قطر

مترو الدوحة… 4 مكاسب قطرية استعداداً لمونديال 2022

يتوقع عمر محمد الجابر رئيس الشراكات الاستراتيجية والعلاقات العامة، في مركز قطر للابتكارات التكنولوجية “كيومك”، تأثيراً استثنائياً لتشغيل شبكة قطارات مترو الدوحة في تخفيف الازدحام المروري وزيادة فعالية حركة وتنقل الأفراد بين مدن ومناطق وأحياء البلاد، مشيراً إلى التأثير الإيجابي لبدء عمل الخط الأحمر على تقليل الازدحام في بعض المناطق التي يمر بها، قائلا: “الآثار الكاملة ستظهر عند تشغيل جميع الخطوط وربطها ببعضها بعضاً”.

وتراوحت التكلفة الاقتصادية للازدحام المروري في قطر ما بين 5.5 مليارات ريال (1.5 مليار دولار) وتصل حتى 6.9 مليارات ريال (1.9 مليار دولار)، أي ما يعادل ما بين 0.9 – 1.0% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة خلال العام الماضي، وفقاً لتقرير المرور السنوي 2018 والذي أصدره “كيومك” وجرى الإعلان عنه في مارس/آذار الماضي.

ويتشابه وضع الزحام المروري في قطر مع نظيره في دول المنطقة، كما أنه أفضل من مثيله في الدول الأوروبية وأميركا الشمالية، وفقا للتقرير ذاته، إذ يتراوح عدد الساعات التي تضيع على مستخدمي الطريق في تلك الدول ما بين 150 إلى 220 ساعة في العام، بينما وصل عددها في قطر إلى 98 ساعة وهي آخذة في الانخفاض تدريجياً، ولا سيما مع بدء تشغيل مترو الدوحة كما يؤكد الجابر، قائلا في تصريح خاص لـ”العربي الجديد”: “مترو الدوحة سيكون له دور أساسي في خدمة ونجاح بطولة كأس العالم 2022 إذ اعتمد هذا المشروع الضخم في تصميمه بشكل أساسي على أماكن الملاعب التي ستشهد مباريات مونديال 2022، وتسهيل وصول الجماهير إلى مختلف ملاعب البطولة”.

وأثبت المترو نجاعته خلال المباراة النهائية لكأس أمير قطر، والتي شهدها ملعب الجنوب في الوكرة، إذ خدم نقل 70 ألف راكب في يوم 16 مايو/أيار، وفق ما أعلنه الحساب الرسمي لشركة سكك الحديد القطرية (الريل).

وباشرت شركة “الرّيل” في الثامن من مايو/أيار الماضي، التشغيل التجريبي لمترو الدوحة، عبر القسم الأول من الخط الأحمر والذي يبدأ من محطة الوكرة جنوباً إلى محطة القصار شمالاً ويتضمن 13 محطة من أصل 18، وشهدت الانطلاقة التجريبية إقبالا من المواطنين القطريين والمقيمين، وبلغ مجموع الركاب في اليوم الأول 37451 راكبا، ليزداد في اليوم الثاني ليصل إلى 49036 راكبا وفقا لما أعلنته شركة “الريل”.

ويتوقع الانتهاء من الشبكة والافتتاح الكامل لها بحلول 2020 وفق ما أعلنه رئيس قطاع شؤون العمليات في الريل، عبدالله سيف السليطي في تصريحات صحافية، ويتكون مترو الدوحة من أربعة خطوط تغطي وسط الدوحة والمناطق التجارية والسكنية الحيوية عبر المدينة، وسيكون المترو تحت الأرض، أما في الضواحي والأطراف فسوف يكون غالبا على مستوى سطح الأرض أو أعلى منها.

ويصل الخط الأحمر (خط الشاطئ) ما بين الوكرة والخور مارا بالدوحة، ثم خط الشمال الجنوب، ويربط مدن الخور في الشمال ومسيعيد في الجنوب، عن طريق لوسيل والخليج الغربي ومشيرب ومطار حمد الدولي، ويربط الخط الأخضر (الخط التعليمي) مدينة الدوحة بالمدينة التعليمية، يتبع الخط الأخضر طريق الريان ويربط المدينة التعليمية بقلب الدوحة علاوة على ذلك، فإنه يربط أم صلال بالمنطقة الصناعية الجنوبية.

أما الخط الذهبي (الخط التاريخي) فيصل بين المطار ومنطقة الوعب مارا بالدوحة، ويربط شمال منطقة المطار عن طريق محطة مشيرب المركزية بشارع الوعب جنوب الريان وطريق سلوى. ويعتبر الخط الأزرق (خط المدينة) حلقة وصل بين جميع الخطوط، فيما يشبه طريقاً شبه دائري يربط المناطق التجارية والسكنية في الخليج الغربي بمنطقة شمال المطار عبر الطريق الدائري الثالث، بحسب ما أعلنته الريل.

تعزيز البنية التحتية

يبلغ طول شبكة مترو الدوحة نحو 216 كيلومتراً، وتضم زهاء 100 محطة عبر الخطوط الأربعة، وتبلغ قيمة بناء المترو التقديرية نحو 36 مليار دولار، ويؤكد رئيس اتحاد المهندسين العرب، القطري أحمد جاسم الجولو، في تصريح لـ”العربي الجديد” أن الحكومة ستجني الكثير من الفوائد في استخدام المترو وسيلةً للنقل، منها تقصير المسافات بين المدن، والحد من الازدحام والضوضاء وتقليل الحوادث المرورية، وكذلك تحسين طبيعة الهواء والحد من ظاهرة التلوث، خاصة أن القطارات المستخدمة في المترو وكذلك السكة تعتبر الأحدث على مستوى العالم.

ولفت رئيس اتحاد المهندسين العرب إلى أهمية المترو من ناحية تعزيز البنية التحتية التي تساهم في نمو الاقتصاد الوطني، عبر تسهيل حركة النقل، فشبكة المترو تربط مطار حمد الدولي الذي تتجاوز طاقته الاستيعابية الأولية 30 مليون مسافر سنوياً، والمناطق الاقتصادية، إلى جانب أن التصاميم النموذجية لشبكة القطارات الحديثة (من دون سائق) تقلل من الأخطار والآثار البيئية، ويرى الجولو أن أعدادا كبيرة من القطريين سوف يستخدمون المترو، إلى جانب الإقبال المتوقع من المقيمين، وهو ما يؤيده الناشط القطري على مواقع التواصل الاجتماعي، محسن الجاسم، قائلا إنه استخدم المترو يوم تدشينه وركب من محطة الوكرة وصولا إلى محطة القصار شمالا، مشيدا بالخطوط والعلامات الأرضية التي وضعت للمكفوفين، مؤكداً أنه من المشجعين على استخدام المترو، ويوافقه الرأي إبراهيم المفتاح الذي وصف مشروع المترو بـ”الرائع” لاختصاره الوقت وتوفيره جهد قيادة السيارة أيضا، وعبر عن إعجابه بالمقطورات وخاصة الدرجة الذهبية “الفخمة” حسب وصفه.

ملاحظات على التشغيل التجريبي

يدعو عاملون في قطر إلى تغيير مواعيد تشغيل المترو التجريبية ليعمل في الصباح الباكر حتى يتمكنوا من الالتحاق بمواقع عملهم في الوقت المناسب، وبحسب ساكو ومارور وأرحم الذين التقاهم معد التحقيق خلال جولة ميدانية، فإن تعرفة ركوب المترو مقبولة ومناسبة (تبلغ 2 ريال للرحلة الواحدة (نصف دولار)، ولكن يحتاج الأمر إلى تشغيل المترو خلال العطلة الأسبوعية حتى يتمكنوا مع أقرانهم لاستخدامه خلال تنقلاتهم في يوم عطلتهم.

ووثق معد التحقيق عبر عدة جولات بدأت من محطة الوكرة وحتى محطة مركز المعارض وبالعكس طلب الركاب توفير مظلات في مواقف الحافلات المؤدية إلى المترو، خاصة مع تزايد درجات الحرارة صيفا كما دعا قطريون إلى توفير مظلات في مواقف السيارات في الساحة المخصصة قرب محطة انطلاق الخط الأحمر في الوكرة، وتوقّع عدد من الركاب ألا تكفي تلك المواقف بعد التشغيل الكامل لخطوط المترو، ودعوا إلى إنشاء مواقف من عدة طوابق في ذات المساحة، كما دعوا إلى زيادة خطوط الحافلات “مترو لينك” والتي تنقل الركاب مجانا، وزيادة اللوحات الإرشادية التي تحدد طريق الوصول إلى محطة مترو الوكرة.

ويعتبر مترو الدوحة أحد أسرع القطارات من دون سائق، إذ تصل سرعته إلى 100 كم/الساعة، ويتألف من ثلاث عربات، إحداها للدرجة الذهبية (16 مقعدا) والعائلية (26 مقعدا) وأخريين للدرجة الاقتصادية (88 مقعدا). وتبلغ تكلفة الرحلة الواحدة في الدرجة الذهبية 10 ريالات قطرية للرحلة الواحدة (2.7 دولار)، و30 ريالا قطريا لليوم الواحد (8.3 دولارات)، بينما تبلغ التكلفة ريالين لحاملي البطاقات الاقتصادية (تشمل العائلية) و6 ريالات قطرية لليوم الواحد (1.6 دولار)، وهو ما يعده المصري المقيم في الدوحة أحمد سعيد، سعرا مناسبا ويوفر تكلفة البنزين، إذ بات يستخدم المترو في التنقل بين منزله في الوكير ومقر عمله في منطقة مشيرب.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى