منوعات

“العلم يقرّبنا من الله”.. تصريح لمهندسة فضاء تونسية يجعلها عرضة للتنمر!

 عربي تريند_ رانيا التوكابري مهندسة فضاء تونسية أصبحت حديث الساعة في بلادها هذه الأيام بسبب تصريح، يتعلق بالعلاقة بين العلم والإيمان بالله، أثار انقساما واسعا بين التونسيين، وعرّض التوكابري لهجوم كبير وتعاطف واسع في آن واحد.
وخلال استضافتها قبل أيام في برنامج “تحت السور” على قناة “التاسعة” الخاصة، قالت التوكابري “العلم يقرّبنا دوما من الله، وهناك أشياء كثيرة مذكورة في القرآن يكتشفها العلماء الآن، وهذا ما اكتشفته شخصيا خلال عملي وعند قراءتي للقرآن، وخاصة الآيات التي تتحدث عن الكون والشمس والقمر والكواكب”.

وتشارك التوكابري في مشروع علمي دولي ينظمه مهندسون وعلماء في وكالة الفضاء الأوروبية كمركز تدريب رواد الفضاء التناظري، حيث تتم محاكاة مهمة رواد الفضاء على القمر في مختبر أبحاث معزول عن الوقت والضوء الطبيعي.
وأثار تصريحها الأخير انقساما حادا داخل تونس، حيث شكك البعض بشهاداتها العلمية، وعملها مع وكالة الفضاء الأوروبية، على اعتبار “عدم وجود أي مقال عنها في وسائل الإعلام الأوروبية”.

واعتبر آخرون أنها تدخلت في أمور تجهلها، وكان عليها الحديث فقط في مجال اختصاصها، وترك الأمور الدينية ومعرفة الخالق لرجال الدين.

وخاطبت الاعلامية صابرة العوني، التوكابري بقولها “أنت كعالمة فضاء لا يهمني رأيك الديني وعلاقتك بالله هي شأن خاص بك ولا يعنيني، كما أن العلماء لا يتحدثون بالشأن الديني”.

وردا على الحملة الكبيرة ضدها والتشكيك بكفاءتها العلمية، كتبت التوكابري على صفحتها في موقع فيسبوك (أزالت التدوينة لاحقا) “انا لست مطالبة بتبرير أي كلام قلته (…) المشروع (القرية القمرية، المحطة القمرية) انطلق منذ بضعة أشهر، واستلمت اول ملفاته الشهر الماضي. هذا مشروع في اول خطواته. كنت حريصة على كتابة الاشياء بكل دقة كي لا تختلط الأمور. وكالات الفضاء توكل المشاريع لشركات حكومية أو خاصة، كل واحدة مختصة في جزء. وانا اشتغل على مشاريع وكالة الفضاء (الأوروبية) ضمن القطاع الخاص ومع فريق وكالة الفضاء وليس فيها”.
وحول الاعتراض على ربطها بين العلم والإيمان بالله، قالت التوكابري “رأيي في أي موضوع هو يخصني وحدي ولا أحد له الحق في التدخل. وهو رأي شخصي في طور البحث، و لست بمؤثرة (في الرأي العام) ولا علاقة لي بالدين ولا السياسة ولا الميتافيزيقيا. لا تدخلوني في نقاشات لا علاقة لي بها”.

وتعاطف عدد كبير من التونسيين مع التوكابري إزاء الحملة التي تعرضت لها، حيث علق الإعلامي برهان بسيّس مقدم برنامج “تحت السور” على ما كتبته التوكابري بقوله “أردنا -من خلال استضافتها- توجيه رسالة للشباب التونسي أن ثمة أمل في النجاح عن طريق العمل والمثابرة في جميع المجالات، خاصة أن رانيا التوكابري تخرّجت من مدارس وجامعات تونس. لكنها تعرضت للتهجم والتشكيك بكفاءتها العلمية وانتقاد رأيها الشخصي”.
وخاطب التوكابري بقوله “أردت أن أقول لك: أعتذر لأني جعلتك تعيشين هذه التجربة القاسية عبر التعرف على جزء من شعبك العظيم الذي تحول إلى هندوس شمال أفريقيا اختصاصه تقديس بقرة الفشل المقدّس!”.
وعلق النائب السابق الصحبي بن فرج بقوله “هذا الشعب لا ينجح ولا يحب من ينجح!”، وأضاف القيادي السابق في حركة النهضة، محمد بن جماعة “كل التضامن مع رانيا. هذا مرض سرطاني ينخر في الكثير من التونسيين”.

وكتب الوزير السابق خالد شوكات “من فضل الله تعالى أن يسّر لي زيارة العالم الإسلامي بأسره تقريبا، من بنغلاديش وإندونيسيا شرقا إلى المغرب الأقصى غربا، ومن تتارستان في قلب روسيا الاتحادية شمالا إلى أفريقيا جنوب الصحراء جنوباً.. وأملك القول بأنّني لم أجد علاقة مرتبكة وعدائية ومشوّشة ومشكّكة بين “الحدثوت” والإسلام كما هو الحال في بلدي تونس..حتّى أن زعيمة التيّار الفاشي وبعض “الوطدوش” عندنا أكثر “إسلاموفوبيا” من “ماريان لوبان” و”ايريك زمور” و”خيرت فيلدزر” على حد قول أستاذنا الدكتور أحمد القديدي، وإلى درجة غربة الباحثة رانيا التوكابري في وطنها وبين أهلها لأنها قالت أن اشتغالها بعلم الفضاء قد قوّى إيمانها بالله”.
وتساءل بقوله “من زرع هذه الكراهية المرضية للدين في قلوب وعقول بعض التونسيين إلى درجة أن الإسلام أصبح برأيهم مرادفا للإرهاب، فيما أنصفه عدد كبير من العلماء والفلاسفة والمفكرين الغربيين وقالوا أنه دين حضارة وسلام وإسهام كبير في تاريخ الإنسانية؟”.
وأضاف “عقدة “احتقار الذات” لا شفاء لها مثلما أخبر قبل عقود الدكتور علي شريعتي في كتابه ذائع الصيت “العودة إلى الذات”. هذا الحدث سرّ هذه التبعية الثقافية والتخلُّف الحضاري والتردد العلمي والمعرفي. لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. وأخيرا أقول أنه ليس لهؤلاء صلة بالفكر الوطني الإصلاحي الذي أقام عليه آباء الحركة الوطنية الإصلاحية التونسية مشروعهم في التحرر واستكمال الاستقلال واللّحاق بالأمم المتقدمة”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها السجال في تونس حول العلاقة بين الدين والعلم، فقبل أشهر، أثارت دعوة وزارة الشؤون الدينية إلى إقامة صلاة الاستسقاء بعد تأخر تساقط الأمطار جدلا كبيرا، فبينما رد البعض انحباس الأمطار إلى “كثرة المعاصي”، اعتبر آخرون أن صلاة الاستسقاء هي “مجرد شعوذة” ولن تساهم في هطول الأمطار في البلاد.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى