الإمارات

إسرائيل تدرس طلب الإمارات تزويدها بأنظمة دفاع جوي… وتعيّن ضابطا في منصب رسمي في البحرين

كشف مصدر إعلامي بريطاني، أمس الجمعة، أن الإمارات العربية المتحدة طلبت من إسرائيل تزويدها بأنظمة دفاع جوي، فيما وقع الطرفان مذكرة تفاهم تهدف إلى “تعزيز التعاون السياحي والاقتصادي” في إطار اتفاقية تطبيع العلاقات الموقعة بينهما.
ونقل موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن الكاتب والصحافي الإسرائيلي يوسي ميلمان قوله إنه في أعقاب الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة الأخيرة التي شنّتها جماعة الحوثي اليمنية على أبو ظبي لجأ حكام الإمارات إلى إسرائيل طلبا للمساعدة العسكرية.
وكان هجوم بطائرة مسيّرة وقع خلال الزيارة التي قام بها رئيس دولة الاحتلال إسحاق هرتسوغ إلى الإمارات الأسبوع الماضي.
وألمح ميلمان إلى أن المسؤولين الإماراتيين يهتمون اهتماما خاصا بالدفاعات الجوية الإسرائيلية مثل القبة الحديدية، ومقلاع داوود، وأنظمة الرادار.
وقال إن إسرائيل تدرس الطلب الإماراتي بنوع من التحفظ، معتبرة “ذلك أمرا خطيرا يجب التعامل معه بحذر”، إذ أن تزويد الإمارات بأنظمة دفاع جوي قد يضر بالتفوق التكنولوجي لتل أبيب وقد يثير غضب واشنطن.
وذكر أنه سيتعين على إسرائيل الموازنة بين رغبتها في بيع أسلحة في جميع أنحاء العالم والحاجة إلى حماية معداتها الحساسة محلية الصنع. وأضاف أن المعضلة الإسرائيلية تتمثل في كيفية الحفاظ على تفوقها التكنولوجي أثناء بيع صناعاتها العسكرية لشركاء استراتيجيين.
ولاحظ ميلمان أن هناك عقبة أخرى قد تكون أقوى، في طريق تسليم إسرائيل الدفاعات الجوية إلى منطقة الخليج وهي الولايات المتحدة التي تنظر إلى تلك المنطقة على أنها مجال اهتمامها ولها وجود عسكري وقواعد فيها.
وتبيع واشنطن لدول الخليج كل أنواع الأسلحة مثل المقاتلات “أف ـ 35″، والطائرات المسيّرة، وتكنولوجيا الاستخبارات، والمعدات البحرية، والبطاريات المضادة للطائرات. ومن هذا المنظور فإن الأمن الأمريكي لا يرغب في رؤية منافسة إسرائيلية في ميدان الشركات الحربية، كما يرى المصدر.
وأشار ميلمان إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) سهّل على مدى سنوات العلاقات السرية بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسعودية، وأدى ذلك إلى تعاون وثيق في ميدان تبادل المعلومات الاستخبارية ضد إيران، فضلا عن بيع معدات استخباراتية مثل برنامج التجسس “بيغاسوس”.
في الأثناء وقع الجانبان الإسرائيلي والإماراتي مذكرة تفاهم تهدف إلى “تعزيز التعاون السياحي ودعم العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي”.
وقع المذكرة أحمد الفلاسي وزير الدولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة ورئيس مجلس الإمارات للسياحة، ويوئيل رازفوزوف وزير السياحة الإسرائيلي الذي يزور الإمارات في إطار عمليات تطبيع العلاقات بين الجانبين.
وقال الفلاسي في بيان أمس الجمعة إن “المذكرة تأتي في ضوء اتفاق إبراهام للسلام وفي إطار تعزيز العلاقات والشراكات الاقتصادية بين البلدين في قطاعات واعدة والارتقاء بها إلى مستويات أرحب”. وأضاف: “سنعمل على تحقيق ربط أقوى في هذا القطاع الحيوي الذي يمثل جسراً رئيسياً لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين”.
وزير السياحة الإسرائيلي اعتبر مذكرة التفاهم “خطوة تاريخية مهمة في علاقاتنا مع دولة الإمارات، وندعو دول الخليج كافة إلى أن تحذو حذوها لنبني معاً واقعاً إقليمياً جديداً يقوم على الرخاء والأمن والاستقرار لشعوبنا، من خلال إقامة علاقات هادفة من شأنها أن تؤدي إلى فوائد اقتصادية كبيرة لأسواقنا وصناعاتنا السياحية”.
ويتبنى الجانبان، بموجب مذكرة التفاهم، إجراءات لتشجيع وتطوير السياحة وتعزيز التعاون بين مؤسسات الطرفين السياحية في كل من القطاعين العام والخاص، وتسهيل تبادل المعلومات المتعلقة بالسياحة والسفر بما في ذلك الفعاليات السياحية المخطط لها. ويشجع الجانبان التعاون القائم على تبادل المعرفة في السياحة ذات الاهتمام الخاص، بضمنها سياحة المغامرات، وسياحة الأعمال، والسياحة المستدامة، وسياحة الاستشفاء والاستجمام.
وسيعمل الجانبان على تطوير التعاون الفني في مجالات التعليم السياحي والتدريب المهني، وكذلك التعاون في الأنشطة التسويقية والترويجية، وتشجيع المشاركة المتبادلة في الفعاليات والمعارض السياحية في كلا البلدين، ومشاركة ممثلي القطاع الخاص في الفعاليات والمعارض السياحية.
ومنذ إبرام اتفاقية التطبيع مع دولة الاحتلال في واشنطن في أيلول/ سبتمبر عام 2020، وقع الطرفان على العديد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة، وزار رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ ورئيس وزرائها نفتالي بينيت أبو ظبي في شهري كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/ يناير الماضيين.
وفي سياق التطبيع كشفت القناة 13 العبرية ليل الخميس، عن تعيين دولة الاحتلال مسؤولا رفيعا في الجيش في منصب رسمي في البحرين. وأوضحت أن ضابطا بحريا سيتوجه إلى البحرين في الأسابيع المقبلة، دون أن تفصح عن هويته.
ولفتت إلى أن الاتفاق على هذه الخطوة تم خلال زيارة وزير جيش الاحتلال بيني غانتس للدولة الخليجية الأسبوع الماضي. وبهذه الخطوة يصبح هذا المسؤول أول ضابط إسرائيلي يعين بشكل ثابت في دولة عربية، خاصة دولة تقع بجوار إيران.
ونقلت عن متحدث باسم جيش الاحتلال قوله إن “الجيش يدرس باستمرار فرص تعميق التعاون العسكري مع دول المنطقة، وقبل هذه الخطوة لم يحدث أن وُضِع ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي في دولة أخرى”.
وأشارت القناة العبرية إلى توقع مسؤولين إسرائيليين بارزين أن تنحو بعض الدول الخليجية هذا المنحى مستقبلا.
يذكر أن الموقع الإلكتروني العبري “إسرائيل ديفنس” قال الأسبوع الماضي إن أحد الأهداف أو الأسباب الحقيقية وراء زيارة غانتس إلى البحرين هو تخصيص ميناء بحري هناك بهدف استغلاله أو استخدامه كقاعدة عمل لسلاح البحرية الإسرائيلية أمام إيران، بشراكة أو وساطة أمريكية وموافقة بحرينية.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى