عون: لا سبب لتأجيل انتخابات لبنان ونريد أفضل العلاقات مع الدول العربية
عربي تريند_ زار الرئيس اللبناني ميشال عون، صباح اليوم السبت، دار الفتوى، حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وتداولا الأوضاع الراهنة والتطورات الأخيرة، في لقاء سبقه أمس خلوة بين دريان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، الذي أكد بعده أن لا مقاطعة سنية للانتخابات.
وأكد عون للمفتي دريان الدور الذي تلعبه الطائفة السنية في المحافظة على وحدة لبنان وتنوعه السياسي، وأهمية المشاركة مع سائر مكونات لبنان في الحياة الوطنية والسياسية، والاستحقاقات التي ترسم مستقبل لبنان وأبنائه.
وشدد عون على أن “لبنان اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تعاضد أبنائه والتفافهم حول دولتهم والمؤسسات الدستورية كافة”، مؤكداً أهمية التعاون بين جميع الأطراف والمكونات للخروج من الأزمة الراهنة، ولافتاً إلى “أننا نقوم بجميع التحضيرات اللازمة لإجراء الانتخابات في مواعيدها، وأنه لا يجد أي سبب لتأجيلها”.
وتطرق الحديث بين الرئيس اللبناني ومفتي الجمهورية إلى علاقات لبنان بالدول العربية الشقيقة، حيث “كان الرأي متفقاً على ضرورة إقامة أفضل العلاقات وأمتنها، وأن الأولوية تبقى للمحافظة على السلم الأهلي والاستقرار في البلاد”، وفق ما أكده عون.
وعُقد هذا اللقاء على ضوء التطورات السياسية التي خلفتها خطوة رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري باعتزال العمل السياسي، وبينما يتوجه وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب، اليوم السبت، إلى الكويت، للمشاركة في مؤتمر وزراء الخارجية العرب، ومعه الردّ اللبناني الرسمي على المبادرة التي قدّمها وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح للمسؤولين اللبنانيين خلال زيارته لبنان الأسبوع الماضي، وتضمنت شروطاً سعودية واضحة لإعادة تطبيع العلاقات مع لبنان تأتي في سياق “12 بنداً”.تقارير عربية
لقاء ميقاتي بمفتي الجمهورية: الانتخابات والرد على الشروط الخليجية
ويأتي الجواب اللبناني بناءً على مشاورات أجريت بشكل خاص بين الرئيس عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري، وقد صاغ ورقة الأجوبة وزير الخارجية، وأكد مصدر في قصر بعبدا لـ”العربي الجديد” أن “الجواب اللبناني يؤكد حرص لبنان على أفضل العلاقات مع الدول العربية، وخاصة الخليجية، والنأي بالنفس عن الصراعات الخارجية، والتزام لبنان باتفاق الطائف، والتشدد في الإجراءات الأمنية والتدابير والعمليات بهدف إحباط عمليات تهريب المخدرات، كذلك الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701 الصادر عام 2006 (يدعو إلى وقف العمليات القتالية بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي)، مع تأكيد لبنان أنه ملتزم بهذا التطبيق وتطرقه إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة”.
ويشير المصدر إلى أن “القرار 1559 يشكل موضوعاً حساساً في لبنان، والدول العربية والخليجية تعي ذلك، وسلاح “حزب الله” يلعب دوراً في لبنان مقاوماً للاحتلال الإسرائيلي، من هنا، فإن هذا المطلب يتطلب نقاشاً طويلاً ودرساً وتفاهماً لبنانياً، وسينقل وزير الخارجية وجهة نظر لبنان بهذا الإطار”.
هذه الأجواء لمّح إليها وزير الخارجية اللبناني أمس في تصريح له لـ”الجزيرة”، إذ أعطى الجواب اللبناني سلفاً حول سلاح “حزب الله” وموقع الحزب في لبنان، حيث شدد على أن “حزب الله هو حزب لبناني لا يهيمن على سياسة لبنان”، مؤكداً في المقابل أن هناك تشاوراً دائماً بين القيادات السياسية ومن ضمنها الحزب.
وقال بو حبيب إن بلاده مطمئنة إلى أنه سيكون هناك تجاوب مع الرد على المبادرة الكويتية، وأنها مهتمة بأن تكون العلاقة مع دول الخليج ممتازة، مشيراً إلى “أننا سنبدأ حواراً مع الأخوة في الكويت، ولكن يهمنا استقرار لبنان ووحدة الوطن”، مؤكداً أن القرارين 1559 و1701 سيأخذان وقتهما للتنفيذ.
وكان لبنان أمام تطور سياسي لافت أمس الجمعة، مع إعلان بهاء الحريري (الشقيق الأكبر لسعد) أنه سيواصل مسيرة والده رئيس الوزراء المغتال رفيق الحريري، وسوف يخوض معركة استرداد الوطن واستراد سيادة لبنان من محتليها، مؤكداً أنه سيكون في لبنان قريباً.أخبار
لبنان: بهاء الحريري يعلن دخول المعترك السياسي “لمواصلة مسيرة أبيه”
وأثار ظهور بهاء في مقطع مصوّر، شبّه بـ”فيديو الاستقالة الشهيرة الذي أطل فيه سعد الحريري من السعودية”، الكثير من ردود الفعل والصدمة في الشارع السني الموالي لرئيس “تيار المستقبل”، على الرغم من أن إعلان بهاء كان متوقعاً، ولا سيما بعدما قام، الخميس، بتعيين صافي كالو ممثلاً سياسياً له في لبنان، وتبعاً لدعمه في الفترة الماضية وتمويله حركة “سوا للبنان”، التي ستخوض المعركة الانتخابية المنتظرة في 15 مايو/أيار المقبل، ودخوله مجال الإعلام بمؤسسته “صوت بيروت إنترناشونال” التي ستكون الداعم الأكبر لحملته.
وشنّ مناصرو سعد الحريري أمس هجوماً كبيراً على بهاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، متهمين إياه بخيانة شقيقه ووالده معاً، وأن “من ليس وفياً لشقيقه لن يكون وفياً لبلده”، كما اعتبروا أن بهاء قد يكون السبب وراء تعليق سعد مشاركته في الحياة السياسية، مؤكدين أن الشخص الوحيد الذي يمثلهم هو سعد، وهو موقف كان لافتاً أيضاً صدوره عن شخصيات سياسية عدة في “تيار المستقبل”.
وكان رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط كشف، عام 2017، عن أن “صافي كالو عرض عليه طلب بهاء أن يتنازل سعد الحريري له كونه أقدر بالإمساك بالمرحلة”، وهو أمر عزز فرضية أن يكون بهاء، الذي لم ينتظر أياماً حتى أعلن خوضه المعركة، هو وراء خطوة سعد، ولا سيما بعدما تردد أيضاً أن كالو أوكلت إليه مهمة عقد اجتماعات مع قادة سياسيين لتعبيد طريق العودة والساحة السياسية أمام بهاء.