فنون

مع انتهاء الحرب.. هل تعود الدراما السورية لسابق عهدها؟

كثرت الأقاويل في الفترة الأخيرة عن قرب انتهاء الحرب في سوريا، ليطرح السؤال، في حال انتهت، ما هو مصير الدراما السورية.

فمن المعروف أنه وكما هو الحال في مختلف قطاعات البلاد المدمرة، تأثرت الدراما السورية بشكل سلبي جدا بسبب الحرب، بعد أن عاشت عصرا ذهبيا سنوات طويلة.

ومن المهم ذكره، أن جميع الحلول التي تم اقتراحها لتفادي انقراض الدراما في سوريا أخفقت في إيجاد مخرج لمأزقها.

فبعد أن ظهرت الدراما العربية المشتركة، لم يعد للكادر السوري من فنيين وحرفيين وحتى ممثلين مكان كما السابق، كما أن انتقال العدد المهول من الفنانين السوريين للعيش خارج بلدهم “ضعضع” أعمدة الدراما.

مع العلم أن تفضيل المسلسل السوري من جانب الفضائيات العربية لم يكن فقط للشعبية التي يتمتع بها بين الجمهور، وإنما لرخص ثمنه مقارنة بمنافسيه على المستوى العربي.

زهير رمضان
إلا أن لنقيب الفنانين السوريين وعضو مجلس الشعب في سوريا #زهير_رمضان رأي آخر، فبدل أن يفكر في حل لمأزق الدراما في بلاده، توجه إلى الدعوة لمحاسبة الفنانين المعارضين العائدين لـ”حضن الوطن”، بحسب تعبيره.

وأكد رمضان منذ فترة في تصريح له أنه أبلغ ما أسماها الأجهزة الأمنية عن تصريحات ومواقف اتخذها بعض الفنانين العائدين ضد النظام.

ووصف رمضان الفنانين المعارضين بـ”الغربان”، وقال إن بعضهم بدأ بالعودة إلى سوريا.

وقال رمضان حينها: “أبلغت الجهات المعنية في الدولة عن الفنانين الذين لديهم تصريحات ومواقف مخزية تجاه سوريا والشعب السوري”.

واعترف رمضان حينها بتقديم تقارير أمنية لأجهزة المخابرات ضد الفنانين السوريين المعارضين، قائلاً: “أما قادة الرأي وأصحاب الفكر والمواقف السافرة ضد الوطن فيجب أن ينالوا جزاءهم”.

وتابع: “المصالحة” ممكنة فقط مع “الناس العاديين البسطاء الذين كانوا مستلبي الإرادة”، بحسب تعبيره.

أين “حسن النية”؟
من جهة أخرى، أوضح الزميل جميل ضاهر المتخصص بالشؤون الفنية في “العربية” أن الدراما السورية اليوم في وضع صعب، ومن المفترض أن يحمل الجميع على عاتقهم مهمة إيجاد الحلول للخروج من هذه المحنة، لكن تصريحات نقيب الفنانين الأخيرة لا تدل أبدا على حسن نية، وأمام هذا الخطاب العدائي لابد لمن فكر بالعودة أو عاد فعلا إلى سوريا من الفنانين أن يعيد النظر بقراره.

وأكد ضاهر أن خروج الفنانين من سوريا قد عاد بالنفع على نماذج أخرى من الدراما العربية كاللبنانية والمصرية مثلا، وأغنى حركة الإنتاج بكلا البلدين من فنيين، وحرفيين، وكوادر إضافة إلى الممثلين.

إلى ذلك، أوضح ضاهر أن هناك الكثير من الفنانين السوريين ممن اتخذوا “الموقف الرمادي” وتبنوه، عادوا فعلا إلى سوريا وأكملوا نشاطهم الفني هناك.

لذلك، من غير الممكن للنقابة أن تأخذ هذا الموقف العنيف ضد الفنانين السوريين، بل من المفترض تشجيع من بقي منهم خارج البلاد للعودة.

ماذا حصل مع سلوم حداد؟
ومن بين الأمثلة، الممثل السوري سلوم حداد، والذي وضعت عليه وسائل إعلام النظام “لعنة” في بداية الحرب، ومنعت ظهوره على شاشاتها. حيث تعرض حداد مع بداية الأزمة لمضايقات كثيرة، دفعت الفنان إلى الاختباء بعيداً عن أي ظهور إعلامي أو مواقف معلنة.

سلوم حداد
وهرب حداد من سوريا قاصدا العمل خارجها، حاله حال زملائه ومنهم كثيرون بعد أن تدهور الوضع الأمني في العاصمة #دمشق منذ سنوات.

وفتح حداد عليه بعد خروجه من سوريا أبواب الاتهامات من أنصار الأسد، وصدر حكم بالحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة، وتأكدت الشائعات بعد أن اعتذر حداد عن أعمال كثيرة عرضت عليه في تلك الفترة.

وبعد مدة، عاد سلوم حداد إلى دمشق، وعدّل موقفه.

وبرر عودته بأنها ضرورة بعد أن رأى “انحدار الدراما السورية والرغبة العارمة لدى بعض الخبرات في استنهاض الهمم والعودة إلى الريادة”، بحسب ما صرّح به لإحدى الصحف.

فهل ستطبق قوانين “نقيب الفنانين” على سلوم حداد؟

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى