تنسيق تركي أميركي لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر باب الهوى
عربي تريند_ وصلت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إلى تركيا الأربعاء، في زيارة من المقرر أن تزور خلالها الحدود السورية، وذلك قبل خلاف مرجح مع روسيا في مجلس الأمن الدولي بخصوص تمديد عملية لتوصيل المساعدات الإنسانية عبر الحدود.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين كبار في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة يوم الثلاثاء أن غرينفيلد ستزور تركيا من الأربعاء إلى الجمعة، وستلتقي بمسؤولين أتراك كبار ومسؤولين في وكالات تابعة للأمم المتحدة وجماعات إغاثة ولاجئين سوريين.
وأكد مسؤول أميركي أن غرينفيلد “ستعبر عن الدعم الأميركي القوي لدخول المساعدات الإنسانية إلى سورية والالتزام الأميركي أمام شعب سورية”.
وأضاف: “لا يمكن أن يكون هناك ما هو أكثر إلحاحاً من مواصلة تقديم المساعدات التي تنقذ الأرواح عن طريق الآلية عبر الحدود… لقد أصبح هذا أكثر أهمية وإلحاحاً”.
وبدأت المندوبة الأميركية زيارتها الأربعاء إلى أنقرة باجتماع مع المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، قبل أن تتوجه إلى الحدود السورية لإجراء زيارات ولقاءات هناك مع ناشطين.
وذكر مكتب المتحدث باسم الرئاسة التركية، في بيان الأربعاء عقب الاجتماع أن الطرفين بحثا عدداً من القضايا الإقليمية بينها الوضع في سورية.
وخلال اللقاء، تم تأكيد وجوب دعم أعمال اللجنة الدستورية لإحياء عملية الحل السياسي في سورية، وتوفير بيئة انتخابات حرة ونزيهة.
ولفت قالن بحسب ما نقلت وكالة “الأناضول” إلى أن حدوث موجة جديدة من اللجوء بالمنطقة وخاصة في إدلب شمال غربي سورية يمكن أن يسبب أزمات إنسانية وحالة عدم استقرار.
كما شدد على وجوب إزالة العوائق التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى سورية عبر تركيا، وبذل جهود مشتركة بهذا الصدد.
وخلال زيارتها إلى مركز برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في مدينة الريحانية ضمن ولاية هاتاي جنوب تركيا، أعلنت غرينفيلد، أن بلادها ستوفر ما يقارب 240 مليون دولار في شكل تمويل إنساني إضافي للشعب السوري وللمجتمعات التي تستضيفه.
وقالت ممثلة واشنطن إنه بعد 10 سنوات من الصراع في ظل نظام الأسد الوحشي، أصبح الشعب السوري أسوأ حالًا على الإطلاق في الوقت الحالي، مُشيرةً إلى أن هناك أكثر من 13 مليون سوري في حاجة ماسة إلى المساعدة.
وأضافت غرينفيلد: “خلفي مركز الشحن العابر للحدود باب الهوى، أنتم تسمعون أن برنامج الأغذية العالمي ينقل شهرياً ما معدله 1000 شاحنة تابعة للأمم المتحدة من المواد الغذائية والإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سورية”، مؤكدةً أن من كل خمسة أشخاص يحتاج أربعة في شمال غرب سورية إلى المساعدة الإنسانية.
وأعتبرت سفيرة الأمم المتحدة أنه “بالنسبة لملايين المدنيين في إدلب، فإن معبر باب الهوى الحدودي هو شريان حياتهم على مدار العام ونصف العام الماضيين”. وأوضحت أن “بعض أعضاء مجلس الأمن نجحوا في إغلاق معبرين آخرين إلى سورية (بشكل مخجل)، تمامًا مثل محاولتهم لإغلاق هذا المعبر”، مشددةً على أن “معبر باب الهوى حرفياً كل ما تبقى”.
وتأتي هذه الزيارة قبل أيام من نقاش سيجريه مجلس الأمن لتمديد السماح بدخول المساعدات الأممية إلى سورية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، والذي ينتهي سريان صلاحية إدخال المساعدات عبره في 10 تموز/ يوليو المقبل.
وتؤيد الولايات المتحدة والدول الغربية تمديد آلية نقل المساعدات إلى سورية عبر الحدود، بينما تعارض تمديدها روسيا والصين، اللتان تدعوان لنقل المساعدات بالتنسيق مع حكومة النظام السوري.
وتقلص عدد المعابر الإنسانية التي كانت تنقل الأمم المتحدة عبرها مساعداتها في سورية منذ العام 2014 من أربعة منافذ إلى ثلاثة هي (باب السلامة، باب الهوى، معبر اليعربية مع العراق) ثم إلى معبر واحد العام الماضي (باب الهوى)، حيث تهدد روسيا والصين باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار القادم الذي سيطرح في مجلس الأمن لتمديد دخول المساعدات.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن شدد في اجتماع عقد في 19 مايو/ أيار مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، على وجوب تأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، بحسب بيان للخارجية الأميركية.
وسبق أن أكد منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوكوك في إحاطة بمجلس الأمن في 29 آذار/ مارس الماضي أن أربعة ملايين شخص في شمال غرب البلاد يعتمدون على المساعدات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة.