العالم تريند

محتجون يحاولون اقتحام مبنى السفارة الدنماركية في بغداد

احتج المئات من أنصار التيار الصدري في العاصمة العراقية بغداد، فجر اليوم السبت، على حرق المصحف في الدنمارك، بعد يومين من حرق هؤلاء المحتجين السفارة السويدية.

وحاول المحتجون الوصول إلى مبنى السفارة الدنماركية داخل المنطقة الخضراء ببغداد، إلا أن عناصر الأمن منعوهم بالقوة وأبعدوهم عنها.

وكانت القوات الأمنية العراقية قد عززت وجودها ليلاً أمام بوابات المنطقة الخضراء، وقطعت عدداً من الجسور المؤدية إليها، فيما بدأ المئات من أنصار التيار يتجمعون في ساحة التحرير وسط بغداد في الساعة الأولى من فجر اليوم.أخبار
مجموعة متطرفة تحرق نسخة من القرآن أمام سفارة العراق في الدنمارك
وتوجه المحتجون نحو جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، وبعد محاولات منعهم من قبل عناصر الأمن، استطاع المحتجون عبور الجسر والوصول إلى بوابة الخضراء، وحاولوا اختراقها للوصول إلى مبنى السفارة الدنماركية، إلا أن عناصر الأمن، بعد احتكاكات وتدافع مع المحتجين، استطاعوا منعهم من العبور.

وبعد ساعات من محاولات الوصول إلى السفارة وتزايد أعداد المتظاهرين، من جانب، وعناصر الأمن من جانب آخر، تمكن الأمن من إجبار المحتجين على التراجع نحو ساحة التحرير، تزامناً مع مطالبة منصات إخبارية مرتبطة بالتيار على تطبيق “تليغرام” ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، المحتجين بالانسحاب وانتظار موقف زعيمهم مقتدى الصدر.

وردد المحتجون شعارات وهتافات تدين حرق المصحف، وتؤكد التزامهم تعليمات زعيمهم الصدر.

من جهته، قال ضابط في قيادة عمليات بغداد، المسؤولة عن أمن العاصمة، إن التوجيهات العليا صدرت بمنع الاقتراب من مباني السفارات والبعثات الدبلوماسية، مشيراً في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أن “القوات كثفت وجودها بشكل كبير لمنع اقتحام أي سفارة وتوفير الحماية التامة لها، وأن التوجيهات تحثّ أيضاً على عدم التصادم مع المحتجين”.

بدوره، أشار الصحافي العراقي هشام علي، إلى صعوبة الوصول إلى مبنى السفارة الدنماركية. وغرد عبر “تويتر”، قائلاً: “أعتقد أن من الصعوبة الدخول إلى المنطقة الخضراء لعدة أسباب، أهمها قرب السفارة الدنماركية من السفارة الأميركية. هناك حديث عن أن أمنها من أمن السفارة الأميركية”.

من جانبه، غرد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، هشام الركابي: “كلنا ضد التجاوز على حرمة القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية، لكن علينا أن نحافظ على القانون، وكما نوه عنه سماحة السيد مقتدى الصدر (هناك أطراف لن تتورع عن الدماء ونشر الفتنة لأجل مغانم دنيوية، فلا تقولوا قولاً ولا تفعلوا فعلاً إلا بعد مراجعة الحوزة.. والحوزة لن ترضى بذلك)”.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية العراقية، الإساءة للقرآن الكريم وعلم جمهوريّة العراق أمام مبنى السفارة العراقية في الدنمارك. وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان، فجر اليوم، إن “الوزارة تدين بعبارات شديدة ومكررة واقعة الإساءة التي تعرض لها القرآن الكريم وعلم جمهورية العراق أمام مبنى السفارة العراقية في الدنمارك”، مؤكداً “التزام الوزارة التام بمتابعة تطورات هذه الوقائع الشنيعة، التي لا يمكن وضعها في سياق حق التعبير وحرية التظاهر، وأن هذه الأفعال تؤجج ردود الأفعال، وتضع كل الأطراف أمام مواقف حرجة”.

وأضاف أن “الوزارة تدعو المجتمع الدولي للوقوف بشكل عاجل ومسؤول تجاه هذه الفضائع التي تخرق السلم والتعايش المجتمعيين حول العالم”.

وسبق أن اقتحم أنصار التيار الصدري مبنى السفارة السويدية ببغداد لمرتين، كان آخرها أمس الأول الخميس، إذ أضرموا النار فيها احتجاجاً على حادثة حرق المصحف. فيما سعت الحكومة العراقية لطمأنة البعثات الدبلوماسية بخصوص أمنها في البلاد، مؤكدة أنها لن تسمح بتكرار ما حدث.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى