وزير الدفاع البريطاني في مقال بصحيفة “التلغراف”: نحن لم نتخل عن أفغانستان
عربي تريند_ نشرت صحيفة “التلغراف” البريطانية، مقالا لوزير الدفاع البريطاني بن والاس بعنوان “نحن لم نتخل عن أفغانستان”، بدأه بالتعبير عن استياء بلاده من “مشاهدة أفغانستان وهي تنزلق ببطء نحو الحرب الأهلية” معتبرا أنها “تجربة مؤلمة لنا جميعا”.
وأضاف: “إنه أمر مؤلم بشكل خاص لرجال ونساء قواتنا المسلحة الذين قاتلوا على مدى السنوات العشرين الماضية. فالجنود يبنون أثناء الحروب علاقة فريدة، وعلى عكس ما يعتقده البعض، فإنهم يهتمون حقاً بالأشخاص الموجودين هناك لحمايتهم. لذلك أنا لست مندهشا من الشعور القوي الذي يغمر زملائي المحاربين القدامى في البرلمان. فنحن جميعا نشعر بالإحباط والعجز”.
ورفض والاس دعوة البعض إلى العودة للقتال في أفغانستان، معتبرا أن “الأمر قُضي، ولا شيء نفعله يمكن أن يغير حقيقة أن الصفقة التي أبرمها الرئيس ترامب مع طالبان مهدت الطريق لخروجنا“.
والاس عن العودة للقتال في أفغانستان: “الأمر قُضي، ولا شيء نفعله يمكن أن يغير حقيقة أن الصفقة التي أبرمها الرئيس ترامب مع طالبان مهدت الطريق لخروجنا”.
وقال الوزير البريطاني إن مبررات ذهاب القوات البريطانية إلى أفغانستان كان الهدف منها أولاً وقبل كل شيء، دعم الجهود الرامية إلى إضعاف تنظيم القاعدة وطرده من أفغانستان. وكان الهدف أيضا إزاحة حركة طالبان التي سمحت لتنظيم القاعدة بالتخطيط والازدهار ومهاجمة الغرب. وفي خضم كل الأحداث التي وقعت في الأسابيع الأخيرة، يجب ألا ننسى أننا نجحنا في تلك المهمة.
فتنظيم القاعدة فشل ولمدة عشرين عاما في شن مزيد من الهجمات على شوارعنا، وفي النهاية قتل زعيمه أسامة بن لادن في مخبئه. لقد دخلنا أيضا في تقليص شحنات الهيروين. كان تراجع الإرهاب والحد من انتشار المخدرات أمرا يستحق القتال من أجله.
وأشار المقال إلى أن المجتمع الدولي “قدّم أكثر من 60 مليار دولار من المساعدات، خصص معظمها لتعليم ملايين الأفغان -بما في ذلك 3.6 مليون فتاة الآن في المدارس- وتدريب قوة أمنية قوامها 300 ألف رجل وامرأة. قد تكون طالبان قادرة على هزيمة القوات، لكنها لن تكون قادرة على التراجع عن التعليم الذي تم تدريسه بالفعل”.
وقال والاس: “ما سيأتي بعد ذلك لا ينبغي أن يلقي بظلاله على ما فعلناه خلال تلك السنوات العشرين. ودعونا ننظر إلى الدول الفاشلة الأخرى التي لم نتدخل فيها، مثل سوريا، إن حجم المعاناة والإرهاب في ذلك البلد يتجاوز بشكل مأساوي أي شيء شهدته أفغانستان”.
وتابع: “هناك العديد من الدروس التي يمكن تعلمها من العشرين عاما الماضية، ولكن هناك أشياء يمكننا أن نفخر بها. أنا فخور بشكل خاص بشجاعة الجنود الشباب الذين واجهوا في كثير من الأحيان خطرا حقيقيا، ووقفوا في مواجهة عدو كان عليه أن يحالفه الحظ مرة واحدة فقط”.
ورفض وزير الدفاع البريطاني “الادعاء بأن هذا الانسحاب هو أحد أعراض ضعف الجيش البريطاني أو أن عدم القيام بذلك بمفرده هو تعبير عن فشل القيادة وخيانة لأفغانستان. كلاهما غير صحيح. لا يتعلق الأمر بما إذا كان بإمكان المملكة المتحدة المضي قدماً بمفردها أو بحجم القوات المسلحة. نحن نمتلك واحدة من أقوى القوات في العالم. بل يتعلق الأمر بطبيعة تطبيق تلك القوة -أحادية الجانب أو متعددة الأطراف- فالقوة الأحادية سرعان ما سينظر إليها على أنها قوة احتلال، وبغض النظر عن مدى قوة الدولة التي ترسلها، سيكون من الغرور الاعتقاد بأننا نستطيع حل مشكلة أفغانستان من جانب واحد. لا يمكن أن يأتي الحل إلا إذا كانت القوة متعددة الجنسيات وتحمل الدول المعنية جميع أدوات بناء الدولة. القوة الصلبة والقوة الناعمة والمساعدات الخارجية والتحالفات السياسية. ومنذ البداية، يجب أن نكون واقعيين بأن عليك إدارة هذه الأنواع من المشاكل لعقود، وليس إصلاحها بين عشية وضحاها”.
واعتبر أن العنصر الأساسي المطلوب هو أن يكون الجهد دوليا. وكشف أنه عندما أعلنت الولايات المتحدة عن اتفاقها للانسحاب من أفغانستان، حاولت بريطانيا دون جدوى أن تجد آخرين لسد الفراغ.
وختم قائلا: “سنبذل قصارى جهدنا من أجل أفغانستان مع الانسحاب، لكن هذا ليس نهاية دعمنا. سنكون واضحين مع طالبان أن استضافة القاعدة لارتكاب جرائم حرب وفظائع لن يتم التسامح بها وسوف نمنعهم من الحصول على اعتراف دولي. ونحن، إلى جانب حلفائنا، نحتفظ بالحق والقدرة والتصميم على العمل ضد التهديدات الوشيكة لأمننا القومي”.