة على أن تتبع قسد ذلك مع إبقاء الصراع أو الاختلاف في الجانب السياسي بعيداً عن استخدام المواطنين وممارسة سياسة التجويع بحقهم».
وفي قراءة حديثة صدرت عن مركز جسور للدراسات، الاستراتيجية حول الأسباب المتوقّعة لهذا التصعيد بين الطرفين، رغم عدم وضوح السبب الحقيقي لمباشرة النظام بهذا الحصار المتبادل بين الطرفين، فقد وضع المصدر عدداً من الأسباب المتوقعة لهذا التصعيد بعد العودة إلى حالات التصعيد المتبادل المشابهة:
• تراكم الخلافات وتضارب المصالح بين الطرفين كالخلاف الناجم عن استمرار رفض «قسد» لإخلاء المباني التعليميّة لجامعة الفرات التابعة لحكومة النظام في محيط سجن الصناعة في مدينة الحسكة منذ سيطرتها عليها بعد حملة التمشيط التي قامت بها عقب هجوم تنظيم «داعش» على السجن، والذي يُهدّد باستمرار قدرة النظام على إدارة ملف خدميّ آخر في المحافظة وهو ملف التعليم العالي الذي يحتكره ويستخدمه كأداة لإظهار استمرار سيادته وقدرته على تقديم الخدمات.
• افتعال التصعيد من قبل «قسد» وتأجيجه لاحقاً كردّ على تزايد نشاط وتهديد الميليشيات التابعة لإيران لمصالح وقوات التحالف الدولي في محافظتي الحسكة ودير الزور من خلال استهداف القواعد العسكريّة التابعة لها من قبل هذه الميليشيات إضافةً لعمليات الاعتراض المتزايدة بشكل واضح للدوريات العسكريّة البريّة لهذه القوات من قبل قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني خاصةً في محيط مدينة القامشلي.

سيناريوهان

وتوقع مركز الدراسات بناءً على ما سبق، وبالنظر لمجريات التصعيد بين الطرفين والوساطة الروسيّة بينهما للحلّ؛ سيناريوهين الأكثر احتمالاً، وهما:
1. نجاح الوساطة الروسيّة في التهدئة والعودة للوضع الطبيعي بين الطرفين مع فكّ الحصار المتبادل بين الطرفين وحلّ المشاكل العالقة بينهما، خاصةً تلك المتعلقة بالمباني التعليميّة والأفران والمنشآت الخدميّة الأخرى.
2. استمرار التصعيد بين الطرفين وتطوّره وتكرار سيناريو اتفاق حيّ «طيّ» الذي رعته روسيا؛ عبر قيام «قسد» بإخراج ميليشيا الدفاع الوطني التابعة لإيران من حيّ «زنود» وبقيّة المناطق التي ما زالت تنتشر فيها داخل مدينة القامشلي ومحيطها القريب.
وحول مدى نجاح الوساطة الروسيّة وقدرتها على ضبط المشهد، وإعادة ترتيبه، اعتبر المصدر أنه «لن يكون بالسهولة المعهودة في حوادث سابقة مشابهة» وذلك نظراً للانخفاض المتوقّع لثقة «قسد» بها كطرف ضامن أمام النظام وانتهاكاته وتركيا التي لم تتوقف عن تنفيذ عمليات الاستهداف الجوي والبرّي لكوادر وقيادات «قسد» و»حزب العمال الكردستاني» دون أي ردّ فعل من روسيا، وفق المصدر.

حصار مطبق

وكانت قوات الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام السوري قد باشرت حصاراً مطبقاً على حيّ الشيخ مقصود والأشرفية التي تُسيطر عليهما قوات سوريا الديمقراطية في مدينة حلب، منذ بداية شهر نيسان/ أبريل 2022، حيث «منع حاجز الجزيرة والسكّة مرور الشاحنات التي تحمل مواد الطحين والمحروقات إلى الحيّين المذكورين؛ مما أدّى لاستهلاك المخازن الاحتياطية داخلهما ونفادها تماماً في 5 من الشهر ذاته».
بدورها، قامت «قسد» بالردّ بالمثل، لكن في شرق الفرات وتحديداً في مدينتي الحسكة والقامشلي، حيث بدأت حواجز قوات الأسايش التابعة لها بمنع وصول إمدادات الطحين إلى فرن «المساكن» في مدينة الحسكة، و»البعث» في مدينة القامشلي اللذين يتبعان للنظام. كما قامت بإغلاق عدّة طرق تصل إلى مطار القامشلي والمربع الأمني في مدينة القامشلي، إضافةً لتحشيد قواتها في المناطق المذكورة».

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى