قطر

43 ألف زائر لمهرجان “بحيرة أسباير الثاني” في الدوحة خلال يومين

أُسدِل الستار بالدوحة، على مهرجان “بحيرة أسباير الثاني” بعد يومَين من العروض الساحرة التي تزينت فيها سماء حديقة أسباير وبحيرتها بأروع الألوان والألعاب النارية الخلابة. وشهد مهرجان هذا العام إقبالًا جماهيريًا ملحوظًا بحضور ما يزيد عن 43 ألف زائر خلال اليومَين.

وقالت مؤسسة أسباير زون المنظمة للمهرجان إن الإقبال فاق التوقعات، وسجلت منافذ بيع صغار المستثمرين القطريين المنتشرة في محيط المهرجان عوائد تقدر بما يزيد عن مليون ريالًا قطريًا.

ونظمت مؤسسة أسباير زون المهرجان بالشراكة مع “أوريدوو” والخطوط الجوية القطرية، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، وكتارا، وأخرج المهرجان الفنان الفرنسي العالمي، ساحر الألعاب النارية، كريستوف بيرتونو.

وامتلأت المدرجات المحيطة ببحيرة أسباير مساء الجمعة الماضية عن آخرها بآلاف المشاهدين الشغوفين لمتابعة العرض الأول لمهرجان بحيرة أسباير الثاني “رحلة من الخيال” الذي نظمته مؤسسة أسباير زون خلال عطلة نهاية الأسبوع يومي 23 و24 مارس الجاري بالشراكة مع Ooredoo والخطوط الجوية القطرية، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، وكتارا.

واستقطبت الليلة الأولى للمهرجان ما يزيد عن 20 ألفًا من المشاهدين ومن زوار الحديقة الذين توزعوا على المدرجات ومحيط بحيرة أسباير للاستمتاع بالحدث الفني الضخم.

وللوهلة الأولى، بدا للزوار أنهم على موعد مع عرض تقليدي للألعاب النارية، إلا أن المهرجان فاجأ المشاهدين بحبكته الدرامية التي كسرت سكون الليل محولًا سطح بحيرة أسباير لشاشة عرض ثلاثية الأبعاد فيما وصفه بعض الحضور من هواة السياحة والسفر بالعرض الأروع على الإطلاق في حياتهم.

وتدور حبكة العرض حول شاب عربي يجوب محيطات العالم بحثًا عن سر من أسرار السعادة والسلام الكامنة في لؤلؤة أسطورية في قاع أحد البحار لا يعرف طريق الوصول إليها إلا كبير الكهنة “بودريان” والذي لم يستطع هذا الفتى استرضاءه إلا بجمع ضوء آلاف النجوم لترقص في ظلمة الليل. ولم يجد الفتى بدًا إلا أن يخوض رحلة من الخيال عبر قارات ومحيطات هذا العالم الشاسع ليشكل عرضًا كونيًا آملًا أن يجد السعادة الحقيقية خلال مغامراته.

2

وتحولت ميمنة البحيرة لكرة كونية ضخمة تعكس خريطة تلك الرحلة التي بدأها الشاب من على شواطئ دولة قطر ليجوب قارات العالم مواجها حيوانات أسطورية كالتنين الصيني ووحوش السافانا في أفريقيا، وثعابين الأمازون العملاقة.

وتمكن مخرج العرض ونجومه من إبهار ألباب الجماهير التي تعالت آهات إعجابها بالعرض منذ الوهلة الأولى عبر جمع عناصر الحياة المتضادة كالماء والنار وتزينت سماء بحيرة أسباير بألعاب نارية مصممة بعناية مع كل نغمة من أنغام الموسيقى تتسارع تارة لتضخ بحماستها الدماء في العروق ترقبًا للمواجهة بين الوحوش والبحار، وتارة أخرى في شكل معارك ومطاردات مثيرة يتغلب فيها البطل العربي في كل مرة على الصعاب بحثًا عن هدفه المنشود، ومر العرض الذي تواصل لمدة 40 دقيقة وكأنه ثوان معدودة، ليعثر هذا البطل العربي أخيرًا على سر السعادة في دوحة العز والخير، والتي كان طريق الوصول للسر الدفين عبر السير بين شطآنها والغوص في أعماق مياهها.

1

خلود الهيل: نقلة نوعية في العروض العالمية

من جهتها، قالت السيدة خلود الهيل، رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان إن مؤسسة أسباير زون ومن خلال استضافة هذا العرض الساحر تمكنت من تحقيق نقلة نوعية وفي وقت لا يذكر وتحولت مؤسسة أسباير زون من حاضنة لكبرى البطولات الرياضية العالمية إلى وجهة سياحية مثلى تتوافر فيها كافة العناصر لأفراد العائلة والجماهير للاستمتاع بتجربة متكاملة في ظل ما تمتلكه المؤسسة من إمكانات بشرية مميزة وقدرة تنظيمية يعتد بها، بما يؤكد على أن هذه المنشآت والتي تأسست كمدينة رياضية قادرة على أن تترك إرثًا مستدامًا عبر حسن التخطيط”.

وأضافت: “هذه النقلة النوعية تعد خطوة للأمام على طريق تحقيق أهداف دولة قطر بالدمج بين السياحة الرياضية والترفيهية والتي تعد أحد الصناعات الهامة في عالمنا الحاضر، ونستطيع بالفعل تنفيذ ذلك عبر استغلال الإمكانات الجبارة المتاحة لدى المؤسسة بما تمتلكه من بحيرة فريدة من نوعها في دولة قطر، وحديقة مترامية الأطراف يسهل الوصول إليها من كافة الأماكن في الدولة، وفريق عمل احترافي، تلك العناصر مجتمعة مع البحث المتأني عما نقدمه من فعاليات سيدعم اتجاه الدولة نحو تحقيق التنمية الذاتية بما يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا”.

كريستوف بيرتونو”: تكامل العناصر وذكاء الاختيار سر الإبداع

وقال مخرج العرض الفرنسي العالمي “كريستوف بيرتونو” الملقب بساحر الألعاب النارية إن سر تميز هذا العرض يكمن في تكامل العناصر بين مكوناته كافة وإبداعات أعضاء فريقه وقال إن السر يكمن في ذكاء الاختيار وعدم الاسترسال في بعض الأحيان فيما قد يكون مضجرًا لبعض المشاهدين مستشهدًا بطريقة الفنانين الذين يعرضون أعمالهم في الشارع أمام الجماهير.

وتابع قائلاً: “نحاول دائما التركيز على منتصف المشهد تمامًا وتختلف التقنية باختلاف طبيعة العرض، فهناك العديد من التعقيدات الفنية في مثل هذه العروض تكمن في الخروج بالمستوى المطلوب من الإضاءة لتحقيق عرض فني يعجز خيال المشاهد عن تصديقه بالجمع بين عناصر الأناقة والجمال وهما أمران أساسيان لفهم القصة التي تقدمها للجماهير”.

ويحفل سجل بيرتينو بتصميم وتنفيذ العديد من العروض الفنية والرياضية العالمية من بينها بطولة كأس العالم لكرة القدم في فرنسا في عام 1998، ومرورًا بالحفل الافتتاحي والختامي لأولمبياد ريو دي جانيرو في عام 2016، والأعياد الوطنية لفرنسا لأعوام عدة، ومهرجان بحيرة جنيف الدولي السنوي، وله ذكريات في وجدان الدوحة في عام 2008 خلال حفل افتتاح متحف الفن الإسلامي، وفي 2011 بالإشراف على تنظيم الألعاب النارية المصاحبة لافتتاح وختام بطولة كأس آسيا لكرة القدم .

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى