العراق: مفوضية الانتخابات تقول إن النتائج “قابلة للتغيير” وقوى حليفة لإيران تعتبرها “تهديداً للسلم الأهلي”
عربي تريند_ قالت المفوضية العليا للانتخابات العراقية، إنّ نتائج الانتخابات الحالية “قابلة للتغيير”، مؤكدة رفضها ما وصفتها بالضغوط التي تتعرض لها، وذلك بعد ساعات من صدور بيان ثانٍ لما يعرف بـ”الإطار التنسيقي للقوى السياسية الشيعية”، الذي يضم القوى الحليفة لطهران، ويتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، اعتبر فيه نتائج الانتخابات الحالية بأنها “تعرّض السلم الأهلي للخطر”.
وتواصل المفوضية العليا للانتخابات في العراق، لليوم الثاني، عمليات إعادة العد والفرز اليدوي داخل المنطقة الخضراء في بغداد، بحضور مراقبين محليين من ممثلي كيانات سياسية ومنظمات محلية، وتشمل آلاف المحطات الانتخابية تقول إنها قررت إعادة فرزها يدوياً لوجود مشاكل وصفتها بـ”الفنية”.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن مدير دائرة الإعلام والاتصال الجماهيري في مفوضية الانتخابات العراقية حسن سلمان، قوله إنّ “نتائج الانتخابات قابلة للتغيير، ويجب انتظار النتائج النهائية بعد حسم الطعون”.
وأضاف أنّ “النتائج حصل فيها تغيير أمس بعد إضافة نتائج محطات انتخابية تم فرز أصواتها”، واصفاً ذلك بأنه “أمر طبيعي”، مشيراً إلى أنّ “المفوضية لن تتأثر بأي شكل من أشكال الضغوط، والعملية الانتخابية لم يشبها خلل، ولم تُسجَّل شكاوى حمراء حتى الآن تخص عملية الاقتراع”.
وبيّن سلمان أنّ “المفوضية لم تُخفِ أية أصوات”، لافتاً إلى أنّ “هناك 8547 محطة لم ترسل نتائجها وستتم إضافتها”.
وشهد مساء أمس الأربعاء، تصعيداً واضحاً من قبل فصائل مسلحة وقوى سياسية مدعومة من طهران، أبرزها “كتائب حزب الله”، ومليشيا “عصائب أهل الحق”، وصفت الانتخابات بـ”المؤامرة على الحشد الشعبي”، وأنها مفبركة وغير حقيقية.
لكن بياناً آخر صدر عمّا يعرف بـ”الإطار التنسيقي للقوى السياسية الشيعية”، الذي يضم عدداً من قادة الكتل والأجنحة السياسية الحليفة لإيران برئاسة نوري المالكي، وعضوية آخرين، أبرزهم هادي العامري، وقيس الخزعلي، وفالح الفياض، وهمام حمودي، وأحمد الأسدي، وعبد الحسين الموسوي، وعمار الحكيم، وحيدر العبادي، حذر مجدداً من أنّ المضي بنتائج الانتخابات العامة التي أظهرت خسارة هذه القوى أغلب مقاعدها في البرلمان “يعرّض السلم الأهلي للخطر”.
وأورد التحالف، في بيان ليلة أمس الأربعاء، عقب اجتماع بمنزل المالكي في بغداد، قائلاً: “كنا قد أعلنا رفضنا لما أُعلن من نتائج أولية للانتخابات وأن ما ظهر في اليومين الماضيين من فوضى في إعلان النتائج وتخبط، عزز عدم ثقتنا بإجراءات المفوضية، ما يدعونا إلى التشديد مجدداً على رفضنا لما أُعلن من نتائج”.
وأضاف أنّ “المضي بها (نتائج الانتخابات) يهدد بتعريض السلم الأهلي للخطر”.
وأكدت مصادر عراقية في العاصمة بغداد، لـ”العربي الجديد”، أنّ من المتوقع أن تنشر مفوضية الانتخابات، عصر اليوم الخميس، تحديثاً آخر لنتائج الانتخابات، في ضوء ما تقول عنه إنه عملية إعادة فرز واحتساب أصوات مجمدة لم تصل محطاتها إلى بغداد أو بسبب خلل فني.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإنّ “النتائج قد تحمل تغييرات لعدد من الكتل بواقع مقعد أو اثنين، زيادة أو نقصاناً”.
مقتدى الصدر يجمد الجناح المسلح لتياره
في السياق ذاته، أعلن مساعد لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قراراً بتجميد الجناح المسلح للتيار “سرايا السلام” في محافظتين عراقيتين.
وقال أبو ياسر، الذي يقدم نفسه بصفة “المعاون الجهادي” للصدر، إنه “انطلاقاً من الصالح العام، وطاعةً وتنفيذاً لتوجيهات القائد (مقتدى الصدر) تقرر تجميد عمل سرايا السلام على المستويات كافة في محافظتي بابل وديالى”.
ويرجَّح أن خطوة تجميد عمل المليشيا في ديالى وبابل تعود إلى كونهما مكان توتر حالي بين الصدريين والقوى والفصائل الخاسرة في الانتخابات، إذ نجح التيار الصدري في خطف مقاعد بالدوائر الانتخابية في المحافظتين على حساب منافسيه.