المغرب العربي

اليمن: هادي يدعو الأطراف السياسية إلى نبذ الخلافات وتشكيل جبهة واحدة لمواجهة الحوثيين

عربي تريند_ دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية إلى نبذ الخلافات والتوحد في جبهة لمواجهة العدو المشترك، وهو ميليشيا جماعة الحوثي التي أطاحت بالدولة بعد اجتياحها للعاصمة صنعاء في 21 أيلول/ سبتمبر 2021.
وقال في خطاب وجهه للشعب اليمني عشية الذكرى 54 ليوم الاستقلال الوطني 30 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1967، عن التاج البريطاني، إن «كل عام يمر يثبت لكل اليمنيين أن الطريق إلى استعادة دولتهم يكمن بوحدتهم ويطول بتفرقهم».
وأضاف: «وعلى الرغم من أننا استجبنا لكل مبادرات السلام وتفاعلنا بكل صدق مع كل جهود للسلام، إلا أننا نجد أنفسنا أمام عدو لم يعد يرى في السلام إلا وسيلته للحرب ولفرض الأمر الواقع. وللأسف الشديد، وجدنا المجتمع الدولي يقف بلا حيلة أمام هذا الصلف» في إشارة إلى تعنّت الحوثيين إزاء مساعي إحلال السلام في اليمن.

دعا المجتمع الدولي إلى مساعدة الحكومة لتخطي المصاعب التي فرضتها الحرب

وأوضح هادي أن «الطريق أمامنا واضح وكامل الوضوح، وسنواصل نضالنا حتى نستعيد الدولة وينتهي الانقلاب وتخضع هذه الميليشيات (الحوثية) للسلام والإجماع الوطني، وتتوقف عن صلفها السياسي وتستفيق من أوهام الهيمنة السياسية والتفوق العرقي والسلالي، وتغادر مربع العمالة، ولتعرف أن الشعب اليمني لن يقبل التجربة الإيرانية مهما كلف الثمن». وشدد على أن «زمن السادة والعبيد انتهى ولن يعود» وهو النهج الذي يتخذه الحوثيون للسيطرة على السلطة بدعوى أنهم أصحاب (الحق الإلهي) في الحكم، لادعائهم بالانحدار إلى النسب الهاشمي.
ودعا الرئيس هادي اليمنيين إلى «الوقوف ضد كل من يحاول تغذية الاختلاف وتحويله إلى خلاف باسم الحزبية أو المناطقية أو كل الولاءات الضيقة» في إشارة إلى الاختلافات البينية بين الأطراف السياسية التي تقف في جبهة الشرعية. وقال إن أبناء اليمن «هم كل من يتصدى للمحتل الإيراني وأدواته الحوثية على كل أرض وتحت كل سماء من الساحل الغربي وتعز والضالع وحتى شبوة ومأرب والجوف والبيضاء، وليس انتهاء بميدي وكل جبهة تقاتل هذا العدو الإيراني».
وأوضح هادي أن اليمن حالياً «في محنة عظيمة، ولا بد من مواجهة المحنة وتحدي المخاطر بالعزم الصحيح والإرادة الصلبة واستحضار دروس التاريخ، دروس النصر وكيف يمكن صناعته».
وقال إن «اليمن يواجه مشروعاً إيرانياً خالصاً يستهدف العقيدة والدين والوطن ويستهدف ضرب عمق أمتنا العربية، مستخدماً مليشيات حوثية كهنوتية ارتضت أن تكون أداة رخيصة لتمزيق اليمن وقتل أبنائه ويمدها بكل ما هو قادر على تدمير كل شيء جميل في هذا الوطن».
وأضاف أن «الميليشيات الحوثية تشن هجوماً عسكرياً كبيراً على مأرب منذ شهور طويلة، وترفض كل الخيارات التي يقترحها العالم لإيقاف الحرب، وتزج بالآلاف من أبناء اليمن، ومعظمهم من الأطفال، في محارق الموت بلا أي ضمير إنساني أو حس للمسؤولية، ومع ذلك سيعلمون عاجلاً أو آجلاً أن الصحراء أكثر قدرة على ابتلاعهم وأن مأرب بوابة الدفاع عن جزيرة العرب، لن تسقط، وسوف يسقط مشروعهم الكهنوتي أمام صلابة أبطالنا».
وأوضح هادي أنه في الوقت ذاته، تشن مليشيات الحوثي «هجوماً اقتصادياً شرساً للتأثير على العملة الوطنية بكل الأساليب القذرة، وخلقت اقتصاداً موازياً يتغذى على قوت المواطنين ونهب المعونات وسياسة التهريب وتجارة السوق السوداء».
وقال إن الحكومة تواجه ذلك قدر استطاعتها «ونحن نتابع الأوضاع الاقتصادية بشكل يومي، وسنفعل كل ما يمكن من أجل مواجهة هذه الحرب والانتصار فيها، إنها معركة أخرى يجب أن نواجهها، وسنفعل ذلك صفاً واحداً وشعباً متماسكاً».
ودعا المجتمع الدولي إلى مساعدة الحكومة اليمنية والوقوف معها لتخطي المصاعب الاقتصادية ومواجهة التحديات الصعبة التي فرضتها الحرب المفروضة على اليمنيين من قبل ميليشيات الحوثي، التي زرعتها إيران في اليمن وتعمل على تقويض استقرار المنطقة وتهديد الأمن والسلم في هذه المنطقة الحيوية من العالم، على حد قوله.
وأضاف: «أؤكد أننا لن نتهاون مع كل الفاسدين وكل الممارسات المخالفة للقانون، فانشغالنا بمعركتنا ضد هذه المليشيات لن يغنينا عن التصدي لكل من يستغل هذه الظروف العصيبة ليمارس الإفساد، فهؤلاء اليوم لا يختلفون عمن يقتل أبناءنا في ساحات المعارك والدفاع عن الوطن، أياً كانوا وأينما كانوا».
وأكد أنه لم يعد لدى الشعب اليمني من سبيل سوى الوقوف صفاً واحداً من قبل الجميع دون استثناء «لمواجهة هذه الميليشيات حتى تحرير كل شبر من أرض الوطن، وفي مقدمتها عاصمتنا العزيزة صنعاء، أو أن يخضعوا للسلام العادل المستدام الذي يقوم على أساس الدولة والمواطنة والحقوق الإنسانية والمستند إلى المرجعيات الثابتة».

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى