العرب تريند

حالات الانتحار تهز لبنان.. والتكافل يمد يده للمحتاجين

ضجّت وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل في لبنان، منذ أمس الأربعاء، بأخبار انتحار مواطنين بسبب تردّي الأوضاع المعيشية والاقتصادية إلى نحو غير مسبوق؛ ما تسبب بانطلاق حملات لتوزيع الطعام والسلع الغذائية الأساسية على العائلات والأفراد المحتاجين في مناطق عدة.

وهزّت قصة انتحار أب يدعى ناجي الفليطي، الاثنين الماضي، البلاد، بسبب تراكم الديون عليه، وعدم قدرته على تأمين العلاج اللازم لزوجته المصابة بالسرطان.

وبحسب موقع “الجديد” اللبناني قال والد المتوفى إنه عثر على ابنه مشنوقاً خلف منزله، الأحد الماضي، في منطقة البقاع.

وأضاف الموقع أن المواطن اللبناني أقدم على الانتحار بسبب تراكم الديون عليه في المحال التجارية المجاورة لمنزله، وأن هذه الديون “لا تتجاوز 200 ألف ليرة”، أي ما يقارب 100 دولار تقريباً، مشيراً إلى أن ابنه المنتحر كان من دون عمل منذ شهرين.

وتناقلت وسائل الإعلام المحلية خبر انتحار رجلين آخرين بسبب الظروف المعيشية أيضاً.

ويدعى الأوّل داني أبو حيدر، وقد أطلق النار على نفسه بسبب طرده من العمل، وتراكم بعض الديون عليه.

أما الآخر فهو فرد في قوى الأمن الداخلي، يدعى أنطونيو طنوس، ولم ينته التحقيق الرسمي بشأن مقتله بعد، لكن التحقيقات الأولية ترجح أنّه مات منتحراً بعدما أطلق النار على نفسه، بحسب قناة “الجديد”.

وفي محاولة لتخفيف العبء الاقتصادي والنفسي عن المواطنين، في ظلّ الفترة الحرجة التي تسبّبت في طرد آلاف الموظفين، وتخفيض رواتب آلاف آخرين إلى النصف، علقت بعض المحال التجارية الصغيرة في البلاد لافتات تطلب من الأشخاص المحتاجين أخذ ما يريدونه مجاناً.

فضلاً عن ذلك تحاول مجموعة على موقع “فيسبوك” أنشئت منذ أكثر من أسبوعين، جمع تبرعات لتوفير صناديق بالمنتجات الغذائية الأساسية، أو الثياب أو الأدوية، للمواطنين المحتاجين.

وقالت إحدى منظمات الحملة، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، في حديث لـ”بي بي سي” عربي، إن “مجموعة تتألف من 6 أشخاص تقريباً تعمل على تأمين حاجيات وسلع أساسية لعائلات محتاجة في مناطق مختلفة من لبنان”.

وأكدت أنّ غالبية العائلات التي تمّت مساعدتها حتى الآن لم يطلب أحد من أفرادها تلك المساعدة. واستطاعت المجموعة الوصول إليها عبر “أشخاص قاموا بترك رسائل عن وجود عائلات محتاجة هنا وهناك”.

ويحاول أفراد المجموعة جمع سلع غذائية من أكثر من شخص لتعبئة صندوق يحتوي على أرز، وعدس، ومنتجات أخرى، وإرساله إلى العائلة المحتاجة.

ويركّز أفراد آخرون من المجموعة على التواصل مع لبنانيين مغتربين لجمع تبرعات مالية منهم عبر موقع “غو فاند مي”، لمساعدة المتضرّرين من الأوضاع الاقتصادية السيئة داخل لبنان “لعدم قدرة اللبنانيين داخل البلاد على التبرع بالكثير من الأموال”.

وأضافت المشاركة في تنظيم الحملة أنه “بلبنان الكلّ وضعه تعبان”، مشيرة إلى أن المجموعة تفكر الآن، بعد حالات الانتحار التي هزت البلاد، في إنتاج مقاطع فيديو تتحدث عن الانتحار وأسبابه، وكيفية مساعدة الأشخاص الذين يفكرون فيه.

المصدر
الخليج أون لاين
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى