مصر

مصر: نشطاء سياسيون يشبهون وفاة الخبير الاقتصادي أيمن هدهود بواقعتي «ريجيني وخالد سعيد»

 عربي تريند_ تواصلت ردود الأفعال على الوفاة الغامضة للخبير الاقتصادي المصري أيمن هدهود، وشبه نشطاء سياسيون وحقوقيون واقعة وفاة هدهود بواقعتي مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، والشاب خالد سعيد الذي مثل مقتله شرارة ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك بعد 30 عاماً من اعتلائه المنصب.
وكانت أسرة هدهود قالت إن أجهزة الأمن اقتحمت منزله وألقت القبض عليه في 6 فبراير/ شباط الماضي، وإنه ظل مختفياً قسلرياً حتى أبلغهم قسم الشرطة التابع له مسكنه أنه توفي في مستشفى الأمراض النفسية في العباسية.
في المقابل، نفت وزارة الداخلية المصرية ما وصفته بمزاعم اختفاء هدهود قسرياً». وقال المصدر إنه بتاريخ 6 فبراير/ شباط 2022 تبلغ من حارس أحد العقارات بمنطقة الزمالك بالقاهرة بتواجد المذكور داخل العقار ومحاولته كسر باب إحدى الشقق وإتيانه بتصرفات غير مسؤولة. وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية في حينه وإيداعه بأحد مستشفيات الأمراض النفسية بناءً على قرار النيابة العامة».
بيان وزارة الداخلية لم يلق قبول المعارضين والنشطاء السياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب الناشر هشام قاسم: «كما هو متوقع، بدأ الارتجال والتخبط، ببيان هزيل من وزارة الداخلية في صفحتها على الفيسبوك يدعي تواجد المذكور داخل العقار ومحاولته كسر باب إحدى الشقق وإتيانه بتصرفات غير مسؤولة، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية في حينه وإيداعه بأحد مستشفيات الأمراض النفسية بناءً على قرار النيابة العامة».
وأضاف: «وفقاً لما هو متاح من المعلومات لن تستطيع الوزارة تقديم المستندات الدالة على صحة ادعائها باتخاذ أي إجراءات قانونية، فلا توجد محاضر شرطة في قسم قصر النيل، والنيابة سبق أن أعلنت أنه لا توجد قرارات منها بإيداع أيمن هدهود مستشفى الأمراض النفسية، وتضارب تصريحات وغموض في سجلات المستشفى. لا يهم، كما لا تهم صورة الوزارة المتردية يوماً بعد يوم، المهم فقط توفير بضعة سطور لإعلام الأجهزة لتعميمها حرفياً، وفيما بعد يأتي الدور على برامج آكلي الجيف في الفضائيات، ما أشبه الليلة بالبارحة، لم يتعلموا شيئاً من درس خالد سعيد».
وكتب الحقوقي جمال عيد: «قالوا على جوليو ريجيني جاسوس، وقالوا على أيمن هدهود لص سيارات، قالوا على ريجيني مثلي، قالوا على أيمن كان يسرق شقة، محاولة تلطيخ السمعة تنشر رائحة تزكم الأنوف».
وأضاف: «زعموا أن 5 مواطنين قتلوا ريجيني، وقتلوهم حتى لا ينكشف الأمر، وكانوا سيدفنون أيمن في مقابر الصدقة، بعد وفاته بشهر».
وزاد: «عذبوا ريجيني وقتلوه كما لو كان مصرياً، وأيمن هدهود، مات مقهوراً مصرياً، ورموز مبارك في قصورهم خارج السجون، وشباب مصر، شباب الثورة في السجون للانتقام منهم وجعلهم عبره، سجناء، رهائن، أسرى، مختفين، مقتولين، منفيين، حال المؤمنين والمدافعين عن الديمقراطية في مصر».
الأكاديمي المصري تقادم الخطيب كتب: «الذي حدث مع أيمن هدهود مرعب بكل تفاصيله والطريقة البشعة اللي تم بها قتله، يذكرنا بمصير معارضين آخرين مثل الطبيب والبرلماني السابق مصطفى النجار الذي اختفى في ظروف غريبة، منذ سنوات».
وأضاف: «عندما قرأت خبر مقتل أيمن تذكرت ما كان يحدث في تشيلي تحت حكم الجنرال بينوشيه، أو في الأرجنتين تحت حكم الجنرال خورخيه فيدلا، في تلك الفترة كان هناك ما تُسمى «فرق الموت» التي كانت تختطف المعارضين السياسيين وتقتلهم داخل بلدانهم وخارجها. وكانت النتيجة قتل المئات منهم واختفاءهم».
وكانت أسرة هدهود، كشفت أمس أنها تمكنت من رؤية الجثمان في المستشفى، وأنه الجثمان كان به آثار كدمات وجروح، وأنها تمكنت من التقاط عدد من الصور للجثمان، قبل أن يجبرهم العاملون في المستشفى على إزالة الصور.
وتابعت الأسرة، أنها اكتشفت أنه كانت هناك محاولة لتجهيل الجثمان وأن هناك تصريح دفن سابقاً أصدر من النيابة للدفن في مدافن الصدقة، باعتباره مجهولاً، في حين أن أيمن كان مسجلاً باسمه في المستشفى كما كانت لديه أوراقه وقت اختفائه.
ويذكر أن أيمن هدهود خبير اقتصادي معروف وخريج الجامعة الأمريكية وعضو حزب الإصلاح والتنمية الذي يترأسه محمد أنور السادات عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ومنسق لجنة الحوار الدولي التي تتولى ملف التواصل مع الأجهزة الأمنية بشأن سجناء الرأي، ظل الغموض الشديد يحيط بظروف باعتقاله، وبعد مرور أيام من اختفائه سألت أسرته وزارة الداخلية من خلال بعض الأقارب والوسطاء، إلا أن الداخلية أنكرت معرفتها بمصيره في البداية.
وبعد أيام حضر أحد أمناء الشرطة إلى منزل أسرته وأبلغهم بتحفظ الأجهزة الأمنية عليه لكن دون تفاصيل عن أسباب اعتقاله أو مكانه بالتحديد أو ظروف اعتقاله واختفائه ليستمر الغموض والقلق على مصيره.
ومع استمرار البحث والسؤال في قسم شرطة الأميرية في القاهرة التابع له محل سكنه، علمت الأسرة أنه كان متواجداً في قسم شرطة الأميرية لأيام ثم احتجز في مبنى الأمن الوطني في الأميرية لاستجوابه والتحقيق معه، ثم تأكدت الأسرة من مصادر لها بوجوده في مستشفى الأمراض العقلية في العباسية.
وعند ذهاب شقيقه إلى المستشفى لزيارته، أنكرت المستشفى وجوده في البداية، ثم أقروا بالأمر بعد الحاح شديد، وأبلغ بأنه محتجز بأوامر من الداخلية تحت الملاحظة لمدة 45 يوماً، ولن يسمح بزيارته دون إذن من النائب العام والنيابة العامة.
وتوجهت أسرته إلى مكتب النائب العام لاستخراج تصريح بالزيارة، وقوبل الطلب بالرفض، وعدم إمكانية استخراج تصريح زيارة له، لأن أيمن هدهود ليس محبوساً على ذمة أي قضية. ورغم استمرار البحث في جميع نيابات القاهرة ونيابة أمن الدولة، إلا أن الإجابة ظلت واحدة وتتمثل في عدم وجود سجل جنائي في أي قضية، وبالتالي لم تتمكن الأسرة من استخراج تصريح بالزيارة.
وتقدمت الأسرة مرة أخرى ببلاغات إلى النائب العام المصري ووزارة الداخلية والمجلس القومي المصري لحقوق الإنسان لإعلامهم باختفائه والمطالبة بالكشف عن مصيره، لكن دون جدوى، حتى أعلنت أمس علمها بوفاته.
وأمرت النيابة العامة المصرية، بتشريح جثمان هدهود، لبيان ظروف الوفاة وأسبابها، وتأجيل الجنازة والدفن لحين الانتهاء من التشريح وتصريح النيابة بالدفن. ونفت السلطات المصرية، الأحد، صحة ما قالت إنها مزاعم باختفاء باحث اقتصادي قسرياً قبل الكشف عن وفاته.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى