العالم تريند

لوموند: العودة إلى الوطن تقسّم الجهاديات الفرنسيات

عربي تريند_ تحت عنوان: “مسألة العودة إلى الوطن تُقسّم الجهاديات الفرنسيات في مخيم روج”؛ قالت صحيفة لوموند إن أكثر من 800 عائلة أجنبية، تحتجزهم القوات الكردية في هذا المخيم الواقع في شمال شرق سوريا، بما في ذلك النساء اللواتي انضممن إلى تنظيم الدولة الإسلامية وأطفالهن المنفصلين عن أزواجهن الذين ماتوا أثناء الحرب أو سجنوا، في هذا السجن المفتوح، محاطات بأسوار من الأسلاك وأبراج مراقبة. من بينهم ما يقرب من 90 امرأة وحوالي 200 طفل من الجنسية الفرنسية، غالبيتهم دون سن 6 سنوات.

وتصف “لوموند” المشهد أنه “خلف السياج الذي يعزل روج 2 عن باقي المخيم، بين أزقة الخيام البيضاء، تظهر صور ظلية لنساء ومجموعة من الأطفال، معظمهم يرتدون الجينز والقمصان الملونة، وبعض الفتيات المحجبات يلعبون حول خزانات المياه والمراحيض”.

وتروي إحداهن: “هنا، أُجبرنا على ارتداء ملابس ملونة، بينما أُجبرنا على ارتداء النقاب الأسود في مخيم الهول“، وهو المخيم الذي كنّ يحتجزن فيه سابقا منذ إطلاق سراحهن من الباغوز، آخر معقل لتنظيم “الدولة” الذي حررته القوات الكردية، كما تقول كامي، التي تضع حجابا أخضر وترتدي عباءة زرقاء.

بين الألوان الداكنة أو المتلألئة، تكفيت كل واحدة من بين عشرين امرأة فرنسية أو ما يقارب ذلك تعيش في هذه المنطقة من روج 2، على طريقتها الخاصة، مع قواعد اللباس التي تفرضها سلطات السجون الكردية. وذلك هو حال سامية، التي تم تعيينها مسؤولة عن القطاع من قبل الإدارة الكردية.

أصبحت هذه الأخيرة تتجول بحرية في أزقة المخيم، مرتدية بنطلون جينز أسود، وقميصا وتربط شعرها الأسود الطويل المجعد من الخلف، وتضع نظارات شمسية سوداء كبيرة. وليس لدى النساء الأخريات في المخيم خيار سوى التعامل معها.

وأوضحت “لوموند” أن انفصال سامية عن الجماعة الجهادية، واختيارها إعادة أبنائها الأربعة إلى فرنسا، وتعاونها مع الحراس الأكراد، أكسبها موجة من الكراهية من قبل أولئك الذين يرفضون حتى الآن المساومة ويؤيدون دائما بقاء “الخلافة”.

اعتبرت سامية أن نقل بضع عشرات من الفرنسيات من الهول إلى روج 2 في صيف 2020 بمثابة تحرير، حيث كانت تعيش في قسم الأجانب في مخيم الهول تحت تهديد النساء الأخريات. “كان هناك الكثير من العنف، تعرضت للضرب عدة مرات، تعرضت لاعتداء في سبتمبر عام 2019″، تروي سامية، التي أعادت أطفالها الثلاثة الآخرين إلى فرنسا في يونيو 2020، بعد إعادة أحد توائمها، الذي كان يعاني من مرض خطير، في أبريل 2020، وانضمت إلى مخيم روج لوحدها.

بالنسبة للنساء الفرنسيات الأخريات، كان النقل صدمة. في أوائل صيف 2020، تم إجراء مسح لبصمات الأصابع والحمض النووي في قسم الأجانب في الهول. لقد سُئلت عن جنسيتي وأُرسلت إلى السجن لأن معسكر روج 2 لم يكن جاهزا. وتقول كاميل: “أصيب ابني بسكتة قلبية ولم أستطع إخبار عائلتي، ظل بعضهم في السجن لمدة ستة أشهر، لم تكن الاستجوابات تسير على ما يرام دائما.. لقد تعرضنا للإهانة، وقُيِّد البعض، وحُبس البعض الآخر في دورات المياه في الحبس الانفرادي، وفُصلوا عن أطفالهم”.

وفضلت بعض الفرنسيات الاختباء حتى لا يؤخذن. وتقسم مسألة إعادة الأطفال إلى أوطانهم النساء الفرنسيات في مخيم روج 2. تقول فاطمة مثلا: “لا أريد أن أتخلى عن ابني البالغ من العمر 12 عامًا، إنه أنا فقط وأنا فقط أملكه. أعلم أنه إذا عاد إلى فرنسا، فسوف يتحول إلى حالة سيئة”. فيما تقول صديقتها كورالي: “أطفالي عادوا إلى فرنسا منذ أكثر من عام، وهم في رعاية بالتبني، وتمكنت عائلتي من زيارتهم وهم بخير”.

لكن صديقتها فاطمة اعتبرت أن “هذه استثناءات.. ففي معظم الأوقات تسير الأمور على نحو سيء للغاية، فالأمهات لم يعد لديهن أخبار عن أطفالهن، والأطفال لا يعرفون ما إذا كانت أمهاتهم أحياء أو ميتات ويعيشون في حالة من الكرب”، تقول فاطمة.

يشاهد المرشحون للعودة إلى الوطن القنوات الفضائية الفرنسية، بحثًا عن أدنى المعلومات. وهم يرون بدورهم مواطنين من دول أوروبية أخرى- مثل بلجيكا وألمانيا وإيطاليا والدنمارك- قرروا إعادة كل أو بعض النساء والأطفال في الأشهر الأخيرة.

البعض مثل كاميل كان يأمل عبثًا في زيارة محاميهم ووفد برلماني، مُنع من دخول كردستان سوريا، في بداية شهر مارس. يتوقع آخرون الكثير من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR) التي من المقرر أن تعقد جلسة استماع في نهاية شهر سبتمبر في قضيتين تتعلقان بإعادة النساء الفرنسيات المحتجزات مع أطفالهن إلى وطنهم.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى