مصر

جدل بين مؤيدي ورافضي تعددّ الزوجات على صفحة دار الإفتاء المصرية

عربي تريند_ تحولت صفحة دار الإفتاء المصرية، إلى ساحة جدل، حول تعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية، خصوصا وأن الدار نشرت فتوى، قالت فيها إن «الأصل في الشريعة الإسلامية الزواج بواحدة وليس التعدد، وإنَّما أُبيح للرجل الزواج مرة أخرى على خلاف الأصل عند الحاجة».
وأضافت الدار في فتواها: «من المعلوم أن الإسلام لم يأت بتعدد الزوجات، بل جاء بالحدَّ منه؛ حيث كان شائعًا في الجاهلية تزوج الرجل بما شاء من النساء دون تقيُّد بعدد معين، ومن المعلوم أنه لم يرد في القرآن أو السنة ما يدل على أنه يجب على من تزوج واحدة أن يتزوج بأخرى». وتابعت: «إنَّما أُبيح للرجل الزواج مرة أخرى على خلاف الأصل عند الحاجة؛ لما فيه من المنافع، فتعدد الزوجات ليس مقصودًا لذاته؛ ولذلك نص الجمهور على استحباب الاقتصار على زوجة واحدة عند خوف الجور في الزيادة استنادًا لقول الله تعالى: «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً»، وكذلك في خصوص الزوجة التي أنجب الرجل منها الذرية؛ لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم».
واختتمت الدار منشورها: «الأصل في الشريعة الإسلامية الزواج بواحدة وليس التعدد».
وهاجم عدد من متابعي صفحة دار الإفتاء على «فيسبوك» الفتوى، واعتبروها لا تمثل صحيح الإسلام.
وكتب محمد مصطفى: «سيدنا أبو بكر الصديق تزوج 5 وسيدنا عثمان بن عفان تزوج 8 وسيدنا علي بن أي طالب، تزوج بنت رسول الله وتزوج بعدها وعدد زوجاته كان 9 زوجات».
وكتب مصطفى عمر: «مع كل الاحترام للدار الموقرة، ولكن الحديث عن التعدد ظهر مع زواج رياضي مشهور بزوجة جديدة، ولم نجد حديثا عن التعري عندما ظهر مهرجان مشهور ارتدت فيه بعض الحاضرات ملابس شبه عارية، وإن كان الرد هو أن حكم التعري هو معلوم من الدين من الضرورة، فلماذا لا يتم تكراره والتأكيد عليه كما هو الحال في مناسبات المولد النبوي وعيد الأم وغيره». وزاد: «كما أنه لم نجد حديثا عن حكم الإساءة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعقوبة المسيء من الناحية الشرعية عندما أثير الحديث حول إساءة أحد الأشخاص للنبي الكريم مع كامل الاحترام للدار الموقرة».
وواصل: «كما أننا نرى الحديث عن حكم التعدد فيه خلاف بين علماء مصر وعلماء السعودية أنفسهم، فها هو الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء يقول بعكس ما تقوله دار الإفتاء المصرية مع جزم دار الإفتاء الموقرة بالرأي الذي ذهبت إليه وجزم الشيخ صالح الفوزان بالرأي الذي ذهب إليه، فالناس في حقيقة الأمر يصيبها الحيرة والذهول من هذا الخلاف في كثير من الآراء الفقهية بين علماء مصر وعلماء المملكة».
لم يقتصر الجدل على الرجال، فدافعت سيدات عن التعدد، وكتبت نادية منصور: «الأصل هو التعدد أسوة برسول الله لو إمكانيات الرجل ماديا ونفسيا وجسديا تسمح وإلا فواحدة».
وأضافت: «في هذا الزمن، الزواج من واحدة أصبح عبئا ماديا ثقيلا لا يتحمله كثيرون».
في المقابل دافع آخرون عن الفتوى، وأكدوا رفض فكرة التعدد، وكتب عبد الهادي أبو ستيت مثلا: «لو كان التعدد هو الأصل لاختار الله سبحانه وتعالى لآدم أكثر من زوجة ليكون التعدد من سنن الفطرة».
وتجدد في مصر خلال الأيام الماضية الجدل بشأن تعدد الزوجات، بعد انتشار زواج لاعب كمال الأجسام المصري، ممدوح السبيعي، الشهير بـ «بيغ رامي» على زوجته.
كان مبروك عطية، أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر، قد أشار إلى أن «الرجل مباح له في الإسلام الثانية والثالثة والرابعة، وهذا لا حرج فيه شرعا، طالما كان قادرا على النفقة عليهن».
ولفت إلى أن «الدين أباح التعدد في الزوجات للرجل، وليس للمرأة الحق في منع الرجل من الزواج بامرأة ثانية» مشيرا إلى أنه «ليس للمرأة حق في طلب الطلاق بسبب زواج الرجل من ثانية، بل لها الحق في طلب الطلاق في حالة إذا كان الرجل يضربها ولا ينفق عليها، أما إذا طلبت الطلاق بسبب الزواج فجزاؤها جهنم يوم القيامة».
وأضاف أن «المرأة إذا تضررت من زواج زوجها من امرأة ثانية، فلها الحق في طلب الخلع منه، أما طلب الطلاق بسبب الزواج فلا يجوز».

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى