العرب تريند

الرضيعة ليلى الغندور أصغر شهداء مسيرات العودة… غزة تدفن شهداءها

لم يدر في بال عائلة الغندور أن تصبح طفلتهم الأصغر التي لم يتجاوز عمرها الثمانية أشهر، أصغر شهداء مليونية العودة الكبرى ومسيرات العودة المتلاحقة. كانت ليلى برفقة العائلة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار عن قطاع غزة، وقضت نحبها بعد تعرضها للاختناق بفعل الغاز الذي أطلقه الاحتلال على المشاركين.
اعتلت مشاهد الغضب والحزن الشديد وجوه مئات المشاركين في تشييع الطفلة ليلى الغندور، وانطلقت تكبيرات مدوية لحظة مغادرة جثمانها الصغير المسجد العمري الكبير، أحد أكبر وأقدم مساجد قطاع غزّة.

رغم حزن المشيعين على ليلى وعشرات الشهداء الذين قتلهم رصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنهم لم يتوقفوا عن ترديد الشعار الأبرز خلال مسيرات العودة الكبرى: “ع القدس رايحين. شهداء بالملايين”، فضلا عن شعارات وطنية أخرى.

تحاملت المسنة الفلسطينية ليلي الغندور، على نفسها لتروي لـ”العربي الجديد”، تفاصيل استشهاد حفيدتها التي تحمل اسمها، وهي الطفلة الوحيدة لوالديها، تقول إن الشهيدة كانت بصحبة العائلة إلى جانب عدد من الأحفاد وأطفال العائلة الذين يحرصون على المشاركة بشكل مستمر في مسيرات العودة الكبرى منذ انطلقت منذ 30 مارس/آذار الماضي.

وتبين الجدة أن “ليلي لم تكن الوحيدة التي تعرضت لإجرام الاحتلال، إذ سبق تعرض أحد أعمامها لإصابة في قدمه بفعل استهدافه بالرصاص الحي أثناء مشاركته في (جمعة العمال) قبل أسبوعين”.

وحول كيفية استشهاد الطفلة ذات الشهور الثمانية، تشير الجدة الفلسطينية إلى أنه “خلال وجود العائلة شرقي القطاع، أطلقت قوات الاحتلال الغاز على المتظاهرين بشكل مكثف، ما تسبب في اختناق الطفلة واستشهادها على الفور نتيجة استنشاقها للغازات السامة”.

وبحسب الجدة، فإن الطفلة كانت مع العائلة في الخيام البعيدة نوعاً ما عن الشريط الحدودي الذي يفصل القطاع عن الأراضي المحتلة عام 1948، إلا أن هذه المناطق لم تسلم من استهداف الاحتلال المكثف لها من خلال طائرات تحمل قنابل الغاز، وحتى بالرصاص العشوائي.

وحسب إحصائية وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن نحو 60 شهيداً سقطوا يوم الاثنين، منهم 8 أطفال، وأصيب 2771 بجراح مختلفة، منهم 225 طفلا و86 سيدة، خلال مشاركتهم في مليونية العودة التي دعت إليها الهيئة العليا لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار.

وتجمع الفلسطينيون في غزة، اليوم الثلاثاء، لتشييع جنازات عشرات الشهداء الذين سقطوا برصاص القوات الإسرائيلية أمس، في حين اتخذت قوات الاحتلال الإسرائيلية مواقعها على الحدود مع القطاع لقمع المشاركين في اليوم الأخير من مسيرات العودة الفلسطينية.

وتزامنت المجزرة الإسرائيلية أمس، على الحدود مع غزة، مع مراسم افتتاح الولايات المتحدة سفارتها الجديدة في القدس المحتلة. واعتبرت المجزرة الجديدة هي الأسوأ من حيث عدد الضحايا الفلسطينيين منذ العدوان على غزة في 2014.
ويقول مسؤولون طبيون فلسطينيون إن 104 من سكان غزة، قتلوا منذ بدء المسيرات في 30 مارس/آذار.

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى