العالم تريند

مباحثات فيينا بشأن النووي الإيراني تدخل “مرحلة صياغة” اتفاق

عربي تريند_ تلتئم أطراف الاتفاق النووي، غدا، على وقع ارتفاع منسوب التفاؤل لدى جميع هذه الأطراف لنتائج مباحثاتها خلال الأيام الأخيرة في فيينا، إذ قال المبعوث الروسي لمباحثات فيينا ميخائيل أوليانوف إن المباحثات “دخلت مرحلة الصياغة”، في حين صرّح مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، اليوم الإثنين، بأن المفاوضات دخلت في قضايا “أكثر تفصيلا”.

وأعلن الاتحاد الأوروبي، مساء اليوم، في بيان، أن اللجنة المشتركة لأطراف الاتفاق النووي ستجتمع غدا الثلاثاء في فيينا على مستوى نواب وزراء الخارجية، وأضاف البيان، الذي اطلع عليه “العربي الجديد”، أن الاجتماع سيكون حضوريا برئاسة المدير السياسي للاتحاد الأوروبي أنريكه مورا، وبمشاركة المدراء السياسيين ومساعدي وزراء الخارجية للدول الأعضاء بالاتفاق النووي، هي إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.

والاجتماع هو الجولة الرابعة لمفاوضات اللجنة المشتركة على هذا المستوى، وسيبحث فيه المجتمعون نتائج المباحثات المكثفة التي أجريت خلال الأيام الماضية على مستوى الخبراء، فضلا عن لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف للاتفاق النووي مع كل من الوفدين الإيراني والأميركي على حد سواء.

وبدأت أطراف الاتفاق النووي، وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، الجولة الأولى لمباحثات فيينا مجتمعة في الثاني من الشهر الجاري، على مستوى مساعدي وزراء الخارجية والخبراء.

وخلال الجولة الثانية المنعقدة في السادس من الشهر الجاري، اتفقت مختلف الأطراف على تشكيل فريقي عمل، الأول لدراسة العقوبات الأميركية التي يجب أن ترفع.

وعُقدت الجولة الثالثة لهذه المفاوضات الخميس الماضي، واتفقت الأطراف على مواصلتها على مستوى الخبراء، لتحديد العقوبات التي يجب أن ترفعها واشنطن والخطوات النووية التي يجب أن تتخذها طهران.

وقبيل اجتماع الغد، كتب السفير الروسي، أوليانوف، عبر حسابه على “تويتر”، إنه “بعد أسبوعين من النقاشات بشأن إعادة العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي)، يمكننا أن نلحظ برضا أن المفاوضات دخلت مرحلة الصياغة”، لكنه أضاف في الوقت ذاته أن “الحلول العملية لا تزال بعيدة، لكننا انتقلنا من المفردات العامة إلى الاتفاق على خطوات محددة نحو الهدف”.

من جانبه، قال بوريل إن المفاوضات دخلت في قضايا “أكثر تفصيلا”، مشيرا إلى أن المباحثات تجري حول طريقة رفع العقوبات الأميركية والتزام إيران بتعهداتها النووية، وأن “بعض التقدم” قد حصل في مباحثات فيينا، مؤكدا كذلك على أن كلا الجانبين، الأميركي والإيراني، لديه “رغبة جيدة للتوصل إلى اتفاق وهذه أنباء سارة”.

كما أن وسائل الإعلام الألمانية نقلت، اليوم، عن المتحدث باسم الحكومة الألمانية، ستيفن سايبرت، قوله “نرى تقدما ورغبة في المضي قدما” في المفاوضات النووية في فيينا.

واليوم الإثنين، تعليقاً على مباحثات فيينا بشأن الاتفاق النووي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن “هناك تقدماً ونحن على مسار صحيح، لكن ذلك لا يعني أن الحوارات دخلت مرحلتها الأخيرة وحل الخلافات”.

وأضاف خطيب زادة أن طهران قدمت “نصوصاً مكتوبة للحؤول دون الدخول في مفاوضات استنزافية، وننتظر من الأطراف الأخرى أيضاً العمل بالمثل وتقديم نصوص مشتركة”، لافتاً إلى أن ما يجري في فيينا “هو حوارات فنية لرفع العقوبات وعودة الولايات المتحدة إلى تنفيذ تعهداتها بالاتفاق النووي والقرار 2231” لمجلس الأمن، والمكمل للاتفاق المبرم عام 2015.

ومن جانبه، قال معاون وزير الخارجية الإيرانية ورئيس الوفد في فيينا، عباس عراقجي، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية، السبت، “يبدو أنه يتم تشكيل تفاهم جديد وهناك أرضية مشتركة بين الجميع الآن. معالم المسار الذي يجب قطعه باتت معروفة نوعا ما. بالطبع لن يكون هذا المسار سهلا”.

وأضاف “اختلاف وجهات النظر لم ينته بعد، وهناك اختلافات في وجهات النظر يجب تقليصها خلال المحادثات المقبلة”، مضيفا “المفاوضات وصلت الآن إلى مرحلة يمكن فيها للأطراف البدء في العمل على نص مشترك… على الأقل في المجالات التي تلتقي فيها الآراء”.

وعلى الضفة الأميركية، وصف مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الأحد، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية، نتائج مباحثات فيينا بأنها “بناءة”، لكنه رهن رفع العقوبات الأميركية عن طهران بعودة الأخيرة إلى جميع التزاماتها النووية، وقال إن الولايات المتحدة الأميركية “لن ترفع هذه العقوبات ما لم يكن لديها الوضوح والثقة بأن إيران ستعود بالكامل إلى الامتثال لتعهداتها بموجب الاتفاق النووي، وبعد وضع حد للبرنامج النووي (الإيراني) وزيادة فترة تحقيق الاختراق النووي وخفض تخصيب اليورانيوم ومستواه”.

وتزامنا مع ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في بيان، عن بدء مباحثات فنية مع إيران في فيينا، اليوم الإثنين، حول حل “القضايا المتبقية”، وذلك في إشارة إلى خلافات بين الوكالة وطهران بشأن العثور على آثار تخصيب اليورانيوم في موقعين يشتبه بممارسة “أنشطة نووية غير معلنة” فيهما، حسب تصريحات سابقة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.

وأجرى مفتشو الوكالة الدولية التفتيش خلال سبتمبر/أيلول الماضي. وكان من المقرر أن تنعقد هذه المفاوضات بين طرفين في طهران خلال هذه الشهر، لكن يبدو أن التطورات الأخيرة في المباحثات النووية بين أطراف الاتفاق النووي استدعت إجراءها على هامش هذه المباحثات.

دلالات

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى