كارثة صحية وشيكة… “مصرف لبنان” عاجز عن توفير التمويل الكافي لاستيراد المستلزمات الطبية
عربي تريند_ في خطوة تؤكد اتجاه البلد نحو كارثة استشفائية وصحية، كشف “مصرف لبنان” المركزي اليوم الخميس، أنه لا يمكنه مواصلة استيراد المستلزمات الطبية المدعومة من دون المساس بالاحتياطيات الإلزامية للمصارف، مطالبا السلطات المعنية بإيجاد حل للمشكلة.
وفي بيان أصدره عقب إعلان وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، حمد حسن، أنه زار البنك المركزي طلبا للإفراج عن أموال ضرورية لشراء الأدوية لكن دون جدوى، قال المصرف المركزي إنه لن ينفق من احتياطياته الإلزامية لتغطية تكلفة المستلزمات الطبية المدعمة البالغة 1.3 مليار دولار.
البيان الذي نشرته “الوكالة الوطنية للإعلام”، قال المصرف: “عطفا على البيان الصادر عن مصرف لبنان بتاريخ 2021/5/21، يؤكد المصرف المركزي أن المبالغ التي تم تحويلها إلى المصارف لحساب شركات استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية وحليب الرضع والمواد الأولية للصناعة الدوائية تعادل من 2021/1/1 وحتى 20 مايو/أيار الجاري، 485 مليون دولار أميركي”.
وتابع: “يُضاف إليها الملفات المرسلة إلى مصرف لبنان وتساوي 535 مليونا. ومنذ بدء العمل بآلية الموافقة المسبقة تسلمنا 719 طلبا بقيمة 290 مليون دولار، ليصبح إجمالي الفواتير يساوي 1310 مليونا”.
وحذر من أن “الكلفة الإجمالية هذه، المطلوب من مصرف لبنان تأمينها للمصارف نتيجة سياسة دعم استيراد هذه المواد الطبية لا يمكن توفيرها من دون المساس بالتوظيفات الإلزامية للمصارف، وهذا ما يرفضه المجلس المركزي لمصرف لبنان”.
وبناء عليه، طلب “مصرف لبنان” من السلطات المعنية كافة “إيجاد الحل المناسب لهذه المعضلة الإنسانية والمالية المتفاقمة، خاصة أن الأدوية وبقية المستلزمات الطبية بمعظمها مفقود في الصيدليات والمستشفيات، وقد أفاد وزير الصحة بشكل صريح وعلني أن هذه الأدوية متوافرة في مخازن المستوردين”.
يُشار إلى أن “المركزي” الذي يئن تحت وطأة أزمة مالية تهدد استقراره، لا يزال يدعم الوقود والقمح والأدوية وسلعا أساسية أُخرى منذ العام الماضي. وقد تراجعت احتياطيات العملة الصعبة لديه إلى حد يدعو للقلق من أكثر من 30 مليار دولار قبل تفجر الأزمة المالية أواخر العام 2019، إلى ما يزيد قليلا على 15 مليارا في مارس/آذار، علما أن تكلفة برنامج الدعم عموما تناهز 6 مليارات دولار سنويا.
ويأتي بيان المصرف المركزي اليوم بعدما كان وزير الصحة قال في برنامج تلفزيوني الأسبوع الماضي، إن نحو 50% من الأدوية الضرورية مُتاحة في لبنان، لكن في مخازن مستوردين ينتظرون السداد.