الإمارات

«يرسان» مسجد في رأس الخيمة يعود إلى 120 عاماً

على بعد مئات من الأمتار عن طريق شمل الرئيسي، وعلى مشارف المنطقة التي تبعد 6 كيلومترات شمال شرقي مدينة رأس الخيمة، ينتصب مسجد «يرسان» أحد أقدم المساجد في الإمارة، ويعود بناؤه القديم، الذي تم تشكيله من «جذوع النخل» و«اليص» و«الحصى» إلى أكثر من 120 عاماً بحسب ما يذكره كبار السن، وقد قامت دائرة الآثار والمتاحف باعتبار المسجد أحد المواقع الأثرية، ما يستوجب المحافظة عليه وترميمه.

معمار فريد

هذا المسجد يقع وتحيط به حالياً مزرعة محمد راشد بن عامر، وهو من سكان شمل، وفي لقاء مع «البيان» قال: «المسجد يتميز بأسلوب معماري فريد ويتضح من شكل جدرانه ولونها. فهو يأخذ الشكل المربع الصغير الذي يضم مجموعة من الأروقة ذات الأعمدة الأسطوانية المبنية بكتل حجرية مقطوعة على شكل أقراص، يبلغ طول ضلعه 15 قدماً».

مشيراً إلى أن المسجد ووفقاً لروايات عديدة مؤكدة من أهالي المنطقة، قد أنشأه رجل يكنى بـ«يرسان»، وهو من منطقة شمل نفسها ليؤمه جميع الناس الذين كانوا يعبرون هذه البقعة النائية بالتحديد نظراً لكثرة المزارع فيها آنذاك، حيث أعيد بناؤه مرتين على الأقل، فيما خضع لعمليات الترميم أكثر من مرة.ترميم وتصميم

وأوضح أن المسجد غير مسقوف في الوقت الحالي، وتوجد به بقايا بئر ماء للوضوء. وهو مفتوح فقط للزيارة ولا يؤدي وظائفه السابقة، مبيناً أنه كانت تقام فيه جميع الصلوات من إنشائه حتى أواخر السبعينات من القرن الماضي. ويعد من أشهر أئمته الإمام علي المحمودي من منطقة الرمس، والإمام محمد بخيت الفلاسي من إمارة دبي.

رمز للتراث

ومن جانبه، أوضح المواطن عبدالله الشميلي، أنه رغم أن المسجد أصبح من المعالم الأثرية التي تستقطب الزوار على مدار العام، إلا أنه يظل رمزاً قوياً للتراث الشعبي، حيث يستوحي بناءه من فن العمارة القديمة التي تمثل شكل المساجد والجوامع التي كانت معروفة في رأس الخيمة لقرون، إلى جانب الشواهد والمكتشفات العديدة التي تشتهر بها المنطقة، مثل: «حصن الزباء، وقبر ضخم يمثل فترة أم النار ويعود تاريخه إلى 4500 سنة»، وخاصة في ظل التوسع العمراني والحضاري الذي تشهده شمل.

 البيان
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى