العالم تريند

لوفيغارو: المفاوضات الروسية الأوكرانية تتقدم بشكل خجول وأردوغان يتموضع كوسيط

 قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن الأسلحة تستمر في أخذ الأسبقية في الحرب بين روسيا وأكرانيا، لكن الدبلوماسيين يشيرون إلى أن موسكو تركز الآن على دونباس، وأن كييف مستعدة للتخلي عن الانضمام إلى الناتو.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه منذ الأيام الأولى، رافقت الحرب الروسية في أوكرانيا مبادرات ومفاوضات دبلوماسية. ومنذ دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا، كان المجتمع الدولي يتساءل عن الوسائل الكفيلة بإيقاف هذا الصراع في أوروبا في أقرب وقت ممكن. في طليعة الجهود الدبلوماسية لتأمين وقف إطلاق النار وإطلاق المحادثات، اتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي عدة مرات في الأسبوع، فيما تموضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كوسيط بين كييف وموسكو.

حتى الآن، لم تقطع المفاوضات شوطا طويلا. فعلى الرغم من “التقدم” الذي رحب به الروس أو الأوكرانيون أحيانا، “فإنها خدمت الطرفين بشكل أساسي لكسب الوقت، وروسيا لإعادة تجميع قواتها وأوكرانيا لتسليح نفسها. في كل مرة، طلبت روسيا استسلاما من الأوكرانيين، وهو ما كان من المستحيل على كييف قبوله”، كما تنقل “لوفيغارو” عن مصدر دبلوماسي، متسائلة: “هل من المرجح أن تنجح المحادثات التي ستفتتح في اسطنبول؟”.

وتتابع “لوفيغارو” التوضيح أنه بعد إعلان القيادة الروسية في 25 مارس/آذار، عن تغيير “الهدف الرئيسي” لقواتها، والتي تجعل الآن “تحرير” حوض دونباس المنجمي من أولوياتها العسكرية. فبعد أكثر من شهر من الحرب، توقف الهجوم الروسي، ويبدو أن موسكو تخلت عن الاستيلاء على المدن الكبرى في البلاد. فشل الروس في دخول كييف والإطاحة بالنظام الأوكراني في بداية الهجوم، ويواجهون مقاومة شرسة في كل مكان، والمدينة الوحيدة التي تم احتلالها، خيرسون، تعرضت لهجوم مضاد أوكراني لمدة يومين.

من الناحية الواقعية -تقول “لوفيغارو”- أظهر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي “بالنسبة له كل كلمة أهم من طلقة المدفع”، أنه منفتح على المفاوضات منذ بداية الحرب. وسبق أن كرر أن بلاده مستعدة للتخلي عن انضمامها إلى حلف الناتو، الذي رفضه أعضاء الحلف في الوقت الحالي. وفي مقابلة مع وسائل إعلام روسية مستقلة، قال خلال عطلة نهاية الأسبوع، إن أوكرانيا مستعدة لمناقشة حيادها “بعمق. وما زال يتعين علينا الاتفاق على شروط هذا الوضع”. بالنسبة لموسكو، يعني الحياد سياسة خارجية تتماشى مع سياسة الكرملين. فالرئيس الأوكراني يريد إنقاذ التوجه الأوروبي الموالي لبلاده، كما يدعو إلى الحياد مع “ضمانات أمنية” قوية من دول ثالثة، وقابلة للاستفتاء.  وحذر من أنها  ”ليست ورقة على غرار مذكرة بودابست”.

للتذكير، في عام 1994، بعد حصول أوكرانيا على استقلالها عقب سقوط الاتحاد السوفياتي، وافقت كييف على التخلي عن ترسانتها النووية مقابل ضمانات لسلامة البلاد. تم التوقيع على الاتفاقية من قبل روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا. لقد اشتعلت النيران في عام 2014، عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم دون أي معارضة حقيقية من المجتمع الدولي. كما قال فولوديمير زيلينسكي إنه مستعد لتقديم ”حل وسط”  بشأن دونباس، لكنه أكد أيضا يوم الاثنين أن “سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا من أولويات المفاوضات”.

“الانفصال على الطريقة الكورية”

ومضت “لوفيغارو” إلى التوضيح أن الأوكرانيين يخشون من أن روسيا تحاول تقسيم بلادهم إلى قسمين. ويحذر رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، من أن موسكو يمكن أن “تفرض خطاً فاصلاً بين المناطق المحتلة وغير المحتلة، في محاولة لفصل على النمط الكوري”. وقد تعزز هذا الخوف بإعلان إجراء استفتاء “في المستقبل القريب” على الاتحاد مع روسيا في إقليم لوغانسك الانفصالي، الذي اعترفت موسكو باستقلاله.

وتساءلت “لوفيغارو”: “هل تأتي مفاوضات إسطنبول الروسية- الأوكرانية في وقت مبكر جدا من الحرب حتى يكون لها فرصة للنجاح؟ هل ضمنت روسيا مكاسب إقليمية كافية لتقديم تنازلات؟ إلى أي مدى يمكن أن يقدم فولوديمير زيلينسكي، الذي تجنب انهيار أوكرانيا ولكن ربما لن يكون قادرا على هزيمة الجيش الروسي، على تقديم تنازلات؟”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من عدم وجود نصر حاسم في متناول اليد على المدى القصير، سواء لموسكو أو كييف، فقد أكد الغرب بوضوح أنه لن يدخل الحرب وأن العقوبات الاقتصادية نادراً ما تؤدي إلى انهيار النظام. وعليه، فإن التفاوض من أجل  وقف إطلاق النار والتوصل ألى اتفاق سياسي وإقليمي يبدو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.  يبقى أن نرى متى سيكون الطرفان مستعدين حقاً لهذا الأمر”

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى