الإماراتالعرب تريند

كيف يقارب محور الممانعة في بيروت لقاء الأسد والوزير الإماراتي؟

عربي تريند_ يطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غداً الخميس للمرة الاولى منذ اندلاع الأزمة اللبنانية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، في ظل تساؤلات حول نبرة الخطاب التي سيتحدث بها نصرالله في ظل ترافق الإطلالة مع تفاقم الأزمة بعد رفض استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، وإعلان السلطات الكويتية عن وقف منح تأشيرات للبنانيين والخشية من طرد عدد من العاملين في الدول الخليجية من لون طائفي أو سياسي معين.

وتأتي إطلالة نصرالله في ظرف دقيق بعد تصاعد الاعتراض على سياسات حزب الله وآخر فصوله ما أعلنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن نفاد صبره، فهل يمكن أن يرد عليه سيّد الضاحية كما فعل مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ويُدخل نفسه بشرنقة سياسية تزيد الوضع توتراً على الأرض؟.

وسبق إطلالة نصرالله موقف جديد لنائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم يتهم فيه السعودية بأنها “افتعلت المشكلة مع لبنان ولا مطلب لنا منها سوى كف يدها عن التدخل في شؤوننا”، معتبراً “أن البعض في لبنان استيقظ حديثاً للتصويب على حزب الله من أجل كسب بعض الأموال قبل الانتخابات النيابية، إلا أن ذلك لن ينفعه”.

غير أن ما يستدعي الانتباه في إطلالة نصرالله هو تزامنها مع انفتاح سوري على الخليج العربي من بوابة الإمارات، فيما محور الممانعة في لبنان يقفل على الخليج وما يجرّه ذلك من تدفيع الشعب اللبناني الأثمان السياسية وغير السياسية. وتوقّف البعض في بيروت عند استقبال رئيس النظام السوري بشار الأسد وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان، وسأل “ما سيكون عليه موقف نصرالله هو الذي الذي سبق أن اعتبر ما قامت به الإمارات خيانة للأمة والقضية الفلسطينية وطعنة في الظهر؟ وهل سيأتي على ذكر هذا اللقاء ويتجرّأ على انتقاده؟”. ورأى هؤلاء “أن المشهد في دمشق يعني أمراً من إثنين: إما أن الإمارات اقتربت من محور الممانعة وبالتالي يفترض بمؤيدي هذا المحور في لبنان أن يتغزّلوا بها ويمتنعون عن مهاجمتها حتى لو أجرت تطبيعاً مع العدو الإسرائيلي، وإما أن الأسد إقترب من محور التطبيع العربي وبات لزاماً عليهم بالتالي أن يهاجموا بشار الأسد”.

وقد عبّر الكاتب السياسي في قوى 14 آذار/مارس الياس الزغبي عن رؤيته لهذه المستجدات من خلال قوله “إن أمام نصرالله غداً مسلكين: إحتوائي تهدوي عقلاني لاستيعاب الاخفاقات والارتباكات الأخيرة، وتصعيدي صدامي هجومي، على النهج الموصوف والسلوكيات المعروفة”. ورأى الزغبي في تعليق على حسابه أنه “من خلال خيار التهدئة والاحتواء تستطيع قيادة “حزب اللّه” التخفيف من وطأة الخسائر السياسية والواقعية التي مُنيت بها في الأسابيع الأخيرة، ليس فقط في حربها “القضائية” ضد المحقق العدلي وفرض إرادتها قسراً على مجلس الوزراء، ولا في حروبها “الميدانية” على المناطق التي لا تؤيّدها، بل داخل بطانة حلفائها الأكثر قرباً، من “العهد وتيّاره” إلى “حركة أمل” نفسها، وأطراف أخرى رعتها ودعمتها داخل الطوائف السنّية والدرزية والمسيحية”.

ويضيف الزغبي “أمّا في الخيار التصعيدي، فإنّ نصراللّه ينسجم مع نفسه وعقيدته و”تراثه” في الميدان الذي يرتاح فيه، ولكنّه يضع قدميه في حقل ألغام تتسع مساحته من مأرب إلى بغداد فدمشق وبيروت. ولم يكن لغم محاولة اغتيال الكاظمي بسيطاً أو عابراً بعد اللغم السياسي الانتخابي في هزيمة الفصائل الإيرانية. ولا يقلّ لغم العلاقات المتجددة بين أبو ظبي ودمشق تأثيراً وبلاغةً، لناحية الفرق في القول بأن العرب يعودون إلى سوريا، أو سوريا تعود إلى العرب. ولا شكّ في أن إيران، واستطراداً “حزب اللّه”، لا ينظران بارتياح إلى محاولة بشّار الأسد الإفلات من الحصرية الإيرانية. ولا يخفى على أيّ مراقب أن الأسد العائد إلى العرب لا يمكن أن يكون الأسد الإيراني الصافي بالعصب والدمّ والمصالح. والخليج العربي الذي يمنع بفاعلية وقوة دخول النفوذ الإيراني المباشر إلى دوله، لا يسمح بتسلّله غير المباشر عبر أداة من هنا أو هناك”.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى