منوعات

حملة لمنع عرض فيلم “أميرة” بعد اتهامه بالتشكيك في نسب أطفال الأسرى عبر “النطف المهربة”

عربي تريند_ لم يكن أحد من الفلسطينيين، وخاصة الأسرى الذين يواجهون ظلم السجان الإسرائيلي، ويبتكرون الوسائل لمقارعته، إما بأمعائهم الخاوية، أو بأطفال لهم يبصرون النور في سماء الحرية، عن طريق عملية تهريب لـ”النطف”، يجهل السجان الإسرائيلي معرفتها، أن قصص نجاحهم هذه، ستلاقي طعنات من السينما العربية، ليس من باب تجاهل هذه التحديات في أعمال درامية، بل بتحوير القصة دراميا، بشكل يسيء لنضالات الشعب الفلسطيني، كما حدث في فيلم “أميرة” الذي شاركت في إنتاجه عدة شركات عربية.

تشويه لإنجاز الأسرى
فقد أحدث هذا الفيلم الذي صور بالكامل في الأردن، ويتناول عملية تهريب “النطف” من داخل السجون، لتصل لعوائل الأسرى، حيث تتم بعدها تلقيح نساء الأسرى صناعيا، بإشراف أطباء مهرة، وبعلم عوائلهن، ضجة كبيرة، خاصة وأنه تجاهل تلك العملية النضالية، التي عمل الأسرى من ذوي المحكوميات العالية، على إنجازها بتكتيكات فاقت قدرات المخابرات الإسرائيلية على كشفها، ووضعها بشكل مسيء للأسرى وأبنائهم الأطفال الذين يطلق عليهم مصطلح “سفراء الحرية”.

وقد حاز الفيلم وهو من بطولة الممثلة الأردنية صبا مبارك والفلسطيني علي سليمان، بالإضافة إلى الوجه الجديد تارا عبود، ويخرجه المصري محمد دياب، على جوائز عدة، ويستعد حاليا للمشاركة بعد اختياره من الأردن، في مسابقة الأوسكار، حيث تدور أحداثه، حول مسألة حساسة بالنسبة للفلسطينيين، وهي عملية “تهريب النطف” من الأسرى، ليكون لهم أطفال خارج السجون.

لكن الفيلم تخلى عن تقديم قصته في إطار “دراما الصراع” مع الاحتلال، في إطار خدمة القضية الفلسطينية، حيث أن أحداثه تدور في قالب يخدم إسرائيل، ويناقش قضية الفتاة أميرة، التي تعيش حياتها، على اعتبار أنها ولدت من عملية تلقيح صناعي من نطفة مهربة من والدها الأسير في أحد سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتعيش حياتها وهي تفتخر بوالدها المناضل الفلسطيني الذي قاوم الاحتلال.

وضمن أحداث الفيلم تقوم هذه الفتاة بزيارة والدها في السجن برفقة والدتها التي تجسد شخصيتها الفنانة صبا مبارك، ليطلب والدها في تلك الزيارة من الوالدة أن تنجب طفلا جديدا عن طريق “النطف المهربة”، في البداية تأبى الأم، لكن في النهاية توافق على الطلب.

وبعد تهريب النطف بعملية معقدة، تنجح عملية التهريب، حسب الطرق التي يتبعها الفلسطينيون، لكن ما كان وقعه أشد من حد السيف على الفلسطينيين، هو تفجير الفيلم مفاجأة حين يعلن الأطباء أن النطفة التي استلموها هي لشخص عقيم لا يمكنه الإنجاب.

وفي الفيلم تقوم عائلة الزوج، ومعها أميرة، إلى الشكّ أولاً في سلوك الأم، لتبدأ عملية مطابقة للبصمة الوراثية مع جميع المحيطين بالزوجة، لكن من دون جدوى، ليتم الاكتشاف في النهاية أن النطفة التي هربت من قبل وأنجبت الطفلة أميرة، كانت لضابط مخابرات إسرائيلي.

وقد مثلت أحداث الفيلم إساءة كبيرة للفلسطينيين وعوائل الأسرى التي أنجبت أطفالا عن “النطف المهربة“، حيث زاد عدد هؤلاء الأطفال قبل أيام قليلة عن الـ100 طفل، بعد أن أنجبت سيدة من قطاع غزة توأما من الذكور، حيث عمل الفيلم على التشكيك في نسب الأطفال، فيما يسعى صناعه إلى عرضه في مهرجانات عالمية جديدة، بما يشكل “طعنة” قاتلة في ظهر الحركة الأسيرة التي تعاني من ظلم السجان وعتمة الزنازين والتعذيب الممنهج.

يخدم الاحتلال
وقوبل الفيلم بانتقاد من الجهات التي ترعى أوضاع الأسرى، وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، إنه بصدد إعداد مذكرة فلسطينية لنقاشها مع الأردنيين بالخصوص، لأن الفيلم فيه إساءة للأسرى الفلسطينيين ويشكك في النطف المحررة.

وأوضح أن هناك فتوى شرعية في مسألة النطف المحررة، التي تجري بإشراف ذوي الزوج (الأسير) والزوجة، وأكد أنه لا يمكن أن تكون هناك أي شكوك بخصوص النطف المحررة بسبب الإشراف الكبير عليها، مضيفا: “خاطبنا أعلى المستويات في الأردن وسيكون لنا موقفنا بهذا الشأن”.

كما استنكرت الهيئة في غزة قصة هذا العمل، وقالت إنه يطرح قضية تهريب النطف “بشكل مسيء ومهين”، وطالبت بسحب هذا العمل فوراً، وتقديم اعتذار عن هذه الإساءة للأسرى.

وكان رئيس نادي الأسير، قدورة فارس، قال إن فيلم “أميرة”، “يخدم الاحتلال الإسرائيلي وروايته ضد الأسرى”، وأدان في تصريحات صحافية استغلال هذه القضية، التي تُعتبر إنجازاً فلسطينياً لم يحدث في التاريخ إلا في فلسطين، “طريقة مرضية لغايات تسويقية” وأضاف “سيكون لنا موقفنا في هذا الخصوص”، لافتا إلى أنه تمت مخاطبة وزارتي الثقافة والخارجية ورئاسة الوزراء وهيئة شؤون الأسرى والهيئة العليا، وتابع “ستكون لنا مجموعة من الخطوات ضد هذا الفيلم”.

من جهته قال مكتب إعلام الأسرى “إن ما تناوله الفيلم بهذا الأسلوب وهذا المستوى من الهبوط الفكري، والسلوك الذميم، والتوظيف السيئ للفن والإعلام في التعامل مع قضية نطف الأسرى المهربة، لا يخدم سوى الاحتلال ولا يسيء إلا لصاحبه”، مطالبا جهات الرقابة الرسمية بعدم السماح بعرض الفيلم “لما يحمله من إساءة وتشوية ودس السم في العسل”.

حملة لمنع ترشحه للأوسكار
ورفضا لهذا العمل السينمائي، وترشحه للمشاركة في مهرجان الأوسكار، أطلق الفلسطينيون حملة إلكترونية، طالبت الأردن بسحب ترشيحها، كما دعت نقابة الفنانين الأردنيين إلى اتخاذ المقتضى القانوني بحق من شاركوا به، بسبب الإساءة التي حدثت للشعب الفلسطيني ونضالاته.

وانطلقت الحملة إلكترونية تحت وسم #اسحبوافيلمأميرة، وعبر المشاركون فيها عن غضبهم بسبب اختيار الأردن هذا الفيلم، للمنافسة على جائرة الأفلام الطويلة الدولية لسنة 2022، كون أن حبكته الدرامية لا تمت للواقع بصلة، ويقدم خدمة كبيرة للاحتلال، الذي يعمل جاهدا على وقف عمليات “تهريب النطف”، ولا يزال يفشل فشلا ذريعا في هذا الجانب.

حملة إلكترونية لسحب ترشحه لـ”الأوسكار” وغضب واسع على صناع هذا العمل

والمعروف أن عملية تهريب النطف تخضع لعمليات تحليل طبية، بإشراف فريق طبي على مستوى عال، وتكون فيها نسبة الخطأ صفرا.

وكانت قد نقلت وسائل إعلام فلسطينية في وقت سابق الأربعاء تصريحا عن قدري أبو بكر، ذكر فيه أن الأردن أبلغهم “شفهيا” بإيقاف فيلم (أميرة) المسيء لقضية (النطف المهربة) المتعلقة بالأسرى.

وأضاف أبو بكر: “تم إبلاغنا بشكل شفهي، ونحن نريد أن يكون القرار بشكل عملي بإيقافه وتعديل الفقرات المسيئة داخل الفيلم، ولكن إذا بقي الفيلم كما هو فنحن ضد نشره ولن نسمح بنشره في فلسطين”.

ولكن أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري، نفى صدور قرار من الوزيرة هيفاء النجار فيما يخص منع عرض فلم “أميرة”.

وقال البراري لموقع “عمون” المحلي الأربعاء، إن وزارة الثقافة ليست الجهة المختصة أو المخولة بمنع أي فلم أو إعطاء إجازة العرض، مشيرا إلى أن هيئة الإعلام المرئي والمسموع والهيئة الملكية للأفلام هما الجهتان المختصتان في هذا الجانب.

الفيلم خيالي روائي وليس وثائقيا
ومن جانبها، أعلنت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، أن فيلم “أميرة”، خيالي روائي وليس وثائقيا، واختيار أسلوب رواية القصة وسرد الأحداث يعود إلى طاقم العمل من الإخراج والتأليف والإنتاج.

وأشارت، في توضيح بشأن تقديم الفيلم إلى جوائز الأوسكار لعام 2022 لتمثيل الأردن، إلى أن “دور الهيئة الملكية للأفلام في الإعلان عن فتح باب التقديم للأفلام الطويلة للترشح لجوائز الأوسكار واستلام الأفلام وتنظيم سير العملية، إضافة إلى تشكيل لجنة مستقلة من خبراء معنيين بقطاع المرئي والمسموع”.

وتابعت: “وقع اختيار اللجنة على فيلم “أميرة” من بين عدد من الأفلام المتقدمة الأخرى”.

ويذكر أن هذا الفيلم جرى عرضه في أكثر من دار سينمائية، وحصل على أحد الجوائز الإسبانية، الخاصة بصناعة السينما، وكانت الفنانة صبا مبارك كتبت على حسابها على “تويتر” مع بدء عرض الفيلم في سبتمبر الماضي “على الطريق لافتتاح فيلم أميرة، من أكثر اللحظات الي رح اتذكرها، صح مبينة مسترخية بس كنت خايفة ومتحمسة وقلبي بيدق بسرعة كتير، ردود الأفعال عالفيلم كانت خيالية”.

والجدير ذكره أن الأسير عمار الزبن المعتقل منذ عام 1998 خاض أول تجربة بإنجاب أول مولود عبر تلك النطف في العام 2012، قبل أن ينجح مجددا في إنجاب مولوده الثاني صلاح الدين في عام 2014، ليزداد العدد بعدها، ويرتفع مع إنجاب زوجة الأسير ناهض حميد من غزة توأم الأطفال قبل أيام، إلى 101 طفل، يوصفون بـ”سفراء الحرية”.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى