التايمز: هستيريا في اليمين الفرنسي المحافظ بعد اعتذار “إيفيان” للمسلمين
عربي تريند_ نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا لمراسلها في العاصمة الفرنسية باريس تشارلس برينر قال فيه إن شركة المياه “إيفيان” تتعرض لحملة شرسة من اليمين المتطرف بسبب اعتذارها للمسلمين عن دعاية نشرتها في اليوم الأول من رمضان.
واتهمت الشركة التي تملكها مجموعة دانون بخضوعها للضغوط على الطريقة الأمريكية أو موضة “الثقافة المضادة” (أن تكون واعيا بمن حولك)، وسحبها الإعلان التسويقي يوم الثلاثاء والذي جاء فيه: “انشر هذه التغريدة لو شربت لترك من الماء اليوم”.
وهو ما أدى لاتهامات بالإسلاموفوبيا على منصات التواصل الاجتماعي من المعلقين لأن المسلمين لا يشربون أو يأكلون أي شيء خلال نهار رمضان.
وفي الوقت الذي هاجمت فيه عدد من التغريدات شركة إيفيان إلا أن المعلق غايلز فيردي، في القناة الثامنة، قال “رسالة إيفيان هي إعلان إسلاموفوبي”، وبعد ساعات اعتذرت شركة إيفيان “مساء الخير، هذا هو فريق إيفيان، نعتذر من هذه التغريدة الخرقاء والتي لم يكن الهدف منها الاستفزاز”.
وهو ما أثار عاصفة أكبر من المحافظين الذين قالوا إن الشركة خنعت للضغط وأظهرت حساسية تجاه الأقلية بنفس الطريقة التي تتعامل فيها ماركات العالم “الأنكلو ساكسوني”. وقال إريك تشوتي، النائب المحافظ عن الحزب الجمهوري “دعونا نوقف هذا الجنون، إلى متى سيتواصل هذا الإرهاب الثقافي”.
واتهم العمدة المتطرف لمدينة بيزيه في الجنوب الفرنسي، روبرت مينارد إيفيان، “بالاستسلام الكامل” أمام ما وصفه “رهاب المسلمين المتزايد وغير المتسامح”.
وفي تعليق لصحيفة “لوفيغارو” جاء أن الماركات الفرنسية بدأت بتبني ما سماه “الدين الجديد للثقافة المضادة” أي الوعي بما يجري حولك وعلى حساب التقاليد الفرنسية في التسامح وحرية التعبير، و”كشف عن إفلاسنا الجمعي أمام صعود الدين والتخريب الذي يقوم به الدين الإسلامي”. وقال النقاد إن إيفيان تقوم بممارسة الرقابة الذاتية التي تسمع من الأشخاص أصحاب النوايا الحسنة ممن شجبوا نشر الكاريكاتير المسيء للرسول في مجلة “تشارلي إبيدو”.
وقال رفائيل إيثوفين، الفيلسوف، ساخرا إنه كيهودي “يحضر لمقاضاة أي شركة تعلن له عن الطعام في يوم كيبور”، يوم الغفران.
ويرى آخرون أن الجدل حول إعلان إيفيان هو عرض عن الهستيريا التي يتم نشرها على الإنترنت. وفي تغريدة قال يوجين باستي، المعلق في “لوفيغارو”: “لا أحد يعرف ما هو أكثر إثارة للأسف.. الحزمة من الإساءات بعد أول تغريدة أو التوضيح المثير للشفقة من إيفيان الذي استسلم لدوامة الضحية”.
وأبعد الكثير من المسلمين أنفسهم عن الجدل الذي تسبب به إعلان إيفيان المفترض أنه مسيء للمسلمين. وكتب مسلم تغريدة “شربت لتر الماء اليومي قبل شروق الشمس”.