النظام السوري يكثف قصف درعا ويضغط لانتزاع شرعية سياسية
عربي تريند_ واصلت قوات النظام السوري الضغط العسكري على المناطق المختلفة في محافظة درعا، وخاصة في المناطق المحاصرة في درعا البلد ومحيطها، بينما تقدم ممثلو النظام بمطالب جديدة ذات صبغة سياسية تتعلق بانتزاع اعتراف بشرعية النظام وجيشه وعلمه من جانب ممثلي الأهالي في درعا.
وذكر الناشط محمد الشلبي لـ”العربي الجديد”، أن قوات النظام واصلت مساء أمس وصباح اليوم، قصفها لأحياء مدينة درعا المحاصرة بالصواريخ والمدفعية الثقيلة، في محاولة لاقتحام حيّ درعا البلد، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع في سماء درعا البلد وطريق السد والمخيم.
وأضاف الشلبي أن أكثر من 50 صاروخاً من نوع “فيل وجولاني” التي تستخدمها المليشيات الإيرانية في سورية سقطت منذ بعد ظهر أمس في درعا البلد، ما سبّب إصابة طفل وإلحاق دمار كبير في ممتلكات المدنيين، بالتزامن مع اشتباكات تشهدها المنطقة بين المقاتلين المحليين وقوات “الفرقة الرابعة” والمليشيات المساندة لها، خاصة في أحياء البحار والمنشية والحرش وخط النار الواقع في حيّ السد، مع استقدام قوات النظام مزيداً من التعزيزات إلى تلك المحاور، في محاولة منها للتقدم باتجاه أحياء درعا البلد المحاصرة.
وسُمع دوي انفجار في منطقة البحوث العلمية بين بلدتي طفس واليادودة غربيّ درعا، تلاه قصف بقذائف الهاون مصدره قوات النظام الموجودة في كتيبة المدفعية 285 بجانب البانوراما، واستهداف آخر بالمضادات الأرضية مصدره مليشيات الفرقة الرابعة المتمركزة في بناء الري.
إلى ذلك، ذكرت وكالة “سانا” التابعة للنظام، أن طفلين قُتلا، وأُصيب أشقاؤهما الثلاثة ووالدتهم بجروح جراء سقوط قذيفة هاون أطلقها مسلحون على منزلهم في بلدة قرفا والمدينة الصناعية في درعا.
من جهتها، أكدت شبكات محلية، ومنها “تجمّع أحرار حوران”، أن سبب الانفجار داخل المنزل الذي تقطنه العائلة في قرفا ما زال مجهولاً، فيما قال مصدر محلي للموقع إنّ الانفجار ناجم عن جسم مجهول من مخلفات الحرب.
وبحسب المصدر، فإن أحد الأطفال عثر على الجسم في السهول الزراعية المحيطة بمنزلهم، قبل أن يدخل به إلى المنزل والعبث به، ما أدى إلى انفجاره.
ونفى المصدر رواية إعلام النظام التي ادّعت أن المنزل استُهدِف بقذيفة هاون، مؤكداً عدم تعرض المنطقة لأي قصف، فيما قال مراسل “قناة سما” الموالية في درعا، إن لغماً أرضياً انفجر في السهول الممتدة بين بلدتي قرفا وأبطع، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين، الأمر الذي يظهر تخبط وسائل إعلام النظام، ومحاولتها إلقاء التهمة على شبان درعا.
واعتبر المصدر أن وسائل إعلام النظام، بتوجيه من الضباط، تحاول خلق ذريعة من أجل التصعيد في جميع المناطق في محافظة درعا، على غرار التصعيد الحاصل في درعا البلد وحيّ طريق السد.
وفي السياق، نقلت وكالة “سانا” عن مصدر في قيادة شرطة درعا التابعة للنظام، قوله إن ما سماه “المجموعات الإرهابية” المنتشرة في درعا البلد استهدفت بقذيفة صاروخية محيط الكراج الغربي وسط مدينة درعا، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية، مشيراً إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح لدى خروجهم من ممر المنطقة الصناعية شرق مدينة درعا إثر إطلاق النار عليهم من جانب المسلحين في مخيم النازحين لمنعهم من الخروج منه، وفق زعمه.
ونقلت الوكالة عن مصدر في جيش النظام، قوله “إن المجموعات الإرهابية جددت اعتداءاتها على مواقع الجيش، ورُدَّ عليها بالأسلحة المناسبة”، مضيفاً أن “تلك المجموعات لا تزال تمارس الاعتداءات وترفض الحلول السلمية التي قدمها الجيش وترفض استكمال تطبيق ما اتُّفِق عليه، في محاولة لنسف كل الجهود التي بُذلت لتجنيب المدينة وأهلها تبعات أي عمل عسكري”.
ومنذ صباح أمس السبت، تشهد أحياء درعا البلد وطريق السد ومخيم الفلسطينيين وأبناء الجولان، قصفاً صاروخياً ومدفعياً هو الأعنف من نوعه منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة عليها.
وبالتزامن مع هذه الضغوط الميدانية، قدم النظام مقترحات جديدة للمفاوضين في درعا، نقلها “اللواء الثامن” المدعوم من روسيا، الذي كلفته روسيا في الأيام الأخيرة المساعدة في دفع المفاوضات بين الجانبين.
وتتضمن المبادرة الجديدة للنظام مطالب مختلفة عن المطالب القديمة التي كانت تتمثل بنزع السلاح، حيث تضمنت المطالب الجديدة وفق ما نقل “تجمع أحرار حوران” عن مصدر من اللجنة المركزية للمفاوضات، رفع علم النظام السوري على المباني الحكومية في المدينة المحاصرة، و”الاعتراف بسيادة الدولة السورية، ورئاسة بشار الأسد الشرعية لسورية، إضافة إلى تفتيش أحياء المدينة بإشراف الشرطة العسكرية الروسية”.
وأوضح الموقع أن هذه المبادرة قدمها “اللواء الثامن” أمس السبت، وأن لجنة درعا رفضتها بالكامل، واعتبرت شروطها مذلة.
ويستمر حصار قوات النظام السوري لأحياء درعا البلد منذ أكثر من شهرين، بالإضافة إلى الحصار المفروض على مناطق مخيم درعا وطريق السد، إذ قُطعت الماء والكهرباء والطحين والمواد الأولية، بالإضافة إلى نفاد المواد الغذائية، وتدهور القطاع الصحي.
إلى ذلك، شارك العشرات في تظاهرة الليلة الماضية في بلدة معربة بريف درعا الشرقي، تضامناً مع الأحياء المحاصرة في درعا البلد.
من جهة أخرى، تعرّض شخصان لاطلاق نار في مدينة جاسم في الريف الشمالي من محافظة درعا، ما أدى إلى إصابتهما بجروح، وفق موقع “درعا 24” المحلي، فيما وصل جثمان القيادي في “اللواء الثامن” رامي الحريري إلى مستشفى مدينة بصرى الشام.
وكان رامي الحريري قد قضى بكمين نفذته المخابرات الجوية بحق ستة شبان على الحاجز الرباعي بين بلدتي المسيفرة والجيزة شرقيّ درعا أمس الأول.