العرب تريند

قاطنو مخيم ضروان باليمن.. من ويلات الحرب إلى مرارة النزوح 

 عربي تريند_ نحو 450 أسرة يمنية نازحة باتت مهددة بالتشرد في شوارع صنعاء دون مأوى، بسبب مشكلات على أرض المخيم الذي فروا إليه قبل سنوات، خشية أن تطولهم القذائف والرصاص.
هذه الأسر تقطن حاليا في مخيم ضروان للنازحين الذي يقع في مديرية همدان بريف صنعاء (35 كلم شمالي العاصمة) ويخضع لإدارة الحوثيين.
تلك الأسر تركت منازلها بمناطق شمالي اليمن، منذ بداء النزاع قبل 7 سنوات، لتصل إلى هذا المخيم وتعيش فيه رغم افتقاره لأبسط أساسيات الحياة، كالمياه والغذاء، والملبس والدواء، وخيام تؤويهم وتعليم لأطفالهم.


وفي ظل غياب المنظمات الإنسانية عن المنطقة التي يتواجد بها المخيم، اشتدت معاناة النازحين ليزداد الأمر سوءا يوما بعد يوم، مع ضآلة الأمل في وقف الحرب قريبا والعودة إلى الديار ومصادر دخلهم من زراعة وتجارة وأعمال أخرى.
ووفق عدد من القاطنين بالمخيم، فإن المساعدات الإنسانية شبه غائبة عن المخيم ولا تصله إلا مرة واحدة كل عام، إن أتت.
حبيب علي (45 عاما) ترك منزله على المناطق الحدودية بمحافظة صعدة ليصل بأطفاله الخمسة وزوجته إلى خيمة صغيرة تتوسط المخيم، هربا من فواجع الحرب، وللنجاة من موت وشيك كان يحيط به وأطفاله، فارين بأجسادهم وتاركين كل ما يملكون وراءهم سوى ملابسهم التي يرتدونها.
ويقول حبيب: “بسبب كثافة الغارات على منطقتنا منذ الأسبوع الأول للحرب، لم نستطع البقاء هناك، وقمت بالفرار ليلا مع أطفالي إلى هذا المخيم الذي حظينا فيه بخيمة واحدة والقليل من الأثاث فقط”.


عائلة حبيب إحدى الأسر التي أفقدها النزاع كل مل تملك ووضعها في عوز دائم لفاعلي الخير، والمساعدات الإنسانية التي ينتظرونها طويلا دون أمل، غير أن أولاده الكبار مع زوجته يقومون كل يوم بالذهاب إلى السوق القريب من المخيم لتدبير بعض المال لشراء الخبز الذي يعيشون عليه.
في ذلك المخيم، قضت مئات العائلات سبع سنوات في عناء مستمر وكل ما انقضت سنة يبدو على أعين سكان المخيم اليأس الكبير من نهاية قريبة للحرب وتدشين معاناه أعظم وظرف أصعب ونقص للاحتياجات أوسع.
إلى جانب كل تلك الصعوبات والمعاناة التي تواجه النازحين، هناك حالياً تهديد آخر هو الأصعب من قبل أصحاب الأرض التي يقع فيها المخيم، حيث يواجهون ضغوطات مستمرة لترك الأرض مما يجعلهم عرضة لخطر أكبر في فقدان مكان يؤويهم.


ويشترك كل قاطني مخيم ضروان في المعاناة نفسها وكذلك بنفس التساؤل الذي لا تخلو خيمة منه، وهو إلى أين ستقودهم هذه الحرب؟ وإلى متى سيستمر الصراع الذي يعني مزيدا من التشرد؟
وفي 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الأمم المتحدة،ارتفاع عدد النازحين جراء الصراع في اليمن، إلى 4 ملايين و200 ألف شخص.
ومؤخرا، ناشدت الحكومة اليمنية المنظمات الأممية والدولية، إغاثة العديد من النازحين الذين يواجهون ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة، حيث معظمهم لا يملك مصدر دخل.‎

(الأناضول)

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى