العالم تريند

واشنطن بوست: بيغاسوس سلاح خارج عن السيطرة وليس رصيدا دبلوماسيا ويجب الحد من انتشاره

عربي تريند_ نشرت صحيفة “واشنطن بوست” افتتاحية حول برنامج التجسس بيغاسوس الذي أنتجته “أن أس أو غروب” الإسرائيلية، قائلة إن البرنامج الذي استخدم بدون قيود يجب عدم اعتباره رصيدا دبلوماسيا. وقالت فيها “عندما قررت الولايات المتحدة إدراج (أن أس أو غروب) على القائمة السوداء في العام الماضي، لم يكن المسؤولون يحرمون أنفسهم من وسيلة تساعد على التلصص، فقد كانت لديهم. وكما كشف تحقيق صحيفة “نيويورك تايمز” عن معرفة وحصول المسؤولين الأمريكيين عليه، فإن هناك حاجة لنظام يغطي تكنولوجيا الرقابة. واشترى مكتب التحقيقات الفدرالي نسخة من الأداة المعروفة باسم بيغاسوس عام 2019، حسب تحقيق “نيويورك تايمز”.

 وهناك دول عدة استخدمته ضد الصحافيين والمعارضين، بعدما سخرته السعودية لمراقبة الصحافي السعودي الذي كان كاتبا مشاركا في “واشنطن بوست” جمال خاشقجي والذي قتل لاحقا.

وقالت الصحيفة إن “أف بي أي” قرر في الصيف الماضي عدم استخدام النظام في الولايات المتحدة. وقد تفوق القلق القانوني لدى الجهاز على الميزة التي قدمها البرنامج وهي قدرته على اختراق الأجهزة المستهدفة بـ “نقرة صفر”، إلى جانب الكشف عن الانتهاك المستشري في استخدامه.

 وحسب “واشنطن بوست” كانت المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) قد دفعت مالا كي تتمكن جيبوتي من شراء بيغاسوس واستخدامه في مكافحة الإرهاب، متجاهلة سجلا في انتهاكات حقوق الإنسان في هذا البلد. واتخذ أف بي أي القرار الصحيح، مع أن البرنامج لا يزال مهملا في بناية تابعة للمكتب في نيوجرسي لو غير رأيه وقرر استخدامه. وما كان على الولايات المتحدة شراء هذا البرنامج في المقام الأول.

وقالت “واشنطن بوست” إن صحيفة “نيويورك تايمز” قدمت قصة معروفة عن أداة صممت لملاحقة الإرهابيين وتجار المخدرات، ولكنها خرجت عن السيطرة عندما وقعت في أيدي حكومات لم تكن مهتمة بالالتزام بالحدود القانونية واستخدمت لأغراض شريرة.

“أف بي أي” قرر في الصيف الماضي عدم استخدام النظام في الولايات المتحدة. وقد تفوق القلق القانوني لدى الجهاز على الميزة التي قدمها البرنامج وهي قدرته على اختراق الأجهزة المستهدفة

وقامت إسرائيل، في الوقت نفسه، بممارسة صلاحيات رخص التصدير ودمجته في استراتيجية الأمن القومي، كما تفعل مع تصدير السلاح التقليدي.

وكما لاحظت “نيويورك تايمز”، فقد غيرت دول مثل المكسيك وبنما مواقفهما واصطفتا مع إسرائيل في عمليات تصويت مهمة بالأمم المتحدة، كل هذا بعد حصولهما على برنامج بيغاسوس. كما أشارت إلى أن بيغاسوس لعب دورا مهما وحيويا في تأمين الدعم العربي للحملة الإسرائيلية ضد إيران  بل وحتى في التفاوض على اتفاقيات إبراهيم عام 2020. وبالنسبة لإسرائيل، فقد أصبح بيغاسوس رصيدا دبلوماسيا، ولكن التداعيات الأكبر هي خلق عالم أصبح فيه كل واحد تحت المراقبة.

وكشف التحقيق أن الولايات المتحدة أعربت عن “رغبة أكيدة” بامتلاك وسائل اختراق لمكافحة الجريمة التي صمم بيغاسوس من أجلها. كما أن الدول الأخرى لديها نفس الاهتمام، ويجب أن تتعرض هذه الحكومات للمحاسبة والتعهد بعدم السماح بتصدير أي برنامج تجسس لأي عميل لا يضع الشروط اللازمة لاستخدامه بناء على القانون أو من أي شركة لا تقوم بالتحقق من زبائنها.

وختمت “واشنطن بوست” بالقول إن برامج التجسس هي بالتأكيد سلاح، وهناك حاجة لمعاهدة تحكم بالسلاح بين الدول المكرسة نفسها للحريات المدنية من أجل وضع حد على انتشاره.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى