العرب تريند

اليمن: مبعوث الأمم المتحدة يزور مدينة تعز لأول مرة للاطلاع على وضعها الكارثي نتيجة الحصار الحوثي

عربي تريند_ أعلنت مصادر رسمية عن قيام المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، بزيارة رسمية إلى مدينة تعز، 170 كيلومتراً شرقي عدن، وسط اليمن، في أول زيارة يقوم بها مبعوث للأمم المتحدة لمدينة تعز، للاطلاع على حجم الكارثة الإنسانية التي تعيشها المدينة نتيجة الحوثي المطبق عليها منذ صيف 2015.
وقال في كلمته أثناء زيارته لمدينة تعز: «يشرّفني بالطبع أن أكون معكم هنا اليوم في تعز. لقد عقدت للتو اجتماعاً بنّاءً جداً مع محافظ تعز ومع ممثلين آخرين من الأحزاب السياسية هنا في تعز. ناقشنا قضايا تواجهها تعز وكذلك الوضع في أماكن أخرى من اليمن، حيث نشهد عمليات عسكرية تتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح، وتؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني وتقويض جهود السلام».

المبعوث الأمريكي يصل إلى عدن في أول زيارة له إلى البلاد

وأوضح أن «المجيء إلى تعز للمرة الأولى أمر مهم بالنسبة إليّ. فتعز تحتضن الكثير مما يُعتبر مركزياً بالنسبة لليمن، ففيها التعددية السياسية وروح الريادة التجارية والغنى الثقافي والتاريخي والطاقة غير المحدودة لمعالجة الألم والصعوبات التي ألحقتها هذه الحرب بسكانها. وتعز تتشارك الآلام عينها مع أماكن أخرى من اليمن».

«معركة شاقة»

وأضاف: «نرى أشخاصاً يواجهون قيوداً شديدة على حرية حركتهم، كما نرى أشخاصاً تأثروا بتدهور الوضع الاقتصادي وبالانقطاع المتكرّر في توفير الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، وبالحالة العامة من غياب الأمن. نرى ذلك في أنحاء عديدة من اليمن، ولكن تلك الصعوبات مركّزة أيضاً هنا في تعز، حيث نرى هنا أيضاً أطفالاً قتلوا أو تشوهوا، كما حدث في الهجوم المستهجن الذي وقع في 30 تشرين الأول/أكتوبر والذي أودى بحياة ثلاثة أطفال».
وأكد أنّ العمل من أجل السلام في اليمن (معركة شاقة) ولكن «يجب ألّا ننسى أن هناك دائماً وسيلة لكسر دائرة العنف، وأن هناك دائماً فرصاً للحوار السلمي، وأبناء تعز يعرفون هذا تماماً». وذكر أن أبناء محافظة تعز «كانوا في صدارة مبادرات المجتمع المدني للوساطة في مجال تبادل الأسرى، ومبادرات أخرى لتحسين توفير الخدمات الأساسية أو للسعي من أجل فتح الطرق وإيجاد حلول للمشاكل الناجمة عن النزاع الذي طال أمده، إنني أدعم وأشجع جهودهم الجسورة».
وأوضح في ختام كلمته «باختصار، تذكرنا تعز بإمكانية قيام دولة يمنية تتسم بالتعددية، وستظل تعز جزءاً أساسياً في الوصول إلى تحقيق السلام المستدام في اليمن».
إلى ذلك، أوضح محافظ تعز، نبيل شمسان، في كلمته، طبيعة الأوضاع عن قرب وحجم المعاناة في مدينة الناجمة عن الحرب المستمرة والحصار الجائر من قبل المليشيا الحوثية للعام السابع على التوالي.
وقال إن «زيارة الوفد الأممي وبرامجه المكثفة للقاء مع جميع المكونات محل تقدير أبناء المحافظة وانتظار نتائجها المثمرة المتمثلة في تعزيز مكانة تعز في المفاوضات والإحاطات الأممية وإيصال صوتها ومعاناتها للمجتمع الدولي والمطالبة بالحقوق الأساسية والتخفيف من حدة الحصار وإغلاق الطرق وحجم المعاناة الباهظة التي خلفها الحصار الخانق من قبل الميليشيات الحوثية».
واستعرض شمسان، طبيعة الأوضاع وأشكال المعاناة الإنسانية في تعز المتمثلة في القصف المستمر للأحياء السكنية من قبل الميليشيات الحوثية والتي تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين بينهم أطفال ونساء وشيوخ، بالإضافة إلى حرمان المحافظة من مياه الشرب واستهداف محطات الكهرباء والمستشفيات والاستحواذ على 97 ٪ من موارد المحافظة وزراعة الألغام وارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية نتيجة وعورة الطريق وتعميق هذه المعاناة بفرض الميليشيات رسوماً ضريبية وجمركية مضاعفة على السلع القادمة من خارج المدينة والسيطرة على معدات النظافة ومنع الوصول لمكب النفايات.
وطالب الأمم المتحدة بالعمل الجاد على رفع المعاناة الإنسانية على أبناء تعز «بالعمل على فتح الطرق الرئيسية، وتسهيل عملية التنقل للمسافرين والسلع والخدمات، وتشغيل ميناء المخا ومحطة المخا الحرارية للكهرباء، وإصلاح وتأهيل الطرق، وتشغيل آبار المياه الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية، والضغط عليها من أجل حصول أبناء محافظة تعز على حقوقهم الأساسية».
وتعيش مدينة تعز واحدة من مآسي الحرب اليمنية، حيث تحاصرها الميليشيات الحوثية منذ صيف 2015 بشكل دائم، بإغلاق كافة الطرق الرئيسية من كافة الجهات من وإلى مدينة تعز، إثر سيطرة القوات الحكومة والمقاومة الشعبية على مدينة تعز، وحالوا دون دخول المسلحين الحوثيين إليها، وهو ما تسبب في انقطاع شريان الحركة المرورية بين مدينة تعز والمدن الأخرى، حتى تم فتح طرق فرعية ثانوية، تمر عبر الجبال الشاهقة غير مؤهلة لحركة السيارات وبالذات الشاحنات الكبيرة، بالإضافة إلى طرق غير معبدة بالإسفلت، تأخذ ساعات طويلة من أجل الوصول إلى وجهة المسافرين.
وأًصبح السفر من وإلى مدينة تعز من المهام الشاقة، حيث تستغرق رحلة المسافر من مدينة تعز إلى مدينة عدن قرابة 10 ساعات تزيد أو تنقص حسب أحوال الطقس والمطر والوضع الأمني في الطريق، بينما كانت قبل الحصار تستغرق في حدود ساعتين ونصف لمسافة تصل إلى 170 كيلومتراً فقط، وكذا السفر إلى العاصمة صنعاء يستغرق يوماً كاملاً بدلاً من أقل من خمس ساعات قبل الحصار الحوثي على تعز.
وتسبب الحصار أيضاً، بالإضافة إلى النقص الحاد في المواد الأساسية من الغذاء والدواء، في قطع أوصال الأسر في مدينة تعز، حيث لا يستطيع سكان المدينة زيارة أهلهم في أطراف المدينة، حيث يتمركز الحوثيون، وإذا قرر أحدهم زيارة أسرته هناك فإن رحلته تستغرق بين 5 إلى 6 ساعات، بينما لا يفصلهم عن بعض سوى حواجز عسكرية حوثية تغلق الطريق أمام المسافرين والتي كانت لا تستغرق بعضها قبل الحصار سوى 10 دقائق في بالسيارة أو أقل.

ليندركينغ في عدن

وتزامناً مع زيارة غروندنبورغ لتعز، وصل المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ إلى اليمن، أمس الاثنين، في إطار جولته في الشرق الأوسط. وقال مصدر حكومي يمني رفيع، إن ليندركينغ وصل أمس إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، في أول زيارة للبلاد منذ تعيينه مبعوثاً لبلاده إلى اليمن في فبراير/شباط الماضي. وأضاف المصدر، مفضلاً عدم كشف هويته كونه غير مخول بالحديث للإعلام، أن المبعوث الأمريكي سيعقد لقاءات مع رئيس الحكومة معين عبدالملك ووزير الخارجية أحمد بن مبارك. وأوضح أن ليندركينغ سيبحث مع الحكومة اليمنية تطورات الأوضاع في البلاد، وسبل وقف التصعيد العسكري، ومعالجة تدهور الوضع الاقتصادي، دون ذكر مدة الزيارة أو أي تفاصيل أخرى بشأنها.
وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، أن ليندركينغ بدأ جولة في الشرق الأوسط لعقد مباحثات حول اليمن.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى