تحذيرات إسرائيلية من ربط روسيا بين الاتفاق النووي والعقوبات عليها
حذرت تقديرات إسرائيلية من أن ربط روسيا بين التوصل للاتفاق النووي وإخراج التبادلات التجارية بينها وبين إيران من دائرة العقوبات التي فرضها عليها الغرب في أعقاب غزوها لأوكرانيا، يمكن أن يسمح لطهران بتطوير برنامجها النووي، وأن تتحول إلى دولة على حافة قدرات نووية.
وقال شموئيل مئير، رجل الاستخبارات الإسرائيلي السابق والباحث المتخصص في الشأن النووي، إنه يبدو للوهلة الأولى أن الخطوة الروسية تخدم مصالح إسرائيل، لأنها تحبط وتعيق التوصل لاتفاق نووي.
شموئيل مئير: الدعوات إلى أن يتم التوقيع على الاتفاق النووي بدون موافقة روسيا غير واقعية
إلا أن مئير حذر من أن هذه الخطوة يمكن أن تفضي إلى منح إيران المسوغات لمواصلة تطوير برنامجها النووي، وضمن ذلك مواصلة تخصيب اليورانيوم بنسبة كبيرة، في ظل تراخي منظومة التفتيش الدولي على المرافق الذرية النووية.
الاتفاق النووي ضحية حرب أوكرانيا
وفي تحليل نشرته اليوم الإثنين صحيفة “هآرتس”، لفت مئير إلى أن الاتفاق النووي بات “الضحية السياسية الأولى للحرب في أوكرانيا“.
وأشار إلى أن الخطوة الروسية جاءت بعدما تمكن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، من إحراز اتفاق مع الإيرانيين بشأن المرافق النووية التي لم تعلن عنها طهران، ووجد مفتشو الوكالة فيها مواد نووية.رصد
وحسب الباحث الإسرائيلي، فإن التوصل لاتفاق بشأن المرافق النووية غير المعلنة، كان سيسمح بالتوقيع على الاتفاق النووي بحلول منتصف مارس/آذار الحالي.
شرط لافروف جمّد مفاوضات فيينا
وأشار إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اشترط عملياً أن التقدم نحو التوقيع على الاتفاق النووي، باستثناء التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، وتحديداً في مجال النفط والتكنولوجيا بين بلاده وإيران من دائرة العقوبات التي فرضها الغرب بعد غزو أوكرانيا، أدى إلى تجميد مفاوضات فيينا، بعدما كانت النسخة النهائية للاتفاق النووي مطروحة للتوقيع، كما ذكر منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وحسب مئير، فإن الدعوات التي صدرت بأن يتم التوقيع على الاتفاق النووي، بدون موافقة روسيا غير واقعية، على اعتبار أنه بإمكانها التصويت ضده أثناء طرحه على مجلس الأمن.
وأوضح أن روسيا كان يفترض أن تلعب دوراً مركزياً في تطبيق الاتفاق، حيث كان من المفترض أن تنقل إلى أراضيها 3 أطنان من اليورانيوم الذي خصبته إيران بنسبة عالية، إلى جانب أن موسكو كانت ستتولى مهمة تفكيك أجهزة الطرد المركزي المتطورة، التي تخصب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة فما فوق.
وأعاد مئير للأذهان حقيقة أن الشرط الروسي جاء بعدما تمكنت إيران والولايات المتحدة من حل الخلافات الثنائية بينهما.
وأوضح أن إسرائيل لعبت دوراً مهماً في محاولات إحباط التوصل للاتفاق النووي. ولفت إلى أنها تقف وراء طرح قضية المرافق النووية الإيرانية غير المعلنة، فضلاً عن تهديدها بالعمل عسكرياً ضد طهران، ليس فقط لمنع تطويرها سلاحاً ذريًّا، بل أيضاً للحيلولة دون وصولها إلى مكانة دولة على عتبة قدرات نووية.
تأجيل الاتفاق النووي لعدة أشهر
وفي السياق، وحسب ما نقلته قناة “كان” الرسمية، الليلة الماضية، فإن أوساطاً رسمية في إسرائيل والغرب، قد حذرت من أن الخطوة الروسية يمكن أن تؤجل التوقيع على الاتفاق النووي عدة أشهر.
الخطوة الروسية يمكن أن تؤجل التوقيع على الاتفاق النووي عدة أشهر
وأشارت إلى أن هذا الأمر يعني منح إيران الفرصة لمواصلة تطوير برنامجها النووي، ما يجعل الاتفاق بدون قيمة عملية، ويمكن أن يمنح هذا الواقع طهران الفرصة للتقدم في مسارها لإنتاج قنبلة نووية.
وحسب القناة، فإن القوى المشاركة في مفاوضات فيينا تدرس أفكاراً لتجاوز روسيا، والتوقيع على الاتفاق النووي بدونها، مستدركة بأن تجاوز موسكو يتطلب المزيد من الوقت.