العالم تريند

ذي أتلانتك: بوتين اختار الحرب الأبدية وروسيا ستضطر لخوضها طالما بقي سيد الكرملين

عربي تريند_  قال توم نيكولز، المشارك في مجلة “ذي أتلانتك” إن خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المليء بالتنهدات والمظالم، يشير إلى اختياره الحرب والحرب الأبدية.

وقال الكاتب إن تقسيم بوتين لأوكرانيا هو تعدٍ على السلام العالمي. وأضاف أن بوتين شن حربا ضد أوكرانيا عام 2014، وها هو اليوم يعلن الحرب على النظام الدولي الذي ظهر قبل 30 عاما.

ويرى نيكولز أن مظهر المترنح بوتين وأثر خطابه الميت قاده للاعتقاد أن الرئيس الروسي ليس في حالة عقلية جيدة. ولم يكن مظهره يشي برئيس واثق من نفسه، بل مراهق وقع في مأزق ويدير عينيه على مراهقين لا يفهمون مدى قسوة العالم عليه. وبالطبع لا يملك المراهقون مئات الآلاف من الجنود والرؤوس النووية.

يرى نيكولز أن مظهر المترنح بوتين وأثر خطابه الميت قاده للاعتقاد أن الرئيس الروسي ليس في حالة عقلية جيدة. ولم يكن مظهره يشي برئيس واثق من نفسه، بل مراهق وقع في مأزق ويدير عينيه على مراهقين لا يفهمون مدى قسوة العالم عليه

وبعيدا عن أداء بوتين، فخطابه بدا في الكثير من بنوده “أحمقا” بحسب وصف الكاتب. وبدأ بوتين بدرس عن التاريخ والحنين لزمن الاتحاد السوفييتي وكيفية رسم قادته الحدود الداخلية مما أدى إلى خلق كابوس ديمغرافي. ولكن نقاش بوتين لم يكن عن محاولة حل الخلافات بين رعايا الاتحاد السوفييتي سابقا، بل اقترح أن أيا من الدول التي ظهرت من ركام الاتحاد السوفييتي لا تستحق صفة الدولة إلا روسيا.

وقال: “نتيجة للسياسة البلشفية ظهرت أوكرانيا الاتحاد السوفييتي والتي يمكن تسميتها ولسبب جيد أوكرانيا فلاديمير إيليتش لينين، فقد كان المؤلف والمعماري”. صحيح أن قادة الاتحاد السوفييتي هم من رسم حدود عام 1991، وصحيح أن هذا هو ما نطلق عليه اليوم الفيدرالية الروسية. ولكن بوتين ذهب أبعد من هذا عندما قال إن “أوكرانيا لم يكن لديها أبدا تقاليد لدولة حقيقية”. وبهذا المنطق التاريخي، فإن قلة من الدول الأوروبية أو في اي مكان آخر تستحق وصف الدولة.

ولم يكن إقحام بوتين للتاريخ إلا دعوة منه بأن موسكو والمرشد الأعلى للكرملين هو من يملك حق ملكية الدول السيادة أم لا. ولا تختلف مزاعم بوتين عن محاولة صدام حسين إعادة كتابة تاريخ الشرق الأوسط عندما حاول محو الكويت عن الخريطة. ومرة بعد الأخرى، ظل يعود بوتين إلى شمس الحقبة السوفييتية، واتهم  أوكرانيا بتطوير أسلحة نووية، وهو درس مأخوذ مباشرة من كتاب القادة الروس الذين كانوا يتهمون ألمانيا الغربية بتطوير السلاح لاستعادة أرضهم المسلوبة.

واتهم بيل كلينتون باحتقاره عندما سأل قبل 20 عاما إن كان من حق روسيا الانضمام لحلف الناتو، فالرئيس الذي يعرف المراوغة لا ينسى الإساءة. ثم اقترح بوتين بعد ذلك أن العقوبات الدولية هي “ابتزاز” وهي كلمة استخدمها إعلام الاتحاد السوفييتي كل يوم لوصف الغرب. وقال بوتين إن الهدف الوحيد من العقوبات هو “الحد من نمو روسيا، وسيفعلونها كما فعلوا من قبل، حتى بدون ذريعة”.

وهذا كلام فارغ، وفقا للكاتب؛ لأن بوتين يعرف السبب، أو أنه أصبح منفصلا عن الواقع بدرجة بات يصدق هذا الزعم.

ويرى نيكولز، أن بوتين لم يترك أي مساحة للتفاوض مع جو بايدن. وهو جاهز للعقوبات التي ستفرض بعيدا عما ستفعله روسيا. ويؤكد أن العداء الغربي لبلاده دائم. وباختصار، فقد بات بوتين يؤمن بالتقاليد الروسية القائمة على الرهاب من الآخر. وهي عقدة نقص تعطي موسكو الفرصة للزعم أنها منقذة للدول الأخرى وأنها ضحية مؤامرات كبرى. وهي دراما تعطي صورة عن قوة روسيا التي يخافها الآخرون وضعيفة لكي تكون مهددة.

أكد بوتين أنه يرفض قبول نتائج الحرب الباردة وسيواصل كفاحه لتفكيك نظام الأمن والسلام الأوروبي الذي ظهر بعد نهايتها. وهذه حرب بوتين الأبدية. فروسيا التي لاحقتها لعنة القيادة السيئة طوال تاريخها ستقاتل في هذه الحرب طالما بقي بوتين سيد الكرملين.

وفي هذه القصة لا يريد الغرب السلام والأمن بل تقويض روسيا. وبوتين يقدم نفسه كنبي محاصر يحاول تخريب الخطط الشريرة المرسومة ضد شعبه.

وبالعودة إلى عالم الحقيقة، فقد اعترف بوتين بانفصال إقليمي دونيستك ولوغانسك عن أوكرانيا مما يعني تقسيمها بشكل فعلي. واستقلال هاتين المنطقتين ليس كاملا؛ لأنهما تابعتان لروسيا، غرضه وضع نفسه كمحكم في مناطق الاتحاد السوفييتي بما فيها الدول الأعضاء في الناتو. وبعد دقائق من نهاية خطابه، أرسل قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا. ومن المحتمل أن يرتب الرئيس الروسي حادثا كما فعل في جورجيا يزعم فيه أن الأوكرانيين هم المعتدون، ويرسل القوات الروسية للدفاع عن الروس في أوكرانيا. وربما قادت عملية “الدفاع” تلك إلى شوارع كييف.

وطلب بوتين في خطابه من أوكرانيا وقف العدوان في هذه المناطق، وبعبارات أخرى، يجب على الحكومة الأوكرانية التوقف عن محاولة السيطرة على هذه المناطق، وحذّرها مسؤولية “سفك الدم”، وهذه ذريعة للحرب.

وأكد بوتين أنه يرفض قبول نتائج الحرب الباردة وسيواصل كفاحه لتفكيك نظام الأمن والسلام الأوروبي الذي ظهر بعد نهايتها. وهذه حرب بوتين الأبدية. فروسيا التي لاحقتها لعنة القيادة السيئة طوال تاريخها ستقاتل في هذه الحرب طالما بقي بوتين سيد الكرملين.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى