كتاب مدرسي جديد يتضمن رسوما تسيء للنبي محمد (ص) يشعل موجة غضب شمال غربي سوريا
عربي تريند_ أثار كتاب مدرسي للصف الأول الابتدائي يحمل اسم «السيرة النبوية» ردود فعل غاضبة في الشارع السوري لما تتضمن من إساءة للرسول الكريم (ص) حيث وزعت الكتب ضمن المناهج الدراسية في مدينة الباب في ريف حلب. واكتسحت موجة من الغضب مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تداول ناشطون صورًا لصفحات كتاب السيرة النبوية، التي تظهر فيها صورة منسوبة للنبي الكريم برفقة سيدة قالوا إنها زوجته خديجة، حيث تظهر الشخصيات بلباس الزفاف، وصورة أخرى يظهر فيها رجل يستقبل ابنته القادمة من المدرسة، كتب فوقها «النبي يستقبل ابنته فاطمة» وضم الكتاب أيضاً صوراً لخريطة الوطن العربي، بعد تغيير اسم الخليج العربي إلى «الخليج الفارسي».
«الصور مدخل تربوي»؟
ودعا الناشطون الجهات المعنية إلى تفسير ذلك، ومحاسبة الجهات المسؤولة عن تدقيق وتوزيع الكتب والمنهاج الدراسي لطلاب المناطق المحررة شمال غربي سوريا. ونتيجة استياء الكوادر التعليمية والأهالي، أحرق القائمون على بعض المدارس في مدينة الباب معظم الكتب استنكاراً لمحتواها وتهاون وزارة التربية.
الكتاب ضم صوراً لخريطة الوطن العربي تم فيها تغيير «الخليج العربي» إلى «الفارسي»
«مركز استشراف للدراسات والأبحاث» – الجهة المشرفة والمسؤولة على المادة العلمية في المنهاج، بإدارة يوسف أوزترك، وعماد الدين الرشيد – أعلن تعاونه مع وزارة التربية لسحب الكتب من أجل معالجة الأمر، وأوضح المركز في بيان رسمي أنه «قام بتأليف عدد من الكتب المدرسية بتكليف من وزارة التربية التركية، ومن بينها كتب السيرة النبوية للمرحلة الابتدائية، وقد احتوت مقدمات كل درس صورًا معاصرة مع أسئلة عليها؛ لتهييء التلميذ للدخول إلى الدرس، وليست هذه الرسوم من أحداث السيرة ولا تعبر عنها، فأشخاصها معاصرون لباسًا ومكانًا وزمانًا، ولا يحتاج الإنسان إلى أدنى جهد من أجل أن يكتشف أنها لا تعبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحداث حياته، والفقرات التالية لفقرة التمهيد هي التي تحمل أحداث السيرة وتعبر عنها مضمونًا».
واعتبر المركز أن الصور هي مدخل تربوي ليكون الطالب مستعداً لفهم المضمون حيث أوضح البيان «فهم بعض من اطلع على مقدمات الدرس لغيرتهم على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أنّ هذه المقدِّمات تُشكِّل الدرس، أو أنَّها تُعبِّر عن مضمونه ومحتواه الأساسي، ولو قرأ الأسئلة التحفيزية التي تحت الصور لظَهر له حقيقة هذه الصور، وأنَّها مدخل تربوي ليكون الطالبُ الصغير مستعدًا لفهم مضمون الدرس بعد ذلك، ولو تابع قراءةَ الدرس لتيقن من ذلك». وأكد المركز سحب الكتاب لمعالجة الأمر حيث قال «حين تتابعت عليه التساؤلات تبين له أنّ وضع التهيئة بهذه الصورة وتحت عنوان الدرس هو جزء كبير من تعزيز هذا الوهم، فطَلب من وزارة التربية سحب الكتاب لمعالجة الأمر».
ناشطون: سقطة كبيرة فاقت سقطات رسامي الكاريكاتير النمساوي والسويدي والفرنسي
وأضاف «هذا ومجلس إدارة المركز يؤكد أنّ الغاية من كتب السيرة أساسًا تعظيمُ النبي صلى الله عليه وسلَّم في نفوس أبنائنا، مع عوامل جذبٍ واهتمام، وإذا كان شكلُ الإخراج قد يوهم، إلا أنَّ المتابعة تُظهر الغاية من تأليف كتب السيرة النبوية بشكل واضح». وكان المدير العام لمركز استشراف للدراسات والأبحاث عماد الدين رشيد رئيس قد أعلن في تسجيل صوتي العمل على «سحب الكتب مباشرة وإعادة النظر فيها».
واستنكرت «نقابة المعلمين الأحرار» في مناطق سيطرة المعارضة في شمال غربي سوريا، وضع صور «مخلة» في مناهج تضمنت دروساً عن النبي الكريم محمد (ص) وآل بيته. وذكرت النقابة في بيان، الخميس، أن بعض مضامين هذه المناهج المطبوعة «مخالفة لمبادئ شرعنا الحنيف وموروثنا الفكري والثقافي والحضاري المعروف بوسطيته واعتداله في بيئتنا الشامية (…) ومخالفة لما هو معهود عند المسلمين من إجلال اسم (النبي الكريم)». وأعلنت النقابة رفض توزيع المنهاج الحالي على الطلاب، دعاية إلى سحب النسخ الموزعة، كما أكدت على أن المعلمين يرفضون تدريس واعتماد مقرر «التربية الإسلامية» إذا لم يتم تعديله بما يتناسب مع الشريعة الإسلامية. وطالبت النقابة «بتغيير هذا المنهاج ووضع منهاج من قبل لجان مختصة من أهل العلم ورجالات المعرفة، تحت إشراف المجلس الإسلامي السوري باعتباره المؤسسة الشرعية الثورية» وفق البيان.
سيل من الاتهامات والتعليقات
ورداً على البيان، واجه مركز الاستشراف للدراسات والأبحاث، سيلاً من الاتهامات والتعليقات الغاضبة نتيجة عدم تحمل المركز المسؤولية الكاملة عن مراجعة وتتبع المناهج، حيث عقب د.حسام الدين الحزوري على صفحة المركز الرسمية، بالقول «رمي اتهامات لا طائل منها، الشجاعة والدين يتطلبان الخروج والحديث وتحمل المسؤولية تجاه ما حدث، كيف يمر منهاج دراسي دون مراجعة وتتبع من لجان قبضت أموالاً على اسم تأليف المناهج الدراسية، لماذا غاب عملها الأساسي قبل الموافقة على الطبع النهائي؟ أين وجود المتخصصون في عمليات التأليف والنشر؟ هل عقم المحرر عن وجود شخصيات غير الموجودين لادارة دفة التعليم في المحرر؟ … سقطة كبيرة فاقت سقطت رسام الكاريكاتير النمساوي والسويدي والفرنسي».
ورد أحدهم «قمة الاستغباء… كيف انتفض الشعب كله على صور واضحة الدلالة أنها قلة أدب واضحة ومتعمدة… وتشويه لفكر الطفل الصغير.. ثم يأتي التبرير بهذه الطريقة التي تستخف بالعقول وتتهمهم بعدم الفهم وإدراك المغزى ..؟! هذا التبرير القذر يؤكد فشلكم».
المدرسة غادة كتبت رأيها من وجهة نظر تربوية وخبرة في مجال التعامل مع الطفل وأكدت أنها «مطلعة على كتب لهذه الفئة العمرية من مناهج أجنبية لأكثر من دولة … للأسف مستوى المنهج لا يليق نهائياً لا بكونه تحت غطاء الجانب التركي الذي لا أعتقد أنه بخل بأي شيء .. ولا يمت بصلة إلى أدنى مقومات العمل المقبول حتى وليس الناجح .. أبسط البسطاء فهماً وعلماً يعلم أن الطفل يربط وبشكل كبير بين الصورة وما يكتب بجانبها أو ما يحكى حولها … هذا ولم نتحدث عن آلية التهيئة الفاشلة جدًا ولا حتى بطريقة تشكيل السؤال… يا جماعة لو أنكم سكتم دون رد لكان أفضل لحفظ ماء وجوهكم».
وكتب أحمد العبسي يدين البيان، حيث عقب «بيان سيئ ومتعالٍ على الناس ويصفهم بعدم الانتباه والفهم، الناس فهمانة التبريرات قبل ما تنشرونها… بس يا ريت تفهموا انو الكتب موجهة للأطفال وليس للأساتذة أو لمدرسي المادة، وبالتالي الطفل سيربط بين صور التهيئة والنص… وهذا مرفوض دينياً وتربوياً بالنسبة لمادة السيرة، وصعب على الطفل أن يفهم الأبعاد الفلسفية والفروق بين النص والصور، لأنهم ما عندهم فلسفة الدكاترة المشرفين» وطالب بالاعتذار عن البيان.