العرب تريند

حرائق الأراضي الزراعية العراقية.. هل تمت بفعل فاعل؟

عارف يوسف وعلي جواد: أثارت الحرائق التي بدأت تلتهم الأراضي الزراعية بالتزامن مع موسم حصاد محصولي القمح والشعير في العراق، موجة استياء وغضب شعبي، وسط اتهامات أنها تمت بفعل فاعل، وبطريقة منسقة.

وبحسب آخر احصائية رسمية صادرة عن مديرية الدفاع المدني العراقي، “حصيلة المحاصيل الزراعية التي احترقت من 8 مايو/ أيار حتى 24 يونيو/ حزيران الجاري، بلغت 328 حادثاً”.

ووفقا للإحصائية فإن مجموع المساحة المحترقة بلغت 54380 دونماً (الدونم في العراق يعادل 2500 متر مربع)، ومجموع المساحة المنقذة بلغ 2.005 مليون دونم بجهود فرق الدفاع المدني.

نينوى أكبر مساحة زراعية محترقة

وبدأت الحرائق تلتهم الحقول والمساحات الزراعية والبساتين في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك والانبار والنجف وكربلاء وهي محافظات ذات طبيعة زراعية.

وسجلت محافظة نينوى شمالي البلاد اكبر مساحة زراعية محترقة حيث التهمت النيران 40957 دونما، تلها محافظة صلاح الدين بواقع 5641 دونما زراعيا، ثم محافظة كركوك بواقع 5506 دونم زراعي.

ووفقا للدفاع المدني العراقي فإنه من مجموع 321 حريقا استهدف الأراضي الزراعية كان 41 حريقا متعمدا، و106 حرائق لاتزال قيد التحقيق، و34 حريقا ناتجا عن ماكينات حصاد محصولي القمح والشعير.

بدوره، قال عادل المختار مستشار اللجنة الزراعية في البرلمان العراقي، إن “اجمالي المساحات التي احترقت في محافظة ديالى بلغت 2500 دونم زراعي، والان موسم الحصاد في المحافظة انتهى وبالتالي لا توجد مشكلة في المحافظة، ولكن المشكلة الاساس حاليا في محافظة نينوى شمالي البلاد”.

وأوضح المختار أن “المساحات التي احترقت في محافظة نينوى بلغت حتى الآن 100 ألف دونم والمشكلة هناك ان نسبة حصاد محصولي القمح والشعير لاتزال في بداياتها”، مشيرا الى ان “الحرائق في نينوى تسببت بمصرع 10 مزارعين واصابة 40 آخرين بجروح الى جانب خسائر متعدية أخرى تتعلق باحتراق حاصدات ومنظومات ري”.

وتابع المختار أن “عدد الحاصدات التي تتولى عمليات الحصاد في نينوى تبلغ حاليا 1271 حاصدة، وهي اعداد غير كافية، ونحن البرلمان أطلقنا نداءً لغرض نقل حاصدات من محافظات اخرى الى نينوى للإسراع بعمليات الحصاد”.

اتحاد الفلاحين: أغلب الحرائق مفتعلة

ويرى اتحاد الفلاحين في العراق، أن اغلب الحرائق التي استهدفت الحقول الزراعية والبساتين هي مفتعلة واثرت سلبا على واقع الفلاحين.

وقال حسن التميمي رئيس اتحاد الفلاحين في العراق، إنه “لا يمكن القول أن الحرائق التي التهمت الحقول الزراعية في اغلب المحافظات طبيعية والسبب هو ان تلك الحرائق تحدث بطريقة منسقة ومنظمة إلى حد كبير”.

وأضاف أن “بعض الحرائق تحدث عندما تكون فرق الدفاع المدني تخمد حريقا ما في ارض زراعية، وعندها يندلع حريق آخر في حقول زراعية بمسافة بعيدة جدا حتى لا تتمكن فرق الدفاع المدني من الوصول وبالتالي تلتهم النيران اكبر مساحة من الأراضي”.

وأوضح التميمي أن “خسائر الحرائق بالدرجة الأساس ليست في تأثيرها على الاكتفاء الذاتي من محاصيل الحبوب، لكن التأثير المباشر هو على حياة الفلاحين، حيث ان اغلب الفلاحين قد حصلوا على الاسمدة والبذور من موزعين بطريقة الدفع بالأجل بعد بيع المحصول، وبالتالي ستحدث ازمة كبيرة بين الفلاحين والموزعين”.

تنظيم “داعش” ليس بعيدا عن الحرائق

بدوره، يقول راجي العبيدي أحد مزراعي محافظة صلاح الدين، إن “حقولي المزروعة بمحصولي القمح والشعير تعرضت للاحتراق بصورة كاملة، وبعد التحقق وجدنا أجهزة الكترونية تستخدم لإحداث الحرائق وبالتالي كانت الحرائق مفتعلة”.

وتابع العبيدي أن “تنظيم داعش ليس بعيدا عن إحداث هذا النوع من الضرر بالمزارعين، كما أن هناك جهات تسعى لمنع العراق من الوصول إلى الاكتفاء الذاتي وبالتالي عدم استيراد محصولي القمح والشعير وهذه الجهات محلية ايضا ليست فقط ذات اجندات خارجية”.

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، قد قال في الـ11 من الشهر الجاري، إن الحرائق التي التهمت بعض الحقول الزراعية في محافظات شرق وشمال وجنوب البلاد “طبيعية”.

وأكد أن “حرائق محاصيل الحبوب ليست كلها أعمال عدوانية، بل أغلبها بسبب بعض الخلافات، وارتفاع درجات الحرارة”.

وأشار عبد المهدي، إلى أن “الكميات التي احترقت ليست كبيرة جدا، وهذا يحصل غالبا وفي معظم دول العالم في موسم الحرارة الشديدة، وهي معدلات متواضعة مقارنة بالدول الأخرى”.

وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، التهمت حرائق كبيرة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في مناطق مختلفة من البلاد، ولم تتمكن السلطات من معرفة الجهات التي تقف وراء ظاهرة حرق الحقول الزراعية حتى الآن.

وكانت وزارة الزراعية العراقية قد قالت في وقت سابق إن البلاد ستحقق الاكتفاء الذاتي من محصولي القمح والشعير خلال الموسم الزراعي الحالي بعد زراعة مساحات واسعة من الأراضي على خلفية ارتفاع مناسيب المياه في فصل الشتاء.

المصدر
القدس العربي
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى