العالم تريند

فيلم «صراع» اللبناني يعالج جوزف خلّوف ويصالحه مع أبيه

بيروت – «القدس العربي»: يُسجّل للمخرج جوزف خلّوف صبره ومثابرته في الوصول إلى هدفه والنجاح بفتح القفل الذي كان مُحكماً حول شخصية والده «الشرس». أراد معرفة والده من خلاله، وليس عبر ما يُروى عنه. رغب عبر فيلمه الشخصي والخاص «صراع» أن يفك عقدة تلبّسته منذ الطفولة إنه صوت والده المرتفع الذي كان يرتجف منه. والنقزة الملازمة له من كل ضجيج أو صوت يخرج عن المألوف. شاب يبحث عن التصالح مع صوت والده وحضوره القاسي، اضافة إلى إماطة اللثام عن تاريخه العسكري في الحرب الأهلية. فهل يصبح الأب صفحة مفتوحة أمام الابن؟
«صراع» الفيلم الذي كتبه وأخرجه جوزف خلّوف شكل بالنسبة له نوعاً من العلاج، وتالياً المكاشفة مع الأب. ومن جهة أخرى ينضمّ هذا الفيلم إلى خانة الأفلام التي تحاكي الذاكرة. إنها ذاكرة الحرب اللبنانية تحديداً والتي لم تنتهِ فصولاً بعد. في هذا النوع من الأفلام والذي يبدأ من الشخصي والخاص، يُفتح الباب للمساءلة وإعادة النظر، ربما في مسار محدد لمجموعة متنوعة من البشر.
دون أقنعة ودون مواربة يواجه المخرج جوزف خلّوف، الولد الوحيد لوالديه، أباه المحارب السابق الذي شارك في الحرب الأهلية. يسأله ويكرر السؤال لماذا وكيف وبأي هدف حمل السلاح؟
يحمل جوزف خلّوف اسئلة اقلقته منذ الطفولة، يبحث عن اجابات لها من والده. شكلا يحمل هذا الأب المدعو جورج بنية قوية وضخمة، مدعومة بصيت لا يخفيه عن حمله السلاح لقتال الفلسطينيين. وإن كانت اسئلة المخرج – الطفل والشاب تفوق ال100، فإن الأقفال التي يحيط بها الأب نفسه تعادلها.
ولأن الإبن – المخرج يحدد مساره الفني والانساني «لست حيال فيلم وثائقي، بل حيال نوع من المصارحة بين ابن وابيه.. إنها مصارحة علاجية». ولأن جوزف خلّوف يريد أكل العنب وليس قتل الناطور، يستدرج والده إلى حلبته، رغم أن الأخير عبّر أكثر من مرّة بالقول «عصّبتني».
تتدحرج المكاشفة بين الطرفين، من الحرب والقتل إلى الطفولة المكبوتة، إلى «عقدة الذنب عندي عن ماضيك» يقول جوزف خلّوف لأبيه. والأب يدافع عن نفسه: لم أشارك بالإنتقام.. ضميري مرتاح».
بالعودة إلى منزل العائلة الذي باعه الجد لسداد ديونه تنطلق رحلة التعافي الجزئية، إنها الجذور الخالية من ملوثات الحرب. وبدخول مرحلة «الشطف» والمياه الجارية لمكان السكن الحالي، ربما تنزاح بعض من المتاريس التي انتصبت بين أب وابنه. يتراشقان بالماء، ويغتسلان من هموم وربما ذنوب. والأم تصور تلك المرحلة الختامية.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى